حاوره: وليد النصف: خص قائد القيادة المركزية الوسطى الجنرال جون ابي زيد «القبس» لتكون اول صحيفة خليجية تلتقي الجنرال الذي تمتد جذوره الى قرية «دوما» الواقعة في شمال لبنان، ويقود اعظم قوة في العالم في اخطر بقعة على الكرة الارضية.
وطمأن الجنرال ابي زيد الى ان الكويت لن تفقد اهميتها بعد تحرير العراق «فنحن لن نتمكن من تحقيق النجاح في هذا الجزء من العالم من دون الكويت، ويضيف «شراكتنا سوف تستمر». واعترف ابي زيد بأن مهمة بلاده لإيجاد عراق حر ديموقراطي «صعبة للغاية»، لكنه بدا واثقا من قدرة القوات الاميركية على التعامل مع «المقاومة» المتوقعة، وقال «انا شخصيا لا اخشى اي سيناريو قد يحدث في العراق».
وطمأن الجنرال ابي زيد الى ان الكويت لن تفقد اهميتها بعد تحرير العراق «فنحن لن نتمكن من تحقيق النجاح في هذا الجزء من العالم من دون الكويت، ويضيف «شراكتنا سوف تستمر». واعترف ابي زيد بأن مهمة بلاده لإيجاد عراق حر ديموقراطي «صعبة للغاية»، لكنه بدا واثقا من قدرة القوات الاميركية على التعامل مع «المقاومة» المتوقعة، وقال «انا شخصيا لا اخشى اي سيناريو قد يحدث في العراق».
وشدد ايضا على ضرورة «مشاركة السنّة ليكونوا جزءا من مستقبل العراق».
واكد ان صدام حسين «لن يعود مرة اخرى الى الحكم، والذين يراهنون على عكس ذلك لا يعرفون قدرة الولايات المتحدة» وقال ان 5% من الشعب العراقي فقط يؤيدون النظام البائد ويعملون من اجل تحقيق هذا الهدف وانا اعترف ايضا بان هذه الـ5% ممولة تمويلا جيدا ولديها اطر وهياكل وتعرف كيف تشن عمليات على النمط الاجرامي».
وكشف ابي زيد ان المتسللين يعبرون الى العراق من الحدود السورية والايرانية ولا يعبرون عبر الحدود الكويتية والاردنية والتركية التي وصفها بأنها محكمة.
وفي ما يلي نص اللقاء:
نحن نتوق لإجراء هذا اللقاء لأن ما يدور في العراق يكتسب أهمية قصوى بالنسبة لنا، ونعتقد ان استقرار العراق هو استقرار للمنطقة، ونجاحكم هو نجاح لكل المنطقة فما تقييمكم للوضع في العراق؟
- انا اوافقك في ذلك، ولكن اود ان ارد باللغة الانكليزية. انني في الواقع اتفق معك فيما قلت واعتقد ان نجاحنا، واقولها بصيغة نحن وهي كلمة تشمل اصدقاءنا وحلفاءنا في المنطقة وفي الكويت، هو نجاح الولايات المتحدة والعراق والكويت، ودول مجلس التعاون الخليجي الاخرى والعالم العربي، وفرصة لتحويل العراق الى نموذج للتقدم الحديث ودولة مسؤولة ضمن المجتمع الدولي. وهو هدف مهم بالنسبة لنا جميعا. ولكنه يعتبر الاكثر اهمية بالنسبة للعراقيين.
ما تقييمكم لموقف الكويت من تحرير العراق، وهل ستتراجع اهمية الكويت بالنسبة لكم في المرحلة المقبلة؟
- من الصعب تصور ان تفقد الكويت اهميتها، فنحن من دونها لم نكن لنحقق النجاح في هذا الجزء من العالم من دون الكويت، وان علاقتنا تعود الى تاريخ بعيد، واعتقد ان هذه العلاقة عميقة ومهمة للغاية وسوف تستمر اهميتها بالنسبة لبلدكم وبلدنا. ان الاستقرار في هذا الجزء من العالم ليس مهما فقط بالنسبة للولايات المتحدة بل وبالنسبة للمجتمع الدولي بأسره. وان موقع الكويت الاستراتيجي في رأس الخليج العربي يعد حيويا للغاية بالنسبة للاستقرار في المنطقة. وعليه ارى ان شراكتنا سوف تدوم طالما استمر بيننا حوار مفتوح وصريح.
