الدار البيضاء: يتحدث محمد عبد الرحمن برادة رئيس شركة توزيع الصحف المغربية في حوار مطول مع "إيلاف" عن أسباب إقدامه على ترشيح نفسه لرئاسة إتحاد الموزعين العرب، ويقدم مشروعه الذي ينوي تطبيقه في حال فوزه برئاسة ذلك الاتحاد.
كما يتطرق إلى وضعية الصحافة المغربية ومعيقات انتشارها والتحديات التي وقفت أمام تحقيق مؤسسة "سابريس" لشعارها "جريدة لكل مواطن".
ويقترح برادة في حواره هذا إنشاء مجلس أعلى يعنى بالصحافة المغربية على شاكلة المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري.
&
مؤتمر اتحاد الموزعين العرب وطموحات محمد برادة
ينعقد مؤتمر الموزعين العرب وتقدمتم بترشيحكم لرئاسة هذا الاتحاد، لماذا تأخرتم في الترشيح لهذا المنصب رغم أنكم من المؤسسين؟
كما قلت فأنا من مؤسسي هذا الاتحاد، حضرت أول اجتماع سنة 1973 رفقة عدد من الزملاء في التوزيع وكان بضواحي بيروت. كانت لنا أهداف أو لنقل أحلام سعينا إلى تحقيقها، وخلال 30 سنة من قيام الاتحاد لم نبلغ الأهداف، بل على العكس حدث ما يشبه تراجعا عما طمحنا إليه، وأعتقد أنه من الواجب علي أن أنسجم مع القناعات التي خطها زملائي الرواد بأن أتحمل مسؤوليتي كاملة.
&
مؤتمر اتحاد الموزعين العرب وطموحات محمد برادة
ينعقد مؤتمر الموزعين العرب وتقدمتم بترشيحكم لرئاسة هذا الاتحاد، لماذا تأخرتم في الترشيح لهذا المنصب رغم أنكم من المؤسسين؟
كما قلت فأنا من مؤسسي هذا الاتحاد، حضرت أول اجتماع سنة 1973 رفقة عدد من الزملاء في التوزيع وكان بضواحي بيروت. كانت لنا أهداف أو لنقل أحلام سعينا إلى تحقيقها، وخلال 30 سنة من قيام الاتحاد لم نبلغ الأهداف، بل على العكس حدث ما يشبه تراجعا عما طمحنا إليه، وأعتقد أنه من الواجب علي أن أنسجم مع القناعات التي خطها زملائي الرواد بأن أتحمل مسؤوليتي كاملة.
بعد ثلاثين سنة يبدو أنه يجب أن نتحمل نحن المغرب ونحن سابريس، كمؤسسة وطنية وعربية، تسيير اتحاد الموزعين العرب، فما راكمناه خلال ثلاثين سنة كاف كي نمد للاتحاد دماء جديدة. |
وهي الدماء التي بدأت تدب في جسم الاتحاد لما ترأسه أحد الشباب الأخ محمد القحطاني من السعودية، إذ قام بإجراءات حديثة لتطوير أساليب عمل الاتحاد سأقتبس منها وأسير على النهج نفسه، كما أن هناك عدة تصورات توصلت إليها بعد حديثي مع عدد من الموزعين العرب.
ما هي طبيعة هذه التصورات؟
أضعفها أن يتحلى هذا الاتحاد بالنزاهة الفكرية المطلوبة وأن يكون مثل جميع الاتحادات المهنية، فسابريس عضو في اتحاد دولي للموزعين والناشرين ولم نجد الصعوبات لنلتحق بالمؤسسات الدولية مثل الصعوبات التي يجدها البعض في الالتحاق بالاتحاد العربي.
وهناك تساؤلات كثيرة تتعلق بأسباب عدم التحاق بعض الدول العربية إلى اتحاد الموزعين العرب، أمثال الجزائر وموريتانيا والعراق.
أضعفها أن يتحلى هذا الاتحاد بالنزاهة الفكرية المطلوبة وأن يكون مثل جميع الاتحادات المهنية، فسابريس عضو في اتحاد دولي للموزعين والناشرين ولم نجد الصعوبات لنلتحق بالمؤسسات الدولية مثل الصعوبات التي يجدها البعض في الالتحاق بالاتحاد العربي.
وهناك تساؤلات كثيرة تتعلق بأسباب عدم التحاق بعض الدول العربية إلى اتحاد الموزعين العرب، أمثال الجزائر وموريتانيا والعراق.
