الكويت- استنكر رؤساء تحرير الصحف اليومية الكويتية الحادث ‏الغادر الذي تعرضت له دار (السياسة) امس اذ تلقى رئيس تحريرها الاستاذ أحمد ‏الجارالله طردا ملغوما انفجر بين يدي سكرتير مكتبه وألحق به أضرارا طفيفة.
وقال رؤساء التحرير في بيان مشترك نشر اليوم في جميع الصحف "ان حادث الاعتداء ‏الارهابي يستهدف صحافة الكويت وحريتها ويمثل عدوانا صارخا على قيمها الديموقراطية ‏وتقاليدها وثقافتها القائمة على التعددية والحوار".
واعتبر رؤساء التحرير أن الحادث الارهابي "يدلل على جبن الفاعلين وافلاسهم ‏السياسي وعلى شعورهم بان أدوارهم قد انتهت ومشاريعهم الفاسدة قد انكشفت ‏ومحاولاتهم الاضرار دائما بالمصالح العربية العليا وتدميرهم للتضامن العربي قد ‏احبطت".
من جانبها قالت صحيفة (القبس) في افتتاحية تحت عنوان "ما يطال السياسة يطالنا ‏جميعا" أن ما تعرضت له السياسة يطلق صفارات الانذار من جديد ويتطلب رصا لصفوف ‏الصحافة لحماية حرياتها والذود عن ابنائها وملاحقة المجرمين حتى الاقتصاص منهم ‏ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه استهداف الصحافة والحريات والكويت. وأضافت أن الاعتداء الآثم الذي استهدف الزميلة السياسة "خطر كبير يتجاوز بكثير ‏حجمه الصغير ورسالة تحمل في طياتها صدى أقوى بكثير من دوي المتفجرات فيها ويؤكد ‏مرة جديدة أن خطر الارهاب على الكلمة وارد وبالتالي لا بد من الحيطة والحذر ‏مجددا".
وأعلنت الصحيفة فى مقالها "تضامننا الكامل مع الزميلة السياسة ورئيس تحريرها ‏الزميل أحمد الجارالله لان ما يطال السياسة يطال الصحافة الكويتية جميعها". - وانتهت الصحيفة إلى القول "لن نصم آذاننا عن اعمال الارهاب ولن نغلق ‏عيوننا عن افعاله ولن تكون هناك عقدة في لساننا عن الجهر بالعداء الكامل والحاسم ‏له فالارهاب لن يرحم احدا اذا لمس صمتا عن جرائمه أو اغفالا لتحركاته أو احجاما ‏عن التنديد بأعماله وصولا إلى عزله في الشارع وخنقه في جحوره المظلمة.‏
ومن جهتها استنكرت صحيفة (الوطن) الحادث وقالت في مقال افتتاحي بعنوان "للحرية ‏اتجاه واحد" لا نظن اننا نحتاج للتأكيد على انكارنا واستنكارنا للارهاب بجميع ‏أشكاله وألوانه ولنا فيما صدر من تصريحات وبيانات أمس ما يغني عن اطالة الحديث في ‏هذا الجانب سواء عن جمعية الصحافيين الكويتية أو رؤساء تحرير الصحف اليومية أو ‏وزير الاعلام. وتابعت أن "اللافت للنظر هو ذلك النزوع نحو إسكات الصحافة الكويتية التي باتت ‏حرياتها تصل إلى أرجاء الأرض والعالم العربي يوميا فزاد ازعاجها على ما يبدو ‏لخفافيش الظلام التي لا يمكنها البقاء تحت أشعة الحرية". وأضافت "أن حرية الرأي والتعبير تستوعب نشر كافة الآراء ولا تمارس الصحافة ‏الكويتية سياسة القمع أو حجب الرأي أبدا لكنهم يريدون تدمير هذه الحرية يريدون ‏صحافة تعبر عن فكر وأحد ورأي وأحد يريدون صحافة تمدح الارهابي والديكتاتور يريدون ‏صحافة نفاق وتطبيل صحافة تؤمر وتنهى ولكن هيهات فقد ولى ذلك الزمن إلى غير رجعة ‏وللحرية اتجاه واحد.
وأبرزت جميع الصحف المحلية حادث الاعتداء الارهابى على صحيفة السياسة ‏وافردت له مساحات كبيرة لتغطية ملابسات واصداء الحادث كما اهتمت بنشر ردود ‏الافعال الرسمية والشعبية على الصعيدين الداخلي والخارجي.