ان العلاقة بين الولايات المتحدة والكويت علاقة متينة للغاية وهي تقوم على المشاركة، ونحن لن ننسى المساعدة التي قدمتها لنا الكويت، كما لا اعتقد ان الكويتيين سينسون المساعدة التي قدمتها لهم اميركا، وقد تأتي اوقات تبرز فيما بيننا بعض الخلافات ولكن استقرار الكويت وقوتها يظلان امرا مهما بالنسبة لاميركا كما كان الحال في عام 1990 .
كيف تقيمون الوضع حاليا في العراق؟ وهل هناك امل في احتواء العمليات؟
- هناك استقرار في معظم اجزاء البلاد والمخاطر محصورة في مناطق معينة. فالرمادي والفلوجة وتكريت وبعض المناطق حول الموصل تعد مصدر خطر ليس على قوات التحالف فقط بل ايضا على القوات العراقية التي تعمل مع التحالف. ويجب علينا الا نستهين بذلك الخطر ولكن ايضا الا نبالغ فيه. فمن الناحية العسكرية ليس هنالك اي تهديدات تواجه نجاحات مهماتنا. وان الامر المهم بالنسبة للاميركيين والعراقيين وحلفائنا هو ان نضمن بناء مؤسسات امنية عراقية يمكن الوثوق بها. والسماح بالتعبير عن وجهات النظر السياسية المختلفة في العراق، حتى تتمكن جميع الاطراف من المشاركة في المستقبل. والسماح ببروز صوت سياسي معتدل يضمن حقوق جميع العراقيين. واعتقد ان هذا امر لم يجربه العراقيون من قبل، وان علينا جميعا ان نعمل بجد وبصبر، وجلد لتحقيق هذا الامر.
هل فاجأتكم اعمال المقاومة؟ وهل كنتم تتوقعونها قبل الحرب؟
- لم تفاجئني المقاومة كما لم يفاجئني انه ستكون هنالك بعض الصعوبات في وضع التحول من نظام دكتاتوري الى نظام ديموقراطي انتخابي. ولم يساورني شك في انه ستكون هنالك صعوبات في مجتمع كان يعيش حالة نعمل على تغييرها. والآن فان مهمتنا هي تعديل تلك الحالة واصلاحها. وهي مهمة صعبة للغاية.
هل اللقاء الذي اجريته مع زعماء العشائر في 8 نوفمبر طرح موضوع العمليات؟ ماذا عن طبيعة هذا اللقاء؟
- لقد التقيت بالعديد من الناس في العراق في العديد من المناسبات وربما أنتم تشيرون الى اللقاء الذي اجريته في الرمادي قبل اسابيع قليلة. لقد كانت طبيعة ذلك اللقاء هي ابلاغهم انه من المهم بالنسبة للمواطنين في تلك المنطقة ان يكونوا جزءا من مستقبل العراق وليس القتال لصالح الماضي. لان الماضي لن يعود البتة. وصدام لن يعود. ومن يعتقدون ان لديه فرصة للعودة هم بكل تأكيد لا يقدرون الولايات المتحدة حق قدرها، ويستهينون بالشعب العراقي، فهنالك نسبة 95 في المائة من العراقيين لا يريدون رؤية صدام في اي مكان، ولكن نسبة الخمسة في المائة التي تعمل من اجله ممولة تمويلا جيدا، ولديها اطر وهياكل سرية وتعرف كيف تشن عمليات على النمط الاجرامي. وقد شجعت الزعماء لكي يكونوا جزءا من المستقبل وليس جزءا من الماضي. كما كنت راغبا في الاستماع اليهم، وتحذيرهم كذلك من ان هنالك ثمنا يسدد فيما يتعلق بالمقاومة العسكرية. وهو امر لا يفيد الشعب العراقي ولا الاميركي ولا الجنود الاميركيين ولا اولئك العراقيين الذين يدفع لهم صدام الاموال، وقد طلبنا منهم بالتالي ان نعمل معا، وقد كان بيننا تعاون جيد، وقمنا بفتح مصانع جديدة هناك وعاد بعض الناس الى العمل، كما أسسنا وحدات من قوات الدفاع المدني العراقي، وهي وحدات عسكرية أُلحق بها بعض الجنود السابقين في الجيش العراقي وضباط سابقون، وقد كانت تلك الخطوة بمثابة مد يدي لهم بدلا من قبضتي.
