نضال حمد
&
&
&
اننا امام معركة من نوع غريب بين اسير يقضي عقوبة بالسجن تصل لحوالي 550 سنة وبين سلطات الاحتلال التي تدعي استرجاعها ارض فلسطين لأصحابها اليهود بعد سبي وغياب ونفي ومهاجر استمرت 2000 سنة، فسمير القنطار ابن جبل لبنان العربي، ورفيق شهداء التلاحم الفلسطيني اللبناني ومعركة عروبة لبنان وتحرير فلسطين، أسر في نيسان ابريل 1979 بعدما قاد عملية مميزة وناجحة ضد الاحتلال الاسرائيلي في مدينة نهاريا شمال فلسطين المحتلة، وبعد معركة عنيفة أسفرت عن مقتل أحد علماء مفاعل ديمونا النووي الاسرائيلي، كما استشهد فيها رفيقين له وجرح هو مع رفيقه الآخر ابو اسعد الابرص ليأسرا كلاهما، ثم أفرج عن الأبرص في سنة 1985 خلال عملية تبادل للأسرى بين الاسرائيليين والفلسطينيين، ورفض طلب شمل سمير القنطار في قائمة التبادل عدة مرات وخلال كافة عمليات التبادل التي تمت بين الطرفين العربي والصهيوني.
في ذاك اليوم صباح 22ابريل نيسان 1979، يوم المعركة التي دارت رحاها في نهاريا،كانت المواجهة حامية الوطيس بين المجموعة الفدائية بقيادة الدرزي( مع الاعتذار من سمير القنطار لاستعمال هذا الوصف الطائفي) اللبناني القومي العربي، الفلسطيني أكثر من بعض الفلسطينيين سمير القنطار وبين جنود جيش الدفاع الاسرائيلي بقيادة الدرزي ( مع الاعتذار من الدروز من الأبرار ) المتصهين يوسف ابو مشلب ( حاليا برتبة لواء في جيش اسرائيل ) حيث تصادف أنه كان الضابط الأعلى رتبة في موقع العملية فقاد المعركة ضد المجموعة الفدائية،وقد انتهت المعركة بمقتل وجرح عدد من جنود الاحتلال، كما استشهد وجرح وأسر افراد المجموعة، و منهم سمير الذي اعتقل وفي جسده سبع رصاصات، كان ينزف دما حين سأله الضابط ابو مشلب عن اسمه فأجابه سمير بأسمه كاملا، ولأن كلاهما من طائفة واحدة، عرف ابو مشلب ان سمير درزياً، وفي تصريح اطلقه قبل حوالي شهر من الآن قال ابو مشلب: " عندما عرفت أنه درزيا قمت بصفعه وقلت له هذه ليست من أخلاق الدروز"، لكن الحقيقة أن ابا مشلب لم يصفع سمير بل لطمه بقبضة يده لطمة قوية جدا تنم عن مدى تصهينه وولائه لأسياده الصهاينة، ولم يقل أبو مشلب كيف كان رد سمير على اللطمة، فقد قام سمير الذي كان ينزف من صدره وبطنه بالبصق في وجه ابي مشلب، فكان رد سمير خير جواب على كلام وتصرفات الغراب المتصهين.
طبعا خلال كل تلك السنوات العجاف من الأسر والزنازين والعزل والتعذيب استطاع سمير ان يصمد ويصبح واحدا من قادة الحركة الوطنية الاسيرة، ورفض التجاوب مع طلبات الاحتلال بتقديم اعتذار عن العملية البطولية التي قادها في قلب نهاريا مقابل اطلاق سراحه ضمن سلام اوسلو وما تلاه من ويلات. وقد عرض على سمير الخروج من السجن مقابل تقديم اعتذار خطي مكتوب وتعهد بعدم العودة للعمل ضد اسرائيل، لكن سمير رفض الطلب ورفض العرض وأصرّ على التمسك بمواقفه القومية الأصيلة، معتبرا أن اسرائيل كيانا دخيلا ومحتلا وغاصبا ومؤكدا على ضرورة ووجوب عودة الأرض لأصحابها مهما كان الثمن.
من عادة السلطات المختصة في مصلحة السجون الاسرائيلية ان تسأل الاسرى عن مشاريعهم المستقبلية بعد الخروج من السجن وإن كانوا سيعودون لممارسة النشاط السياسي والعمل الكفاحي، كما يتم السؤال عن مكان السكن. ولا بد أنهم سألوا أو سيسألون سمير القنطار عن هذه الأشياء لمعرفة جوابه ورأيه في الحياة الجديدة بعد 25 سنة في الأسر والنضال من خلف القضبان. ونحن واثقون من رد سمير ولسنا بحاجة للتحليل والتنجيم والتفكير في الموضوع، فسمير سنديانة السجون والمعتقلات وضوء المقاومة وشمس الكبرياء في الزنازين الصهيونية.
