ياسر عبد الحافظ من القاهرة: فى حفل بسيط يوافق يوم ميلاد الأديب العالمى نجيب محفوظ أعلن قسم النشر بالجامعة الأمريكية فوز الروائى المصرى خيرى شلبى عن روايته "وكالة عطية" بالجائزة السنوية التى تحمل اسم الأديب العربى الوحيد الحاصل على نوبل للآن. وقد بعث محفوظ بكلمة قصيرة بمناسبة الاحتفال قال فيها: "عام جيد فى تاريخ قسم النشر بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وعمله المستمر فى اكتشاف المواهب الجديدة وتكريم المواهب الراسخة.
وانه ليسعدنى أن يستمر قسم النشر فى مساهمته لازدهار الرواية العربية والروائيين.وسيتذكر التاريخ هذا الجهد المشكور لقسم النشر بالجامعة الأمريكية بالقاهرة فى خدمة الأدب والفنون العربية."
وانه ليسعدنى أن يستمر قسم النشر فى مساهمته لازدهار الرواية العربية والروائيين.وسيتذكر التاريخ هذا الجهد المشكور لقسم النشر بالجامعة الأمريكية بالقاهرة فى خدمة الأدب والفنون العربية."
&
***
لم يكن فوز خيرى شلبى مفاجأة فقد تسرب الخبر قبل فترة، لم يكن المدعوون ينتظرون إعلان اسم الفائز بقدر ما كانوا يتأهبون لما سيفعله، فرفض صنع الله إبراهيم لجائزة الرواية العربية مازال ماثلا فى أذهان الجميع وإضافة لذلك فهناك الآن حملة قوية من جانب مثقفين مصريين ضد جائزة الجامعة الأمريكية مطالبين بمقاطعتها فى إطار محاولة التنبيه على ضرورة التصدى للممارسات الأمريكية.
كان البعض أيضا ينتظرون ما الذى سيقوله خيرى شلبى فى كلمته وهو الذى حمل على الجائزة قبل عامين متهما إياها بأنها: مسابقة عديمة الجدوى، عديمة القيمة!
&ليس ذلك فقط بل إنه وفى رأيه المنشور بجريدة " أخبار الأدب" فى 23 ديسمبر 2001 يذهب إلى أن الجائزة: مشبوهة، وقيمتها تنحصر فى فرحة الأولاد الذين يفوزون بها ويعرفون أنهم سيترجمون إلى الإنجليزية!
غير أن شلبى قبل الجائزة وحملت كلمته رأى يناقض تماما رأيه السابق:
&أرجو أن تغفروا لى إن بدوت أمام حضراتكم مرتبكا، عاجزا عن التعبير عن مدى ما أكنه من حب وتقدير لجائزة تحمل اسم استاذنا العظيم نجيب محفوظ مؤسس فن الرواية العربية ومؤسسنا، وعن عميق شكرى وامتنانى لهذه اللجنة الموقرة لأنها رأت أن روايتى " وكالة عطية" ترقى إلى مستوى هذه الجائزة الكريمة، وعن الرهبة التى تتمشى الآن فى أوصالى إذ أقف أمام حضراتكم وفيكم اساتذتى وزملائى وأصدقائى وأبنائى... وإنى لمقدركم جميعا أجل التقدير، فأنتم مصدر الإشعاع ومنبع الإلهام، ومجتمع الضمير، وأهل الفكر والمكابدة، ولئن كنت قد كتبت شيئا يعتد به فإن الفضل يرجع إلى شعورى بأنكم قد تقرأونه، فإذا كان الوجل منكم يعترينى وأنتم وراء قلمى حين أكتب، فماذا يكون حالى وأنا أواجهكم؟!
ومضى خيرى شلبى يقول: على أن شيئا آخر لم أكن أتوقعه، يسهم الآن فى ارباكى. ذلك هو فوزى بجائزة نجيب محفوظ. فأنا لست مدربا على نيل الجوائز، ولم أفكر مطلقا فى أن أتقدم لأية جائزة طوال حياتى، لاقتناعى بأن الجائزة تفقد معناها- وقيمتها- إذا نالها من يطلبها. وكنت ولا أزال على قناعة بأنه لمن الصفاقة و"تخانة" الوجه أن يتقدم مبدع لنيل جائزة أيا كانت قيمتها المادية والمعنوية. وحقيقة الأمر أننى لم أكن فى يوم من الأيام حسن الظن بنفسى، وها أنذا بعد أن تقدمت بى السنون واتسعت تجاربى.. لم اتأكد بعد مما إذا كان ما أكتبه ينتمى للفن حقا أم أنه محض هراء؟
واعترف اليوم أمامكم بأننى قد سخطت على الجوائز العربية إصرار منظميها على تحويلها إلى مسابقات يتقدم لها كل من يحسن الظن بنفسه، من النشطاء البارعين فى نسج العلاقات العنكبوتية، والقادرين على الضغط والإلحاح والمقايضة، والباحثين عن شرعية فنية تصلب القامات الرخوة ولو إلى حين. كنت ولا أزال أسخط على الموهوبين الأصلاء حين أعلم أنهم تقدموا بطلبات للحصول على هذه الجائزة أو تلك، ثم ما ألبث حتى ألتمس لهم أعذارا، وأفرح فرحهم إن حصلوا عليها عن جدارة واستحقاق إلا أننى أقاوم الضعف تحت إغراء من يحفزوننى على التقدم إلى إحدى الجوائز المرموقة مهما أشعرونى بأنى قادر على المنافسة. ذلك أننى على قناعة راسخة بأنه دائما أبدا..يفوز فى السباق من ليسوا بفرسان...