ما نوعية المقاومة التي تواجهونها في العراق وطبيعتها؟
- هنالك وجوه مختلفة عديدة لمن يعارضون العراق الجديد ويقفون في وجهه، فهنالك اولا عناصر النظام القديم اي عناصر الاستخبارات العراقية، والحرس الجمهوري بصفة خاصة، وبعض عناصر الاجهزة الامنية المختلفة من القتلة الذين كانوا يعملون لصالح صدام، وانتم في الكويت تعرفونهم جيدا. فقد واجهتموهم. وهم يظلون العدو لانهم فقدوا كل شيء وبسبب الجرائم البشعة التي ارتكبوها ضد شعبكم وضد شعبهم. وان عدد المقابر الجماعية التي عثرنا عليها في العراق مخيف. وان اي قائد يرتكب مثل هذا العمل ضد شعبه امر لا يمكننا تصوره. وذلك حتى بعد ان شهدنا ما قام به هنا في الكويت، وعليه فان العدد الاساسي يظل هذه العناصر المنتمية للنظام السابق.
والعدو الاخر هم الارهابيون الاجانب ممن يعبرون الحدود الى العراق، ويشنون عمليات ارهابية فيه، وهم ينتمون الى جماعات مثل انصار الاسلام والجماعات التي لديها ارتباطات بالقاعدة.
مــن ايــن يعبــــــرون الى العــــراق؟
ـ انهم يعبرون الحدود من سوريا وفي بعض الاحيان من ايران ايضا والحدود الكويتية محروسة حراسة جيدة وكذلك الامر بالنسبة للحدود الاردنية والتركية كما ان لدينا العديد من القوات على الحدود. وهنالك ايضا مقاتلون اجانب لديهم افكار متطرفة، ويرون ان واجبهم مقاتلة الولايات المتحدة، وهم ايضا يدخلون العراق ولكن هذا يعتبر تهديدا ثانويا مقارنة بعناصر النظام القديم، وبالطبع هنالك ايضا المجرمون.
وتذكرون كيف ان النظام قبل الحرب افرج عن جميع المجرمين من السجون وعددهم كبير للغاية، وهنالك مشكلة اخرى نواجهها هي البطالة فهناك نسبة بطالة مرتفعة، ويجب ان نعمل معا لايجاد سبيل لتوظيف الشباب الغاضب وجعلهم جزءا من المستقبل.. وهذه مهمة صعبة وهي ليست بكل تأكيد مهمة عسكرية ولكنها تظل مهمة.
ثمة من يقول ان الاميركيين ارتكبوا خطأ استراتيجيا في العراق؟
ـ اعتقد اتخاذ الخطوة التي اقدمنا عليها ضد ذلك النظام كانت خطوة استراتيجية مهمة كان يجب القيام بها في المنطقة طال الوقت ام قصر. ففي عام 1991 واجهناه وحررنا بلدكم وكان علينا قضاء عدة سنوات مستمرة في مقاتلته فيما بين عام 1991 والى عام 2002 وكان علينا ايضا شن عملية كبرى مرة اخرى ضده فقد كان يمثل خطرا على شعبه وخطرا ماثلا بالنسبة لبلدكم وبالنسبة للسلام والازدهار فيما يتعلق بالمنطقة باسرها، وان تنحيته وخلعه امر مفيد بالنسبة للمنطقة، وانه كان سيعتبر خطأ استراتيجيا اذا ما تركنا العراق قبل الأوان. بل كان يجب علينا مساعدة العراقيين للعيش في دولة مستقرة وديموقراطية.. وحدوث هذا الامر سيكون له تأثير جيد في المنطقة كما سيؤدي الى تحسين الوضع الاقتصادي فيها واتاحة فرصة كبرى امام الناس لتحقيق حياة افضل في هذه المنطقة. ونحن لا نسعى لفرض شكل من اشكال الحكم الاميركي في العراق بل ان العراق سيكون كما يود العراقيون تحقيقه، ولكننا نعتقد اننا لن ندع الطغاة من امثال صدام يعودون للسلطة لارهاب شعوبهم والمنطقة مرة اخرى. فكم من ملايين الناس فقدوا حياتهم بسبب ذلك الشخص، ويجب ان نضع هذا الامر في اذهاننا وبالتالي لا اعتقد ان تلك الخطوة تعد خطأ استراتيجياً.
