الرياض: يناقش فريق عمل خليجي يوم الثلاثاء في الرياض في الأمانة العامة لمجلس التعاون كيفية "معالجة البطالة " في الدول الخليجية الست الغنية .
وقال مصدر رسمي خليجي أن "الاجتماع الأول لفريق العمل المكلف بدراسة موضوع البطالة في دول مجلس التعاون وكيفية معالجتها الذي يستمر يومين يعقد غدا في الرياض ". وأضاف المصدر أن "فريق العمل المكلف بدراسة موضوع البطالة سيقوم بالبحث في المقترحات والحلول المقدمة لمعالجتها من الدول الأعضاء في المجلس".
ويأتي هذا الاجتماع تنفيذا لقرار اللجنة الوزارة للتخطيط والتنمية بدول مجلس التعاون الخليجي والذي اعتبر موضوع البطالة وكيفية معالجتها على قائمة أولوياتها". ويضم مجلس التعاون الخليجي في عضويته كلا من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت (أعضاء في أوبك )إضافة الى قطر (الغنية بالغاز) وسلطنة عمان والبحرين .
وأشار الأمير وليد بن طلال مؤخرا الذي يعتبر من أصحاب الثروات الكبرى في العالم الى أن نسبة البطالة في السعودية لا تقل عن 30%، مشددا على ضرورة إجراء إصلاحات في المملكة . وكان صندوق النقد الدولي توقع في الثامن عشر من سبتمبر الماضي أن يشهد الوضع في الشرق الأوسط تدهورا إضافيا مع احتمال تراجع أسعار النفط الخام. وقال الصندوق في توقعاته أن النمو في مجمل منطقة الشرق الأوسط سيصل الى 1،5% في المائة هذه السنة مقابل 9،3% 2002.
ونسب الصندوق هذا التحسن الى ارتفاع إنتاج النفط والأسعار والنهاية السريعة للحرب في العراق للإطاحة بنظام صدام حسين.& ورأى أن المنطقة يتوقع أن تسجل نسبة نمو قدرها 5،4% في 2004 وهو مستوى عال، مستفيدة من انعكاسات إعادة اعمار العراق. ورأى الصندوق أن مستوى الدين العام مرتفع في المنطقة مع أن بعض الدول المصدرة للنفط مثل السعودية اتخذت إجراءات لخفضه. لكنه شدد على أن "هذه الإجراءات بحاجة الى أن تتواصل وان تعزز في بعض الحالات على المدى المتوسط".
أما التحدي الرئيسي لاقتصاد الشرق الأوسط فيبقى تسريع معدلات النمو على المدى المتوسط لاستيعاب اليد العاملة التي تشهد نموا كبيرا وخفض معدلات البطالة. واعتبر كينيث روغوف كبير خبراء الاقتصاد في صندوق النقد الدولي خلال مؤتمر صحافي في دبي عن آفاق الاقتصاد العالمي مؤخرا أن النزاعات والوضع الأمني غير المستقر في المنطقة "يضر بالاقتصاد بشكل عام وينعكس خصوصا على السياحة".لكنه أضاف انه بشكل عام "هناك أمور كثيرة تؤثر على النمو الاقتصادي في هذه المنطقة"، داعيا الى "اعتماد سياسات اقتصادية اكثر مرونة وتنويع الاقتصاد بعيدا عن النفط".ودعا روغوف دول المنطقة الى مزيد من "الانفتاح في مجال التجارة وتخفيف عدد الموظفين في القطاع العام".وشدد خصوصا على ضرورة اعتماد "إجراءات إدارية ناجعة".
في المقابل اعتبر ديفيد روبنسون مساعد روغوف أن على دول منطقة الشرق الأوسط أن تحسن نمو الدخل الفردي معتبرا أن هذه النقطة "شكلت خيبة أمل كبيرة" في السنوات الأخيرة. ورأى أن هذه الدول تعاني من "نسبة بطالة مرتفعة جدا وعليها أن تعالج هذه المشكلة".وتشهد غالبية دول المنطقة معدل بطالة مرتفعا جدا يصل أحيانا الى 20% من اليد العاملة.