&
طارق ضاهر من بيروت :..وتمسك هالة سرحان بالهاتف الكاميرا وتلتقط صورة لضيفاتها.. "الفور كاتس" في أحد برامجها.. "جانا الهوا" على قناة "روتانا" الفضائية. عليك أن تتصل فوراً لتكون أول رابح للصورة الجائزة بعد أن تجيب عن سؤال مسابقة هذه الفقرة.. هيا اتصل فوراً. مبروك لرابح الصورة الملونة التي التقطتها سرحان بواسطة آخر موديل للهواتف الخلوية (النقالة).. مبروك لأول متصل كانت إجابته صحيحة..&مصيبة..هناك من
اتصل ونسي أن هاتفه لا يملك القدرة على استيعاب التكنولوجيا الحديثة جداً.. أي خطأ ارتكبه؟. عليه أن يغيره فوراً لاستقبال جائزته. لا يهم كم سيدفع لقاء ذلك. يمكنه الاستدانة من أي شخص كان. عليه ألا يفوّت الجائزة.
لم يستطع ذلك؟. إذن فقد فوّت على نفسه وغيره الجائزة. كان عليه أن يترك الفرصة لمن يملكون ذلك النوع من الهواتف. أي متطفل هو؟. ليته فهم أن المسابقة ليست موجّهة له، على الرغم من معرفته للإجابة وامتلاكه لهاتف خلوي. هي موجهة لمن يوازون سرحان تقنية باهظة الثمن. لذا فعليه أن يكتفي بالمتابعة "المجانية" من دون إلحاح بالكسب، ويدع الجائزة لأصحابها.
هل البرنامج موجه إذن؟. هل هو لفئة معينة من الناس؟.هل أصبحت المسابقات التلفزيونية، وإن كانت من ضمن برنامج مخصصة لمشتركين معينين.. الميسورين مادياً مثلاً؟. لا بد أن الأمر كذلك. ويكفي لمن شاءت أوضاعه المعيشية أن تكون عادية جداً البقاء خارج نطاق المشاركة.
المنطق يقول أن البرنامج ظهر على أنه موجه. "يا خرابي.. الصورة تجنن".. وتستدير يد هالة لكاميرا البرنامج لتلتقط هي الأخرى ما "سيجنن" المشاهدين. حسناً.. إن لم يكن موجهاً، فهل هو إعلان ترويجي لذلك الهاتف "الجبار"؟.. لا.. الفكرة لا تقنع. هو ليس كذلك.
هي ملاحظة تسجّل على الدكتورة هالة سرحان، وتسأل عنها وعن الهدف من تغليب فريق على آخر.. من إلغاء المعمم والتوجه به إلى عالم خاص وضيّق يمكنه أن يخلق جواً من الغبن لدى طبقة تعتبر كاسحة من حيث العدد. هو سؤال عن "برجزة" الترفيه الذي يحتاجه الناس جميعهم للخروج من همومهم الحياتية.. عن اختزال فئة والسير بها إلى عالم بعيد عنها بكل شيء.
لنعد ونعتبر الأمر مجرد هفوة ارتكبتها سرحان عن غير قصد.. الحلقة تمر. الضيوف هم فتيات " الفور كاتس" وإلى جانبهم عرّابهم غسّان الرحباني الذي لم يتأخر عن التبرع بالاجابة عن السؤال الموجه إلى بيرلا شلالا إحدى "الكاتس" العائدات إلى الفريق بعد قطيعة دامت طويلاً. غسان يجيب مقاطعاً بيرلا "كان عندك ظروف خاصة.. مش انت قلتيلي هيك بوقتها؟". ينتهي غسان وتقتنع سرحان بقوله.لندع ذلك الأمر جانباً. فبعد صولات وجولات الحلقة، تتفق سرحان مع غسان على أداء أغنية "صرنا بقرن الألفين". تسأل الاوركيسترا إن كانت جاهزة للعزف مع غسان.. هي جاهزة فلينطلق غسان.
تنتطلق الأغنية وغسان لا يغني مع أن صوته يصدح في أرجاء الاستديو. لقد التبس عليه الأمر وانطلقت الأغنية بطريقة لم يحسب حسابها. غسان صامت وصوته يصدح. إذن فالعملية لم تتعد الـ"بلاي باك". لماذا سألت سرحان الاوركيسترا عن جهوزها من عدمه؟. لتكن واقعية أكثر. الأمر ليس معيباً أن يغني غسان على الطريقة الحديثة في البرامج. هي معتمدة ومعروفة لدى المشاهدين. اعتادوها كما اعتادوا الترفيه. لترض سرحان بالواقع وتقر بحقيقة الأمر. "البلاي باك" أفضل من الاوركيسترا الوهمية.هي حلقة. وشاءت الظروف ألا تكون عادية وتمر مرور الكرام. "ويا بخت من ربح الصورة الملونة".