أما وقد أتتنى الجائزة دون أذهب إليها، كوسام يحتل فيه اسم نجيب محفوظ مكانة الحجر الكريم، مضمخة بعطر عرقه وكد ذهنه الإنسانى النبيل، مؤيدة بتقدير من لجنة ممن لا يتخيرون عنكم فى النبل والاستنارة. فإن هذا ليرفعنى إلى أعلا مراتب التكريم، ويقدم ابنتى العزيزة إلى حفل زفافها بعد انتظار دام ثلاثة عشر عاما من انتظار الحبيب وتدلله، وهى أبدا لا تزداد إلا حبا فيه وانتظارا واثقا من من مقدمه السعيد. وشكر شلبى فى نهاية كلمته: الجهة الموقرة التى تسهر على احياء هذه الجائزة، وكل من ساهم فى إنجاحها..
كان البعض أيضا ينتظرون ما الذى سيقوله خيرى شلبى فى كلمته وهو الذى حمل على الجائزة قبل عامين متهما إياها بأنها: مسابقة عديمة الجدوى، عديمة القيمة!
&ليس ذلك فقط بل إنه وفى رأيه المنشور بجريدة " أخبار الأدب" فى 23 ديسمبر 2001 يذهب إلى أن الجائزة: مشبوهة، وقيمتها تنحصر فى فرحة الأولاد الذين يفوزون بها ويعرفون أنهم سيترجمون إلى الإنجليزية!
غير أن شلبى قبل الجائزة وحملت كلمته رأى يناقض تماما رأيه السابق:
&أرجو أن تغفروا لى إن بدوت أمام حضراتكم مرتبكا، عاجزا عن التعبير عن مدى ما أكنه من حب وتقدير لجائزة تحمل اسم استاذنا العظيم نجيب محفوظ مؤسس فن الرواية العربية ومؤسسنا، وعن عميق شكرى وامتنانى لهذه اللجنة الموقرة لأنها رأت أن روايتى " وكالة عطية" ترقى إلى مستوى هذه الجائزة الكريمة، وعن الرهبة التى تتمشى الآن فى أوصالى إذ أقف أمام حضراتكم وفيكم اساتذتى وزملائى وأصدقائى وأبنائى... وإنى لمقدركم جميعا أجل التقدير، فأنتم مصدر الإشعاع ومنبع الإلهام، ومجتمع الضمير، وأهل الفكر والمكابدة، ولئن كنت قد كتبت شيئا يعتد به فإن الفضل يرجع إلى شعورى بأنكم قد تقرأونه، فإذا كان الوجل منكم يعترينى وأنتم وراء قلمى حين أكتب، فماذا يكون حالى وأنا أواجهكم؟!
ومضى خيرى شلبى يقول: على أن شيئا آخر لم أكن أتوقعه، يسهم الآن فى ارباكى. ذلك هو فوزى بجائزة نجيب محفوظ. فأنا لست مدربا على نيل الجوائز، ولم أفكر مطلقا فى أن أتقدم لأية جائزة طوال حياتى، لاقتناعى بأن الجائزة تفقد معناها- وقيمتها- إذا نالها من يطلبها. وكنت ولا أزال على قناعة بأنه لمن الصفاقة و"تخانة" الوجه أن يتقدم مبدع لنيل جائزة أيا كانت قيمتها المادية والمعنوية. وحقيقة الأمر أننى لم أكن فى يوم من الأيام حسن الظن بنفسى، وها أنذا بعد أن تقدمت بى السنون واتسعت تجاربى.. لم اتأكد بعد مما إذا كان ما أكتبه ينتمى للفن حقا أم أنه محض هراء؟
واعترف اليوم أمامكم بأننى قد سخطت على الجوائز العربية إصرار منظميها على تحويلها إلى مسابقات يتقدم لها كل من يحسن الظن بنفسه، من النشطاء البارعين فى نسج العلاقات العنكبوتية، والقادرين على الضغط والإلحاح والمقايضة، والباحثين عن شرعية فنية تصلب القامات الرخوة ولو إلى حين. كنت ولا أزال أسخط على الموهوبين الأصلاء حين أعلم أنهم تقدموا بطلبات للحصول على هذه الجائزة أو تلك، ثم ما ألبث حتى ألتمس لهم أعذارا، وأفرح فرحهم إن حصلوا عليها عن جدارة واستحقاق إلا أننى أقاوم الضعف تحت إغراء من يحفزوننى على التقدم إلى إحدى الجوائز المرموقة مهما أشعرونى بأنى قادر على المنافسة. ذلك أننى على قناعة راسخة بأنه دائما أبدا..يفوز فى السباق من ليسوا بفرسان...
