سالم اليامي
&
&

مايا: مابك منكسر هذه الأيام يا حالم؟!
حالم: تعددت الانكسارات يا مايا والجروح تعمقت، والدماء في الأعماق تسيل...تسيل...تسيل.
مايا: أيكون غانم الذي لم يكن معنا هذا اليوم سببا في انكساراتك؟!
حالم: غانم ليس الا مرآة "للغانمين"، مثلما تكون مايا مرآة "للواهمين" ويكون حالم مرآة "للحالمين".
&نحن جميعا أسرى لواقع همومه تزيد، وطموحاته تغتال، وأحلامه الوردية تذبح ثم تقبر تحت وسائده المتعفنة. إنه واقع إنشقت قشرة أرضه،فإذا بحشراته وزواحفه وجراثيمة "البشرية" تخرج من جحورها وشقوقها وأوكارها في كل مكان، تقرص هنا، وتلدغ هناك، وتلوث الأجواء بالوباء والمرض. حشرات: عطشى لامتصاص دماء الأصحاء من البشر.
زواحف: متوحشة وعدوانية، وليس كما نعرف عن الزواحف التي لا تعتدي الا دفاعا عن النفس.
جراثيم: معدية، ومسببة للأمراض القاتلة، تحملها أجساد تستحم بالقبح والكراهية والتخلف.
تلك هي علة إنكساراتي يا مايا.....................!!
مايا: ولماذا لا تنهض...ترش مبيدك البشري في أجواءك لتسمم الحشرات الضارة كي تموت، وترفع عصاك لتضرب كل أفعى على رأسها النافث للسم، وتصنع مضادك الحيوي بنفسك لتحارب الجراثيم المسببة للمرض، حتى تتمكن من خلق واقع صحي لا يعيش فيه سوى الفراشات الجميلة، والعصافير المغردة، والأنسان الطيب المبدع؟!
حالم: إن واقعا يسمح لخفافيشه أن تسفك اشعة الصباحات الحالمة، وتنتهك حرمة النهارات الطاهرة، هو واقع رديء لا يستحق البقاء أو الاستمرار في عصر يعتبر الأكثر إشعاعا والأبرز حرية، والأجدر على محاربة القبح والظلام والتخلف، لأنه واقع ميت لا تشفيه المبيدات، ولا المضادات الحيوية الحشرية والبشرية، ولا العمليات الجراحية!
مايا: لا تيأس يا حالم...قم، وأعلن حربك على كل من يلوث البيئة، والطبيعة، والواقع، وتأكد بأن الملايين من الناس معك.
لكنهم.... ينتظرون " الجودو "...
&إلا أنه لا " جودو " بدون " كوجيتو "!
هل فهمت؟!!