هل هذا يعني أن هناك هيمنة على هذا الاتحاد من قبل دول معينة وأن المغرب يسعى لتكسير هذه الهيمنة؟
لم أتحدث عن هيمنة دول معينة، بل أقصد أن هناك ظروف موضوعية دفعتنا، نحن في سابريس، بالتقدم بتشريحنا. لقد ترأست بعض البلدان العربية الاتحاد لسنوات، رغم أن الاتحاد مؤسسات وليست دول.
في تصورنا يجب أن يطلع الاتحاد بكامل مهامه.
وأن تكون هناك غرفة للموزعين وأخرى للناشرين، وتصبح مهمة الاتحاد الجمع بين الغرفتين، كما يجب أن تكون كل الدول العربية ممثلة فيه بعيدا عن الفكر الواحد والهيمنة، يجب أن نسمو بفكرنا فوق هذه الاعتبارات وأن نبحث عن وسائل تسهل رواج المطبوع العربي في الدول العربية وأن نبدأ سياسة تعتمد التواصل بالمسؤولين في أعلى المسؤولين كي يسمح برواج المطبوعات العربية.
من حرصنا كعرب وانتمائنا إلى العالم العربي نحن حريصون أن نلعب دورنا كاملا، ولست في حاجة إلى التذكير باعتزاز المغرب بانتمائه إلى العالم العربي وبدفاعه المستميت عن العروبة.
لم أتحدث عن هيمنة دول معينة، بل أقصد أن هناك ظروف موضوعية دفعتنا، نحن في سابريس، بالتقدم بتشريحنا. لقد ترأست بعض البلدان العربية الاتحاد لسنوات، رغم أن الاتحاد مؤسسات وليست دول.
في تصورنا يجب أن يطلع الاتحاد بكامل مهامه.
وأن تكون هناك غرفة للموزعين وأخرى للناشرين، وتصبح مهمة الاتحاد الجمع بين الغرفتين، كما يجب أن تكون كل الدول العربية ممثلة فيه بعيدا عن الفكر الواحد والهيمنة، يجب أن نسمو بفكرنا فوق هذه الاعتبارات وأن نبحث عن وسائل تسهل رواج المطبوع العربي في الدول العربية وأن نبدأ سياسة تعتمد التواصل بالمسؤولين في أعلى المسؤولين كي يسمح برواج المطبوعات العربية.
من حرصنا كعرب وانتمائنا إلى العالم العربي نحن حريصون أن نلعب دورنا كاملا، ولست في حاجة إلى التذكير باعتزاز المغرب بانتمائه إلى العالم العربي وبدفاعه المستميت عن العروبة.
السوق المغربية يمكن أن تكون نموذجا يتبع في اتحاد الموزعين العرب، إذ يوجد بها عدد من الصحف والمطبوعات العربية ومن كل الدول العربية تقريبا؟
فعلا المغرب مثال للانفتاح، ونحن من الموقعين على معاهدة فلورانسا، والتي تلتزم فيها الدول الموقعة بفتح الأبواب لكل المطبوعات.
فعلا المغرب مثال للانفتاح، ونحن من الموقعين على معاهدة فلورانسا، والتي تلتزم فيها الدول الموقعة بفتح الأبواب لكل المطبوعات.
روح معاهدة فلورانسا ستحاولون تطبيقها في حال فوزكم برئاسة اتحاد الموزعين العرب؟
نحاول ذلك، لكن بتنسيق مع الحكومات العربية، ونحن على علم بأن لكل نظام عربي خصوصيته، في إطار احترام هذه الخصوصية سنطالب بأن تفتح حدود كل بلد عربي للمطبوعات العربية، حتى في حال وجود الرقابة يجب أن تكون رقابة مرنة.
نحاول ذلك، لكن بتنسيق مع الحكومات العربية، ونحن على علم بأن لكل نظام عربي خصوصيته، في إطار احترام هذه الخصوصية سنطالب بأن تفتح حدود كل بلد عربي للمطبوعات العربية، حتى في حال وجود الرقابة يجب أن تكون رقابة مرنة.
مؤسسة سابريس وشعار "صحيفة لكل مواطن"
لننتقل إلى الحديث عن مؤسسة "سابريس" فزت أخيرا بجائزة تمنح إلى من ساهم في تطوير الصحافة المغربية، ألا تعتبرون هذه الجائزة تكليفا للعمل على تطوير التوزيع في المغرب؟
أرى في هذا التكريم اعترافا بالدور الذي قامت به سابريس، المؤسسة التي تحتضنها كبريات دور النشر المغربية والتي آلت على نفسها منذ البداية أن تجعل هدفها الوحيد الأوحد تقريب الصحف المغربية من المواطنين، واتجاهنا طبعا مغربي وقومي عربي ليس في مواجهة الثقافة الأجنبية بل فقط بموازاة مع ما هو موجود. نحن نريد أن يكون لنا جهاز توزيعي هادف وواع بمسؤوليته، وبتنسيق تام مع ناشري الصحف المغربية حتى لا تذهب جهود الناشرين هباء، فأردنا أن نكون هذا الجهاز في خدمة الصحافة المغربية بالدرجة الأولى، هذا التكريم يرد لنا نوعا من الاعتبار، بحيث يعترف بدورنا ليس من المنظور التجاري المحض، ولو أن عملية التوزيع عملية تجارية، ولكن كمكمل للمجهود الصحافي ببلادنا.