إن اسرائيل في ورطة بسبب حرية سمير، فطالما رفضت اطلاق سراحه ووضعت الشروط طالما ازدادت مفاوضات التبادل تعقيدا وتأخرت في اتمام الصفقة، وكلما أصرت اسرائيل على استثناء سمير كلما اصرت المقاومة اللبنانية على خروجه أولاً، فحريته اصبحت عنوانا لعملية التبادل وصمام أمان الصفقة المرجوة، ولا يمكن أن يكون هناك تبادل أسرى من غيره، وهو لا بد ان يخرج كما هو، وسوف يخرج مرفوع الرأس وعالي الجبين و كبيرا كما عهدناه، وسوف يأتي اليوم الذي ستتوسل فيه اسرائيل البطل سمير القنطار القبول بحلول وسط، لكن سمير لن يقبل بغير الحل الوحيد، حل العودة الى الأهل والحرية الغير مشروطة، الحرية الحقيقية والاكيدة، ليعود الى بلده لبنان وجبله العربي الأشم، ليعيش كما النسور فوق قمم الجبال، وكما الفرسان عربيا حرا و فارسا مقداما يمتشق بندقيته ليحرس الحلم العربي من التلف والضياع والتفريط.
في ذاك اليوم صباح 22ابريل نيسان 1979، يوم المعركة التي دارت رحاها في نهاريا،كانت المواجهة حامية الوطيس بين المجموعة الفدائية بقيادة الدرزي( مع الاعتذار من سمير القنطار لاستعمال هذا الوصف الطائفي) اللبناني القومي العربي، الفلسطيني أكثر من بعض الفلسطينيين سمير القنطار وبين جنود جيش الدفاع الاسرائيلي بقيادة الدرزي ( مع الاعتذار من الدروز من الأبرار ) المتصهين يوسف ابو مشلب ( حاليا برتبة لواء في جيش اسرائيل ) حيث تصادف أنه كان الضابط الأعلى رتبة في موقع العملية فقاد المعركة ضد المجموعة الفدائية،وقد انتهت المعركة بمقتل وجرح عدد من جنود الاحتلال، كما استشهد وجرح وأسر افراد المجموعة، و منهم سمير الذي اعتقل وفي جسده سبع رصاصات، كان ينزف دما حين سأله الضابط ابو مشلب عن اسمه فأجابه سمير بأسمه كاملا، ولأن كلاهما من طائفة واحدة، عرف ابو مشلب ان سمير درزياً، وفي تصريح اطلقه قبل حوالي شهر من الآن قال ابو مشلب: " عندما عرفت أنه درزيا قمت بصفعه وقلت له هذه ليست من أخلاق الدروز"، لكن الحقيقة أن ابا مشلب لم يصفع سمير بل لطمه بقبضة يده لطمة قوية جدا تنم عن مدى تصهينه وولائه لأسياده الصهاينة، ولم يقل أبو مشلب كيف كان رد سمير على اللطمة، فقد قام سمير الذي كان ينزف من صدره وبطنه بالبصق في وجه ابي مشلب، فكان رد سمير خير جواب على كلام وتصرفات الغراب المتصهين.
طبعا خلال كل تلك السنوات العجاف من الأسر والزنازين والعزل والتعذيب استطاع سمير ان يصمد ويصبح واحدا من قادة الحركة الوطنية الاسيرة، ورفض التجاوب مع طلبات الاحتلال بتقديم اعتذار عن العملية البطولية التي قادها في قلب نهاريا مقابل اطلاق سراحه ضمن سلام اوسلو وما تلاه من ويلات. وقد عرض على سمير الخروج من السجن مقابل تقديم اعتذار خطي مكتوب وتعهد بعدم العودة للعمل ضد اسرائيل، لكن سمير رفض الطلب ورفض العرض وأصرّ على التمسك بمواقفه القومية الأصيلة، معتبرا أن اسرائيل كيانا دخيلا ومحتلا وغاصبا ومؤكدا على ضرورة ووجوب عودة الأرض لأصحابها مهما كان الثمن.
من عادة السلطات المختصة في مصلحة السجون الاسرائيلية ان تسأل الاسرى عن مشاريعهم المستقبلية بعد الخروج من السجن وإن كانوا سيعودون لممارسة النشاط السياسي والعمل الكفاحي، كما يتم السؤال عن مكان السكن. ولا بد أنهم سألوا أو سيسألون سمير القنطار عن هذه الأشياء لمعرفة جوابه ورأيه في الحياة الجديدة بعد 25 سنة في الأسر والنضال من خلف القضبان. ونحن واثقون من رد سمير ولسنا بحاجة للتحليل والتنجيم والتفكير في الموضوع، فسمير سنديانة السجون والمعتقلات وضوء المقاومة وشمس الكبرياء في الزنازين الصهيونية.
إن اسرائيل في ورطة بسبب حرية سمير، فطالما رفضت اطلاق سراحه ووضعت الشروط طالما ازدادت مفاوضات التبادل تعقيدا وتأخرت في اتمام الصفقة، وكلما أصرت اسرائيل على استثناء سمير كلما اصرت المقاومة اللبنانية على خروجه أولاً، فحريته اصبحت عنوانا لعملية التبادل وصمام أمان الصفقة المرجوة، ولا يمكن أن يكون هناك تبادل أسرى من غيره، وهو لا بد ان يخرج كما هو، وسوف يخرج مرفوع الرأس وعالي الجبين و كبيرا كما عهدناه، وسوف يأتي اليوم الذي ستتوسل فيه اسرائيل البطل سمير القنطار القبول بحلول وسط، لكن سمير لن يقبل بغير الحل الوحيد، حل العودة الى الأهل والحرية الغير مشروطة، الحرية الحقيقية والاكيدة، ليعود الى بلده لبنان وجبله العربي الأشم، ليعيش كما النسور فوق قمم الجبال، وكما الفرسان عربيا حرا و فارسا مقداما يمتشق بندقيته ليحرس الحلم العربي من التلف والضياع والتفريط.
التعليقات