أما وقد أتتنى الجائزة دون أذهب إليها، كوسام يحتل فيه اسم نجيب محفوظ مكانة الحجر الكريم، مضمخة بعطر عرقه وكد ذهنه الإنسانى النبيل، مؤيدة بتقدير من لجنة ممن لا يتخيرون عنكم فى النبل والاستنارة. فإن هذا ليرفعنى إلى أعلا مراتب التكريم، ويقدم ابنتى العزيزة إلى حفل زفافها بعد انتظار دام ثلاثة عشر عاما من انتظار الحبيب وتدلله، وهى أبدا لا تزداد إلا حبا فيه وانتظارا واثقا من من مقدمه السعيد. وشكر شلبى فى نهاية كلمته: الجهة الموقرة التى تسهر على احياء هذه الجائزة، وكل من ساهم فى إنجاحها..
&
الفائز وروايته
خيرى أحمد شلبى، من مواليد 31 يناير 1938 بقرية صغيرة قرب كفر الشيخ. عمل أستاذا زائرا بمعهد الفنون المسرحية لتدريس تاريخ المسرح المصرى المعاصر، يرأس حاليا تحرير مجلة الشعر وأيضا سلسلة مكتبة الدراسات الشعبية التى تنشرها وزارة الثقافة، حصل على جائزة الدولة التشجيعية فى الآداب عام 1980- 1981 وحصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى فى نفس العام. له سبعين كتابا بينها الروايات والمجموعات القصصية والحكايات التاريخية والدراسات النقدية.
أما روايته " وكالة عطية " الفائزة بالجائزة لهذا العام فقد لخصها كل واحد من أعضاء لجنة التحكيم( انسحبت منها هذا العام د.فريال غزول دون أسباب معلنة) فى عدة كلمات.
د. عبد المنعم تليمة: يؤسس الكاتب بنية " وكالة عطية" على الموروثات، الاسطورى والمقدس والشعبى، ويحرك هذه البنية بمجموعة من الشخصيات تتفاعل وتفعل باعتبارها " بطلا واحدا" وتتحاور بلغة تبدو قريبة سهلة، لكنها عند القارئ البصير والناقد المحقق ترتفع إلى مستويات عالية من المجازات والرموز. ويزخر الفضاء الروائى فى " وكالة عطية" بطرائق وأساليب متنوعة فى السرد والحكى، وعلى الرغم من تنوعها فإنها تحقق باقتدار تشكيلى موهوب مطالب النسبة والتناسب والانسجام والتناغم.
أما روايته " وكالة عطية " الفائزة بالجائزة لهذا العام فقد لخصها كل واحد من أعضاء لجنة التحكيم( انسحبت منها هذا العام د.فريال غزول دون أسباب معلنة) فى عدة كلمات.
د. عبد المنعم تليمة: يؤسس الكاتب بنية " وكالة عطية" على الموروثات، الاسطورى والمقدس والشعبى، ويحرك هذه البنية بمجموعة من الشخصيات تتفاعل وتفعل باعتبارها " بطلا واحدا" وتتحاور بلغة تبدو قريبة سهلة، لكنها عند القارئ البصير والناقد المحقق ترتفع إلى مستويات عالية من المجازات والرموز. ويزخر الفضاء الروائى فى " وكالة عطية" بطرائق وأساليب متنوعة فى السرد والحكى، وعلى الرغم من تنوعها فإنها تحقق باقتدار تشكيلى موهوب مطالب النسبة والتناسب والانسجام والتناغم.