هذا يضع على كاهلكم عبء شعار سبق أن رفعتموه منذ البداية وهو "جريدة لكل مواطن"؟
قلت أن هذا التكريم سيشجعنا في المضي إلى الأمام أكثر من أي وقت مضى، لكن لم تكن ننتظره للقيام بواجبنا، إذ نعتبر أن توزيع الصحف واجب، فبدون تظافر جهود الناشر والصحافي والموزع وهي حلقات يجب أن تكون متماسكة الواحدة بالأخرى، لن نقوم بعملنا، وهو خدمة القارئ المغربي والصحافة المغربية.
قلت أن هذا التكريم سيشجعنا في المضي إلى الأمام أكثر من أي وقت مضى، لكن لم تكن ننتظره للقيام بواجبنا، إذ نعتبر أن توزيع الصحف واجب، فبدون تظافر جهود الناشر والصحافي والموزع وهي حلقات يجب أن تكون متماسكة الواحدة بالأخرى، لن نقوم بعملنا، وهو خدمة القارئ المغربي والصحافة المغربية.
قبل أسابيع احتفلت "سابريس" باليوبيل الفضي، من موقعكم هذا واكبتم التحولات التي عرفتها الصحافة المغربية هل مازلتم تطمحون لتحقيق شعار "جريدة لكل مواطن"؟
حين أسسنا مؤسسة "سابريس" في أكتوبر 1977 كانت الظروف التي كانت تعيشها الساحة السياسية المغربية كانت مغايرة لما نعيشه اليوم، فعدد الصحف كان قليلا جدا لا من ناحية نوعيتها وإصداراتها ولكن من حيث حجمها. فلم تكن الحريات العامة على ما هي عليه وكان إصدار صحيفة مغامرة كبيرة وعليه فإنشاء مؤسسة لتوزيع الصحف مغامرة مضاعفة، نحن لم نتخذ هذا القرار لأننا كنا نبحث عن عمل أو شهرة ولكننا اتخذناه لأننا كنا مقتنعين أن هذا البلد لا بد له أن يستمر في مغامرات مثل هذه، وقرار إنشاء هذه المؤسسة، كما قال الأستاذ اليازغي في إحدى حواراته، كان قرارا شجاعا في ذلك الوقت، وكان قرارا مدروسا ومحكوم عليه بالنجاح في الوقت نفسه لأنه كان يتماشى مع ما يطمح إليه ناشرو الصحافة آنذاك. أشير إلى أن عدد الصحف المغربية آنذاك لم يكن يتجاوز ست صحف. لذا اتفق ناشرو الصحف المغربية باستثناء صحيفتين على إنشاء مؤسسة "سابريس"، أشير إلى أن جل الصحف كانت تصدرها أحزاب في المعارضة (أحزاب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية).
لم يكن لأي شخص لا الجرأة ولا الإمكانيات لإصدار صحيفة مغربية، لم يكن بالإمكان إصدار صحيفة إلا إذا كان وراءها حزب أو جهاز معين.
كنا قبلنا أن نغامر لأن أعضاء المجلس الإداري لمؤسسة سابريس كانوا يشرفون كذلك على صحف مغربية وكانوا يثقون في المستقبل.
لم نختر شعار "جريدة لكل مواطن" مزايدة أو اعتباطا بل اخترناه، ورغم أننا على وعي بأننا لن نبلغه، لأن هدفنا كان هو أن نقرب الجريدة إلى المواطنين، بأن لا يكون التوزيع حاجزا إضافيا للحواجز الأخرى التي تمنع المغاربة من شراء الصحف.
