"إيلاف" من موسكو: ربط الرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف مواصلته وأنصاره في الحزب الديمقراطي الديمقراطي الذي يتزعمه، دعم الرئيس بوتين بمدى التزامه بمبادئ الديمقراطية في المرحلة الجديدة التي تشكلت بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة وجاءت بالقوى القومية.
ولم يستبعد غورباتشوف إعطاء بوتين فرصة إضافية عام 2008 للترشيح لدورة رئاسية ثالثة مشترطا ذلك بتطوير إشاعة الديمقراطية في روسيا. وهذه هي المرة الأولى التي يطرح غوباتشوف مواقفه في شؤون سياسية داخلية حساسة، منذ استقالته من منصب الرئيس السوفياتي في نهاية ثمانينات القرن الماضي.
واقترح الرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف تمديد فترة رئاسة، الرئيس الحالي فلاديمير بوتين لولاية ثالثة، بعد انتهاء الثانية، التي من المرتقب أن تبدأ بعد فوزه المنتظر في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 14 آذار(مارس) 2004.
يذكر أن الدستور الروسي لا يسمح لشخص واحد، أن يكون رئيسا للبلاد لأكثر من دورتين.
وكان الرئيس بوتين رفض بشدة إجراء أية تغييرات في الدستور الذي تجرى الاحتفال اليوم (الجمعة) بمرور عشر سنوات على الاستفتاء العام عليه.
وكانت شخصيات روسية طرحت أيضا تمديد فترة رئاسة بوتين، بشكل أو آخر، الأمر الذي رفضه بوتين. وتتخوف الأوساط الليبرالية، من أن هذا التطور سيكون سابقة، لانتهاك المبادئ الديمقراطية التي مازالت هشة، ويعيد إلى روسيا سلطة الفرد المستبد، التي تخلصت منها بعد انهيار النظام الشيوعي في بداية تسعينات القرن الماضي.
وقال غورباتشوف لوسائل إعلام روسية إن فترة الرئاسة الثانية ستكون حاسمة بالنسبة لبوتين، وإذا كانت ناجحة فيمكن طرح تمديد ولاية بوتين. وفي رأيه، يمكن العثور على امكانية تسمح لبوتين بالترشيح على ولاية ثالثة أو العثور على خيارات أخرى. ويرى مراقبون أن غورباتشوف يدعو إلى الالتفاف على الدستور بصيغ مرنة.
وحسب أقوال غورباتشوف فإن سكان روسيا يعقدون الآمال في الوقت الراهن على بوتين فحسب. وأضاف "أن الصورة التي عليها الدوما الآن، تشير إلى بداية مرحلة جديدة في تاريخ روسيا، وأن مسار التطورات ستتحدد بالطريقة التي سيتحرك فيها الرئيس بوتين".
وعلى حدة قناعة غورباتشوف، ليس ثمة قوى سياسية أخرى، يمكن تحميلها مسؤولية إدارة البلاد في الفترة الانتقالية التي تمر بها روسيا حاليا.
في الوقت نفسه أعرب غورباتشوف، الذي أطلق عملية إعادة البناء (البيريسترويكا) عن مخاوفه من أن تؤثر " قوى أخرى " على بوتين في إشارة إلى مؤسسات الأمن والجيش. ولفت غورباتشوف ألى أن الانقسام الحاصل في حاشية بوتين بات واضحا. وقال "إن الانتخابات للدوما كشفت عن عدة نتائج تبعث على القلق، من بينها أن 5% من الناخبين صوتوا ضد الجميع. ورصد غورباتشوف أن الانتخابات لم تعمل على تقارب الشعب مع السلطة، مدللا على ذلك بمقاطعة الغالبية العظمى من المثقفين والشباب للانتخابات البرلمانية التي جرت في السابع من كانون الأول(ديسمبر) الجاري . وأضاف "وهذه مسالة سيئة".

وأفاد غورباتشوف أنه وأنصاره يخوضون مباحثات بشأن طرح مرشح في الانتخابات الرئاسية واحد عن القوى الديمقراطية. وتعهد بأن الديمقراطيين ـ الاشتراكيين سيواصلون دعمهم الرئيس بوتين إذا اقتنعوا بأنه يشارك في عملية بناء الهياكل الديمقراطية.
وأسس غورباتشوف، وعدد من القيادات الحزبية والفعاليات السياسية من زمن البيريسترويكا، في الآونة الأخيرة الحزب الديمقراطي ـ الاشتراكي، بيد أنه لم يتمتع بشعبية واسعة لحد الآن. ويتراس غورباتشوف كذلك مؤسسة للدراسات السياسية تُدعى "صندوق غورباتشوف".