&
***
د.هدى وصفى: تستجيب وكالة عطية" لغواية اللغة حيث تبدو لغة النص بؤرة توتر بين الشفاهية والكتابية وحيث تتبدى علاقة المهمشين الجدد من الأفندية والمهمشين القدامى من الجماعة الشعبية كما لو أنها حلبة لصراع تألقت فيها أدوات الحكى لدى الراوى، واستطاعت مستويات الحكى أن تبرز جماليات الحكاية الشعبية وتستثمرها بشكل لافت.
***
إبراهيم فتحى: "وكالة عطية" هى مدينة سفلى، انعكاس مجازى مصغر للعالم الحقيقى، هى جذور الماضى التى نمت فوقها علاقات القوة فى الحاضر. والرواية تقدم من مستوى الشارع سردية الجوانب المكبوتة من حياة المدن المرئية مدمجة طرائق الحكى، والمواويل الشعبية بتصوير الذوات الفردية على مستوى أشد السمات النفسية أولية وثباتا.
***
د. سامية محرز: نص ذو أبعاد ملحمية. يدخل القارئ إلى عالم سفلى تسكنه شخصيات هامشية لا تنسى، حياتها تتأرجح بين الواقعى والغرائبى، الآتى والأسطورى. إنها متاهة من الحكايات تتماهى فى لغتها تماما من المخيلة الشفاهية الشعبية.
&
ميدالية فضية
يحصل الفائز بجائزة محفوظ على ميدالية فضية ومبلغ ألف دولار، إنما الأهم وما يمنح تلك الجائزة قيمة مضاعفة تبنيها العمل الفائز لترجمته ونشره على مستوى العالم.
حصل على الجائزة منذ إنشاءها عام1996 تسعة أدباء ( أربع كاتبات وخمسة كتاب) 5 أدباء من مصر بينهم اثنين تم تكريمهم بعد وفاتهم، وأديب من... فلسطين، الجزائر، لبنان، المغرب.
والفائزون على التوالى هم: إبراهيم عبد المجيد ( البلدة الأخرى) وفى نفس العام: لطيفة الزيات ( الباب المفتوح). مريد البرغوثى ( رأيت رام الله) ومعه أيضا: يوسف ادريس ( قصة حب).
ثم تتخلص الجائزة من تقليد منحها لأديبين فى عام واحد ليحوزها بعد ذلك: أحلام مستغانمى ( ذاكرة الجسد). ادوار الخراط ( رامة والتنين). هدى بركات (حارث المياه). سمية رمضان ( أوراق النرجس). بنسالم حميش ( العلامة).
ومن حق أى شخص ترشيح رواية للفوز بالجائزة وذلك بتقديم معلومات كاملة عن العمل نفسه والكاتب والناشر، وتقبل الجامعة فقط الروايات العربية التى تم نشرها والتى لم تترجم بعد إلى اللغة الإنجليزية مع إرسال خمس نسخ من الرواية إلى جانب البيانات المعتادة مثل العنوان ورقم الهاتف .، ونبذة مختصرة عن السيرة الذاتية. على أنه يجب أن تصل الأعمال إلى الجامعة وذلك قبل الأول من يونية من كل عام.
حصل على الجائزة منذ إنشاءها عام1996 تسعة أدباء ( أربع كاتبات وخمسة كتاب) 5 أدباء من مصر بينهم اثنين تم تكريمهم بعد وفاتهم، وأديب من... فلسطين، الجزائر، لبنان، المغرب.
والفائزون على التوالى هم: إبراهيم عبد المجيد ( البلدة الأخرى) وفى نفس العام: لطيفة الزيات ( الباب المفتوح). مريد البرغوثى ( رأيت رام الله) ومعه أيضا: يوسف ادريس ( قصة حب).
ثم تتخلص الجائزة من تقليد منحها لأديبين فى عام واحد ليحوزها بعد ذلك: أحلام مستغانمى ( ذاكرة الجسد). ادوار الخراط ( رامة والتنين). هدى بركات (حارث المياه). سمية رمضان ( أوراق النرجس). بنسالم حميش ( العلامة).
ومن حق أى شخص ترشيح رواية للفوز بالجائزة وذلك بتقديم معلومات كاملة عن العمل نفسه والكاتب والناشر، وتقبل الجامعة فقط الروايات العربية التى تم نشرها والتى لم تترجم بعد إلى اللغة الإنجليزية مع إرسال خمس نسخ من الرواية إلى جانب البيانات المعتادة مثل العنوان ورقم الهاتف .، ونبذة مختصرة عن السيرة الذاتية. على أنه يجب أن تصل الأعمال إلى الجامعة وذلك قبل الأول من يونية من كل عام.
وترسل الأعمال على العنوان الآتى:
لجنة تحكيم جائزة نجيب محفوظ
قسم النشر بالجامعة الأمريكية
113 شارع القصر العينى
القاهرة مصر
&
التعليقات