حين أسسنا مؤسسة "سابريس" في أكتوبر 1977 كانت الظروف التي كانت تعيشها الساحة السياسية المغربية كانت مغايرة لما نعيشه اليوم، فعدد الصحف كان قليلا جدا لا من ناحية نوعيتها وإصداراتها ولكن من حيث حجمها. فلم تكن الحريات العامة على ما هي عليه وكان إصدار صحيفة مغامرة كبيرة وعليه فإنشاء مؤسسة لتوزيع الصحف مغامرة مضاعفة، نحن لم نتخذ هذا القرار لأننا كنا نبحث عن عمل أو شهرة ولكننا اتخذناه لأننا كنا مقتنعين أن هذا البلد لا بد له أن يستمر في مغامرات مثل هذه، وقرار إنشاء هذه المؤسسة، كما قال الأستاذ اليازغي في إحدى حواراته، كان قرارا شجاعا في ذلك الوقت، وكان قرارا مدروسا ومحكوم عليه بالنجاح في الوقت نفسه لأنه كان يتماشى مع ما يطمح إليه ناشرو الصحافة آنذاك. أشير إلى أن عدد الصحف المغربية آنذاك لم يكن يتجاوز ست صحف. لذا اتفق ناشرو الصحف المغربية باستثناء صحيفتين على إنشاء مؤسسة "سابريس"، أشير إلى أن جل الصحف كانت تصدرها أحزاب في المعارضة (أحزاب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية).
لم يكن لأي شخص لا الجرأة ولا الإمكانيات لإصدار صحيفة مغربية، لم يكن بالإمكان إصدار صحيفة إلا إذا كان وراءها حزب أو جهاز معين.
كنا قبلنا أن نغامر لأن أعضاء المجلس الإداري لمؤسسة سابريس كانوا يشرفون كذلك على صحف مغربية وكانوا يثقون في المستقبل.
لم نختر شعار "جريدة لكل مواطن" مزايدة أو اعتباطا بل اخترناه، ورغم أننا على وعي بأننا لن نبلغه، لأن هدفنا كان هو أن نقرب الجريدة إلى المواطنين، بأن لا يكون التوزيع حاجزا إضافيا للحواجز الأخرى التي تمنع المغاربة من شراء الصحف.
الشعار كان مرتبطا بالتوزيع؟
نعم كانت سياسية القرب هاجسنا الأول، وسياسة القرب حققناها وهي نكون موجودين في كل المناطق والمدن المغربية.
نعم كانت سياسية القرب هاجسنا الأول، وسياسة القرب حققناها وهي نكون موجودين في كل المناطق والمدن المغربية.
صحيفة "لوموند" ومطبوعاتها تختار "سابريس"
مشروع "سابريس" يدافع عن كل ما هو مغربي، فكيف تفسرون إقدامكم على توزيع صحيفة "لوموند" الفرنسية، ألا يتناقض مع تصوركم الأولي؟
أبدا، أرى في أن توكل لنا مؤسسة "لوموند" الفرنسية مهمة توزيع مطبوعاتها تشريفا لنا، فهذه المؤسسة الضخمة والرائدة عالميا وهي المؤسسة الأولى في فرنسا لا من حيث مبيعاتها ولا من حيث ثقلها ووزنها السياسي على الساحة الفرنسية والدولية كرمتنا قبل أن نكرم في بلادنا، نحن لا نرى في توزيع الصحافة الأجنبية في المغرب منافسا بقدر ما نرى فيه مرادفا، ثم إنه لا يتنافى مع مبادئنا الأساسية وهي مبادئ الحريات العامة ومبادئ الانفتاح، إننا نريد أن ننفتح أكثر على كل الصحف الأجنبية، لكن نطالب في الوقت نفسه أن تعطى للصحافة المغربية إعانات وإمدادات مادية ومعنوية تمكنها من كل الآليات التي يمكن أن تساعدها على الانتشار. فاختيار "لوموند" لسابريس يدل على أن مؤسستنا تحظى بثقة كبريات الصحف وأن سياستنا التجارية تنسجم مع كل من يطمح لبلوغ إلى القارئ المغربي في كل مكان، وتنسجم مع عصرنة أساليب عملنا التي أصبحت الآن في مستوى ما هو موجود على الساحة الدولية.
فقبل أن يوكل لنا لوموند توزيع المطبوعات قاموا بزيارتنا ووقفوا على أساليب عمل مؤسستنا في التوزيع، وأخبرونا بأن أساليبنا متطورة وحديثة.