ما السيناريوهات المتوقعة في العراق؟
ـ انا شخصياً لا أخشى اي سيناريو قد يحدث في العراق، فهناك العديد من الأمور التي تواجه الفشل ولكننا إذا عملنا معاً لضمان تحقيق الاستقرار في العراق وإذا فهمنا انه ستكون هنالك اوقات عصيبة في المستقبل، فاعتقد انه يمكننا تحقيق النجاح هناك. ومما لا شك فيه انه على المرء ان يتوقع حدوث خلافات بين الفئات والجماعات المتعددة هناك. وفي رأيي انه ربما من الخطأ الحديث حول اقامة جيوب سنية وشيعية وكردية في العراق، فهم لديهم هويات محددة ولكن ليس من بينهم من يشكل وحدة واحدة متماسكة. فهم جميعاً لديهم احساس بأنه يجب ان يكون هنالك عراق واحد وجميعهم يمتلكون احساسا بالوطنية العراقية. وكلهم يدركون ان المستقبل مرهون بوحدة العراق فوق اراضيه الحالية الموحدة. ففي العراق امكانات ومصادر كبرى وطبقة متعلمة. بل ان لديهم الفرصة للتحول الى اكثر الدول ازدهاراً في الخليج. وعندما يتحول العراق الى دولة مزدهرة ومسالمة، سيحقق النجاح. وعليه فإنني متفائل ولكن هذا الأمر لن يحدث بسرعة.
لماذا فشلتم في القاء القبض على صدام؟ وهل اوشكتم على الغاء القبض عليه؟
ـ دعني أروي لك قصة. اعتقد اننا جميعاً في بلادنا لدينا أمثلة على مطاردة بعض الاشخاص والمطاردات هذه احياناً تأخذ سنوات، اذ تذكرون حادثة تفجير العاب الاولمبياد في اميركا كان لدينا اميركي نعرف اسمه ونعرف مكان بيته وبعد خمس سنوات من ذلك تمكنا من العثور عليه عن طريق الخطأ عندما التقته الشرطة صدفة. وسيأتي الوقت الذي سنعثر فيه على صدام وليس لدي اي شك في ذلك. فصدام ارتكب العديد من الجرائم ضد شعبه. وصدام سيواجه المحاسبة كما الحال مع غيره ممن ارتكبوا جرائم فظيعة ضد شعوبهم ولا تنسوا انه من الخمسة والخمسين شخصاً الذين قلنا اننا سنسلمهم الى الحكومة العراقية الجديدة حتى تتمكن من محاكمتهم، هناك 44 شخصاً منهم اما معتقلون او واجهوا حتفهم. وعليه فإن صدام سيواجه حتفه بالطريقة نفسها.
مـــــا هـــو وضـــع السنــــة فـــي العـــــراق؟
ـ انهم في حاجة لكي يكونوا جزءاً من مستقبل العراق وعليهم الاسهام في مستقبل البلاد، ونحن سنساعدهم في ذلك كما نحتاج إلى مساعدتهم. اعتقد اننا سنحرك العراق معاً لانهم يؤمنون ببلدهم بالقدر نفسه الذي نؤمن نحن به وبهم.
أقول للكويتيين: متمسكون بالروابط العظيمة
حرص الجنرال أبي زيد على توجيه كلمة بالعربية الى الشعب الكويتي وقال «اود ان اقول للكويتيين ان المساعدة والتعاون معهم كانا امرا جيدا ومهما للغاية.
والولايات المتحدة حريصة على تعزيز علاقاتها معكم ومتمسكة بالروابط العظيمة التي تجمع البلدين».
&
كيف الـحال .. وشكرا جزيلا
حرص الجنرال جون ابي زيد على تحية رئيس التحرير بالقول بالعربية «كيف الحال؟»... ثم اختتم اللقاء بالعربية ايضا قائلا: «شكرا جزيلا لكم».
أعتز بأصلي العربي وبالتربية العربية
في رد على سؤال عما اذا كان اصله اللبناني العربي قد ساعده في فهم القضية العراقية قال الجنرال ابي زيد: ان اسرتي اتت الى الولايات المتحدة في السبعينات من القرن التاسع عشر، وتحديدا عام 1870، وعليه، فانها اقامت في اميركا لسنوات طويلة، وانا اعتز باصلي العربي وبالثقافة العربية وبالتربية وبثراء العالم العربي، كما انني معجب بالعالم العربي كثيرا، فهل ساعدني ذلك في التعامل مع العراقيين؟ اعتقد ذلك. لانني اعتز بالثقافة العربية واعجب بها.
من دوما اللبنانية
في نهاية اللقاء دار حديث بين الجنرال ابي زيد والزميل سهيل عبود بالعربية.
عبود: من اين انت من لبنان؟
ابي زيد: من دوماـ.. في منطقــة البترون.
عبود: قرب بلدتي.
أبي زيد: اوه صحيح.. انه بلد جميل.
التعليقات