تركي الدخيل


قلت لأبي دحيّم: كيف تنظر الى ما نشرته جريدة "الشرق الاوسط" قبل مدة عن تعليمات منظمة "القاعدة" الى انصارها وكوادرها، بالاقلاع عن ممارسة الجنس، وأكل الكبسة، والحرص على ممارسة الرياضة؟
فرد أبو دحيّم وابتسامة صفراء تكسو حديثه: هذي بالتأكيد مؤامرة، ضد "الكبسة" الأكلة السعودية الشعبية الأولى. وأضاف: انها محاولة لضرب اقتصاد البلد، و ثقافته في الأطعمة. كتمت ضحكتي، وتساءلت: ولصالح من هذه المؤامرة يا أبو دحيّم؟
فأجاب: أكيد لصالح التميس الأفغاني!
سألته: ولكن لماذا أشارت تعليمات "القاعدة" لمجاهداتها بعدم الافصاح عن توجهاتهن الفكرية حتى لأقرب الناس وبالذات اذا كان القريب زوجاً؟
قال أبو دحيّم: لاحظ ان الزوجة ستتوقف عن أكل الكبسة، لكن تنبه الى أن التعليمات لم تأمرها بالتوقف عن طبخ الكبسة لزوجها! وهنا مربط الفرس، وان شئت فمربط البعير. كيف؟
استمتع بطلبي ايضاحه، وقال: عندما تنتفخ كرش الزوج جراء تتابع طبخ الكبسات، لا تحتاج المجاهدة المنتظمة في صفوف القاعدة للبحث عن هدف للتفجير، فتبدأ بكرش الزوج، فتحقق بذلك هدفين؛ الأول: ان تفتك منه ومن غثاه. والثاني: ان تمتثل لتعليمات الزعماء بانكار المنكر، وازالة مظاهر الفسق. ولكن لماذا اعترض بعض المتشددين على ممارسة الطالبات السعوديات للرياضة في مدارس البنات، فيما تحث تعليمات "القاعدة" مجاهداتها على الرياضة؟
عدّل أبو دحيّم جلسته، وقال بخبث: لأن الرياضة في المدارس، تتم باشراف غير مباشر من الحكومات الكافرة في نظر "القاعديون"، فيما تمرينات القاعدة، تأتي من قبل منظمات اسلامية.
ولماذا اخفي الوجه من الرسوم المبسطة للتمرينات يا أبو دحّم؟ أجاب ابو دحيّم الذي كان أستاذاً في التقاط الاشارات غير المباشرة بقوله: لسبب رمزي، فاخفاء الرأس في الصورة مطابق لحالة التنظيم الذي يختفي رؤوسه في الجبال، ويبعثون بشباب البلاد لمواجهة الأخطار، ثم يخرجون كل كم شهر بشريط يثنون فيه على بطولات هؤلاء الشباب.
وبينما سيطر علي الوجوم وانا اتلقى اجابات ابو دحيّم، اذا به يعالجني بسؤال: الم تستغرب نهي التعليمات القاعدية اعضاءها المتزوجين عن ممارسة الجنس. فعلام يدل هذا؟!
زممت شفتي، منتظراً افادته، فقال: هذا اولاً يؤكد ان من يقول بأن "القاعدة" تهدم ولا تبني، وانها لا تقدم مشروعاً بديلاً للمشروع الذي ترفضه، مخطيء تماماً! وزاد: احس منظروا "القاعدة" بأزمة الانفجار السكاني التي تعانيها بلادنا أخيراً، فمنعوا سببها، وهو ممارسة الجنس!
تركت ابو دحيّم وانا اتمتم: اظن بأن مشروعهم يتمثل بمواجهة الانفجار السكاني، بالتفجير السكاني!
&
&