مشروع "سابريس" يدافع عن كل ما هو مغربي، فكيف تفسرون إقدامكم على توزيع صحيفة "لوموند" الفرنسية، ألا يتناقض مع تصوركم الأولي؟
أبدا، أرى في أن توكل لنا مؤسسة "لوموند" الفرنسية مهمة توزيع مطبوعاتها تشريفا لنا، فهذه المؤسسة الضخمة والرائدة عالميا وهي المؤسسة الأولى في فرنسا لا من حيث مبيعاتها ولا من حيث ثقلها ووزنها السياسي على الساحة الفرنسية والدولية كرمتنا قبل أن نكرم في بلادنا، نحن لا نرى في توزيع الصحافة الأجنبية في المغرب منافسا بقدر ما نرى فيه مرادفا، ثم إنه لا يتنافى مع مبادئنا الأساسية وهي مبادئ الحريات العامة ومبادئ الانفتاح، إننا نريد أن ننفتح أكثر على كل الصحف الأجنبية، لكن نطالب في الوقت نفسه أن تعطى للصحافة المغربية إعانات وإمدادات مادية ومعنوية تمكنها من كل الآليات التي يمكن أن تساعدها على الانتشار. فاختيار "لوموند" لسابريس يدل على أن مؤسستنا تحظى بثقة كبريات الصحف وأن سياستنا التجارية تنسجم مع كل من يطمح لبلوغ إلى القارئ المغربي في كل مكان، وتنسجم مع عصرنة أساليب عملنا التي أصبحت الآن في مستوى ما هو موجود على الساحة الدولية.
فقبل أن يوكل لنا لوموند توزيع المطبوعات قاموا بزيارتنا ووقفوا على أساليب عمل مؤسستنا في التوزيع، وأخبرونا بأن أساليبنا متطورة وحديثة.
محمد برادة ومشروعه لإحداث هيئة عليا للصحافة المغربية
تحدثتم على ضرورة تمكين الصحف المغربية من الدعم، كيف تلقيتم خبر تمكين الصحف المغربية جميعها من دعم الدولة؟
أعترف أن الصحافة المغربية بحاجة إلى دعم مادي ومعنوي، وأقصد بالدعم المعنوي تمكين الجسم الصحافي المغربي من أجهزة وآليات تسمح له بالتطور.
ماذا تقصدون بأجهزة وآليات للتطور؟
تابعنا ميلاد هيئة عليا للاتصال السمعي البصري، فالصحافة المكتوبة في حاجة إلى هيئة مماثلة تعنى بتقنينات وجودها، مثلما أعطيت الأهمية للسمعي البصري أريد أن يحظى الصحافة المغربية المكتوبة بالأهمية نفسها، وأن يكون له جهاز عال يتكلف بترتيب البيت الصحافي ببلادنا، مثلا، نحن نفتقر إلى أبسط الآليات، ففي فرنسا على سبيل المثال هناك قانون منظم وهناك آليات مثل اللجان المزدوجة، إذ يكفل القانون بأن يصدر كل مواطن صحيفة، لكن الجهاز يدرس مدى توفر ناشر الصحيفة على مؤهلات أدبية وثقافية ومادية لإصدار صحيفة، ففي المغرب يمكن لأي شخص أن يصدر صحيفته، والنتيجة هو أن السوق مكتظة بالعناوين، جاءت نتيجة نوع من التسيب في إصدار الصحف.
لا أعتقد أن هذا هو معنى الحرية، وأعتقد أن مثل هذه اللجان المزدوجة ستسمع بمراقبة حجم انتشار الصحف (أو جي دي)، فنحن من البلاد القليلة التي لا تتوفر على هذا الجهاز، فوجود هذا الجهاز ينعكس ماديا على الصحف، فيكون البقاء للأفضل.
ندعو إلى مجلس أعلى للصحافة المكتوبة يضم في عضويته اللجان المزدوجة ومؤسسة للتأكد من انتشار الصحف وتكوين غرف المهنيين في الصحافة الوطنية وأخرى للصحافة المحلية وثالثة للمجلات، وبعد ذلك يمكن لهذه الغرف أن تجتمع مع نقابة الصحافيين ومؤسسة الناشرين والمطابع.وتوكل مهمة سن القوانين المرتبطة بالصحافة المكتوبة إلى هذا المجلس.
إن قرار وزير الاتصال بتوزيع عادل لدعم الدولة على كل الصحف المغربية قرار محترم ومهم، إذا دخل في مراجعة شاملة لوضعية الصحافة.
تابعنا ميلاد هيئة عليا للاتصال السمعي البصري، فالصحافة المكتوبة في حاجة إلى هيئة مماثلة تعنى بتقنينات وجودها، مثلما أعطيت الأهمية للسمعي البصري أريد أن يحظى الصحافة المغربية المكتوبة بالأهمية نفسها، وأن يكون له جهاز عال يتكلف بترتيب البيت الصحافي ببلادنا، مثلا، نحن نفتقر إلى أبسط الآليات، ففي فرنسا على سبيل المثال هناك قانون منظم وهناك آليات مثل اللجان المزدوجة، إذ يكفل القانون بأن يصدر كل مواطن صحيفة، لكن الجهاز يدرس مدى توفر ناشر الصحيفة على مؤهلات أدبية وثقافية ومادية لإصدار صحيفة، ففي المغرب يمكن لأي شخص أن يصدر صحيفته، والنتيجة هو أن السوق مكتظة بالعناوين، جاءت نتيجة نوع من التسيب في إصدار الصحف.
لا أعتقد أن هذا هو معنى الحرية، وأعتقد أن مثل هذه اللجان المزدوجة ستسمع بمراقبة حجم انتشار الصحف (أو جي دي)، فنحن من البلاد القليلة التي لا تتوفر على هذا الجهاز، فوجود هذا الجهاز ينعكس ماديا على الصحف، فيكون البقاء للأفضل.
ندعو إلى مجلس أعلى للصحافة المكتوبة يضم في عضويته اللجان المزدوجة ومؤسسة للتأكد من انتشار الصحف وتكوين غرف المهنيين في الصحافة الوطنية وأخرى للصحافة المحلية وثالثة للمجلات، وبعد ذلك يمكن لهذه الغرف أن تجتمع مع نقابة الصحافيين ومؤسسة الناشرين والمطابع.وتوكل مهمة سن القوانين المرتبطة بالصحافة المكتوبة إلى هذا المجلس.
إن قرار وزير الاتصال بتوزيع عادل لدعم الدولة على كل الصحف المغربية قرار محترم ومهم، إذا دخل في مراجعة شاملة لوضعية الصحافة.
هل سبق أن تقدمتم بهذه الأفكار إلى الأطراف المعنية من وزير الاتصال وهيئة ناشرين ونقابة الصحافيين؟
رغم وجود مديري الصحف في مجلسنا الإداري مازال ينظر إلينا كمؤسسة للتوزيع ليس إلا، وعليه لم نستشر أبدا في أي مشروع يهم الصحافة المكتوبة.
جهرنا بأفكارنا كلما أتيحت لنا الفرصة في منديات ولقاءات وفي اتصالات بصحافيين، ولكننا لم نستشر أبدا في يوم من الأيام عن موضوع الصحافة، رغم أن لنا تجربة ثلاثين سنة من العمل والالتصاق اليومي بهموم الناشر وبشجون الطابع وبمشاكل الورق وبمسؤولية الصحافي، ويبقى الاتصال بنا رهين ببعض المنابر التي تطلب منا الاستشارة.
رغم وجود مديري الصحف في مجلسنا الإداري مازال ينظر إلينا كمؤسسة للتوزيع ليس إلا، وعليه لم نستشر أبدا في أي مشروع يهم الصحافة المكتوبة.
جهرنا بأفكارنا كلما أتيحت لنا الفرصة في منديات ولقاءات وفي اتصالات بصحافيين، ولكننا لم نستشر أبدا في يوم من الأيام عن موضوع الصحافة، رغم أن لنا تجربة ثلاثين سنة من العمل والالتصاق اليومي بهموم الناشر وبشجون الطابع وبمشاكل الورق وبمسؤولية الصحافي، ويبقى الاتصال بنا رهين ببعض المنابر التي تطلب منا الاستشارة.
كيف تفسرون أنه مع حدوث أزمات وأحداث كان يمكن أن ترتفع فيها مبيعات الصحف المغربية لوحظ أن تلك المبيعات لم تبرح مكانها وأظن أنها لا تتجاوز 280 ألف نسخة في كل الصحف ؟
يجب أن يتم التعامل مع الأرقام بحذر شديد، على ضعفها وعلى وضعها المتدني فهذه الأرقام أحسن بكثير مما كانت عليه قبل ثلاثين سنة، لما رأت النور مؤسسة سابريس كانت الصحف اليومية لا تتعدى ست صحف، أما اليوم فعددها يفوق ثلاثين صحيفة يومية، ولكن إذا ما علمنا أن مجموع مبيعاتنا قبل ثلاثين سنة كانت لا تتعدى 43 ألف نسخة يوميا، واليوم وصلنا إلى 250 ألف نسخة يوميا، نلمس التطور المسجل.
ورغم ذلك فنحن نعترف أن هذه الأرقام دون مستوى ما تفرضه وضعيتنا في المغرب حيث عدد السكان ثلاثون مليون نسمة، إننا نعترف أن النتائج هزيلة.
أشير كذلك إلى أزمة قراءة الصحف في العالم ولهذا أسباب كثيرة، فظهور القنوات التلفزيونية تقرب المشاهد من الحدث جعلت نسبة إقبال المواطنين على الصحف في تراجع.
أنتم في "إيلاف" مثلا من الذين لا يسيئون إلى الصحافة المكتوبة، لكن مع تقديمكم لأخبار مباشرة يؤثر على نسبة قراءة الصحف المكتوبة.
ولما علمت عدد زوار "إيلاف" يوميا ذهلت بالعدد الكبير، وهو ينطوي على دلالة كبيرة، ويدل على أن الناس تعنى بالحدث وبالخبر العاجل، ولم تعد تتجه إلى قراءة الجرائد.
أعتقد أن هناك أزمة عالمية في قراءة الصحف، بالرغم ذلك وفي خضم هذه الأزمة ورغم المشاكل التي تعرفها الصحف المغربية نرى أن هناك منابر صحافية جديدة ومقاولات صحفية جديدة وحديثة ترى النور في المغرب، وأرى من جانبي أن مستقبل الصحافة المكتوبة في المغرب مستقبل مشجع، وأنا متفائل لسبب منطقي هو أننا لم نصل بعد إلى الكميات التي في حدها يمكن أن نبدأ في التراجع، فهناك مناطق كاملة في المغرب لا يقرءون الصحف لعدة اعتبارات، لكن مع ارتفاع نسبة التمدرس وتراجع نسبة الأمية وارتفاع الطاقة الشرائية للمواطنين يمكن أن تتطور وترتفع مبيعات الصحف المغربية مستقبلا.
يجب أن يتم التعامل مع الأرقام بحذر شديد، على ضعفها وعلى وضعها المتدني فهذه الأرقام أحسن بكثير مما كانت عليه قبل ثلاثين سنة، لما رأت النور مؤسسة سابريس كانت الصحف اليومية لا تتعدى ست صحف، أما اليوم فعددها يفوق ثلاثين صحيفة يومية، ولكن إذا ما علمنا أن مجموع مبيعاتنا قبل ثلاثين سنة كانت لا تتعدى 43 ألف نسخة يوميا، واليوم وصلنا إلى 250 ألف نسخة يوميا، نلمس التطور المسجل.
ورغم ذلك فنحن نعترف أن هذه الأرقام دون مستوى ما تفرضه وضعيتنا في المغرب حيث عدد السكان ثلاثون مليون نسمة، إننا نعترف أن النتائج هزيلة.
أشير كذلك إلى أزمة قراءة الصحف في العالم ولهذا أسباب كثيرة، فظهور القنوات التلفزيونية تقرب المشاهد من الحدث جعلت نسبة إقبال المواطنين على الصحف في تراجع.
أنتم في "إيلاف" مثلا من الذين لا يسيئون إلى الصحافة المكتوبة، لكن مع تقديمكم لأخبار مباشرة يؤثر على نسبة قراءة الصحف المكتوبة.
ولما علمت عدد زوار "إيلاف" يوميا ذهلت بالعدد الكبير، وهو ينطوي على دلالة كبيرة، ويدل على أن الناس تعنى بالحدث وبالخبر العاجل، ولم تعد تتجه إلى قراءة الجرائد.
أعتقد أن هناك أزمة عالمية في قراءة الصحف، بالرغم ذلك وفي خضم هذه الأزمة ورغم المشاكل التي تعرفها الصحف المغربية نرى أن هناك منابر صحافية جديدة ومقاولات صحفية جديدة وحديثة ترى النور في المغرب، وأرى من جانبي أن مستقبل الصحافة المكتوبة في المغرب مستقبل مشجع، وأنا متفائل لسبب منطقي هو أننا لم نصل بعد إلى الكميات التي في حدها يمكن أن نبدأ في التراجع، فهناك مناطق كاملة في المغرب لا يقرءون الصحف لعدة اعتبارات، لكن مع ارتفاع نسبة التمدرس وتراجع نسبة الأمية وارتفاع الطاقة الشرائية للمواطنين يمكن أن تتطور وترتفع مبيعات الصحف المغربية مستقبلا.
لاحظت من خلال تحليلكم لوضعية الصحف المغربية التركيز على عوامل خارجية، ألا توجد هناك عوامل داخلية تجعل الإقبال على الصحف المغربية ضعيفا، تتعلق بطرق تناول الصحف المغربية للخبر تساهم في تراجع المبيعات؟ |
أعتقد أن أسباب تراجع قراءة الصحف كثيرة ومتنوعة، فحجم انتشار أحسن صحيفة فرنسية هي "ويست فرانس"، وهي صحيفة جهوية، وتحتل الرتبة 69 عالميا من حيث المبيعات، وهي في الرتبة الأولى في فرنسا، ولهذا دلالة كبيرة، وهي أن المستقبل للصحافة الجهوية، صحف تعنى بالقرب.
فمستقل الصحافة هو مدى التصاقها بالأوضاع المحلية، ففي الأخبار الدولية لا يمكن لأي صحيفة كيفما كان وضعها أن تنافس القنوات التلفزيونية، فصحف كبيرة مثل لوموند لم تعد صحيفة إخبارية، فهي عندما تقدم الخبر تعبر عن موقفها أكثر مما تعطيه إلى القارئ.
فدور الصحافة المكتوبة لم يعد ينحصر في الإخبار بل تقلص ليترك المجال للتعريف والتحليل في قالب ينسجم مع الخط التحريري الصحيفة.
وهذا جعل عدة منابر صحافية تنسحب وتترك المجال لصحف أخرى، فالصحافة المكتوبة ليس في المغرب فقط مطالبة بمراجعة نفسها، فالقارئ أصبحت له متطلبات فهو يريد الجريدة الجميلة بالألوان، لها أوراق جميلة، ليس الجريدة المتناقضة وقاتمة الشكل.
فالأسلوب الصحافي تطور، فالصحف الغربية تقرأها بنشوة تتمنى أن تأتي على كل مواضيعها.
فمستقل الصحافة هو مدى التصاقها بالأوضاع المحلية، ففي الأخبار الدولية لا يمكن لأي صحيفة كيفما كان وضعها أن تنافس القنوات التلفزيونية، فصحف كبيرة مثل لوموند لم تعد صحيفة إخبارية، فهي عندما تقدم الخبر تعبر عن موقفها أكثر مما تعطيه إلى القارئ.
فدور الصحافة المكتوبة لم يعد ينحصر في الإخبار بل تقلص ليترك المجال للتعريف والتحليل في قالب ينسجم مع الخط التحريري الصحيفة.
وهذا جعل عدة منابر صحافية تنسحب وتترك المجال لصحف أخرى، فالصحافة المكتوبة ليس في المغرب فقط مطالبة بمراجعة نفسها، فالقارئ أصبحت له متطلبات فهو يريد الجريدة الجميلة بالألوان، لها أوراق جميلة، ليس الجريدة المتناقضة وقاتمة الشكل.
فالأسلوب الصحافي تطور، فالصحف الغربية تقرأها بنشوة تتمنى أن تأتي على كل مواضيعها.
أثار تعيين أعضاء الهيأة العليا للسمعي البصري احتجاجات كبيرة من قبل الصحافيين هل كنتم تنتظرون هذه الأسماء في تلك الهيئة؟
شخصيا أعرف جل الأعضاء وأعرف مكانتهم في المشهد الإعلامي، لست أدري ما هي المقاييس التي اختيروا على أساسها، ولا حتى الدور الذي يمكن أن يلعبه هؤلاء الأعضاء، ربما لهم إمكانيات لا ندريها وهي التي أهلتهم لبلوغ ذلك المنصب، ربما لهم تصورات لا نعلمها.
لا أتوفر على معطيات التي جعلت الاختيار يقع على هؤلاء الأشخاص، مع احترامي إليهم، لكنني أرى أن في المشهد السمعي البصري كفاءات أخرى كنت أتمنى أن أراها في المجلس.
ومع ذلك فهذه هي البداية ولكل بداية نواقصها وشوائبها، فالمهم، بالنسبة لي هو أن يبدأ المجلس عمله، والقضية ليست مرتبطة بأشخاص بقدر ما هي مرتبطة بأهداف يجب أن نبلغها في المجال الاتصال السمعي البصري.
شخصيا أعرف جل الأعضاء وأعرف مكانتهم في المشهد الإعلامي، لست أدري ما هي المقاييس التي اختيروا على أساسها، ولا حتى الدور الذي يمكن أن يلعبه هؤلاء الأعضاء، ربما لهم إمكانيات لا ندريها وهي التي أهلتهم لبلوغ ذلك المنصب، ربما لهم تصورات لا نعلمها.
لا أتوفر على معطيات التي جعلت الاختيار يقع على هؤلاء الأشخاص، مع احترامي إليهم، لكنني أرى أن في المشهد السمعي البصري كفاءات أخرى كنت أتمنى أن أراها في المجلس.
ومع ذلك فهذه هي البداية ولكل بداية نواقصها وشوائبها، فالمهم، بالنسبة لي هو أن يبدأ المجلس عمله، والقضية ليست مرتبطة بأشخاص بقدر ما هي مرتبطة بأهداف يجب أن نبلغها في المجال الاتصال السمعي البصري.
التعليقات