ماهر الزيرة
&
&
اخترنا اليوم، بعض الأصدقاء والصديقات في الجامعة، إقامة احتفال متواضع "شماتة" على اصطياد الجربوع.. خانعاً قانعاً بماقدره الله له في جحره.
المحتفلون: إلِحْبيّب (مغربي)، حسام وساجدة (عراقيان)، دينا (أمريكية من أصل سوري)، مارتن وسارة (أمريكيان)، بالإضافة لي طبعاً. كنت الوحيد من بينهم الذي عارض الحرب على العراق، لذا وجدتهم يتطلعون ناحيتي، حدقات أعينهم مصقولة بشكل جيد، ونظراتهم مسددة، شعرت أنهم يريدون كلمة ما مني تعليقاً على الحدث.
لم أنتظر كثيراً، فتحت علبة الشوكولا التي ابتعتها قبل مجيئي، والتي تعمدت أن تكون أمريكية الصنع، ابتسمت وقلت: شكراً أمريكا.
طبعاً، ليس هذا ماينتظرونه مني؛ فطوال أشهر التحضير للحرب وأثنائها ومابعدها، جمعتنا نقاشات حادة وطويلة، وبالرغم من وضوح رأيي آنذاك بأنني أكره الحرب في نفس الوقت الذي أكره فيه الديكتاتورية ؛ إلا أنهم، كما بدى لي وفي ذروة النشوة بالحدث، يريدون مني شيئاً آخر، أن أقرّ أن الحرب، كانت الحل الوحيد للخلاص من الديكتاتورية. لم أتردد أيضاً، ابتسمت ابتسامة عريضة، وقلت: نعم، لم يكن ممكناً الخلاص من الديكتاتورية إلا بالحرب!
ضحكوا جميعاً، لكن ساجدة بادرتني بالسؤال: ما الذي تغير؟
قلت: لعلها "إنسانويتي" المفرطة. غضون الحرب كنت عاكفاً على قراءة سيرة الدادئيين وفيلسوفهم الأنيق مارسيل دو شب، وكيف تشكلت هذه الحركة كردة فعل على ماحلّ في العالم من خراب ودمار بعد الحرب العالمية الأولى، الأمر الذي أدى لأن أصاب بحمى "إنسانوية" تضع بيني وبين فعل الحرب حاجزاً سميكاً لايمكن خرقه ؛ لكنني للتو أعرف أن إنسانية الإنسان، أحياناً، يمكن استعادتها بأساليب لا إنسانية، فحين تتعذر الولادة الطبيعية ليس ثمة مناص من عملية قيصرية.
علق مارتن، وهو مفتتن بانتزاع هذا الاعتراف مني: آمنت بمنطق الحرب إذن؟
قلت: ليس تماماً، أمامي ثلاثة أمثلة، أنا معنيٌّ بدراستها قبل أن أعطيك هذا التنازل: اليابان، ألمانيا وإيطاليا؛ لكن في العراق، نعم، ليس في الإمكان أبدع مما كان.
في ختام الاحتفالية اخترنا أن نكتب رسالة صغيرة نبعثها على عنوان الرئيس الأمريكي جورج بوش، ويمضيها كل واحد منا.. كانت كالتالي:
سيادة الرئيس...
نكرهك، لسياساتك غير العادلة.
لكننا هذه المرة، نقول لك: شكراً، فهذا هو الوجه غير القبيح لأمريكا.
المحتفلون: إلِحْبيّب (مغربي)، حسام وساجدة (عراقيان)، دينا (أمريكية من أصل سوري)، مارتن وسارة (أمريكيان)، بالإضافة لي طبعاً. كنت الوحيد من بينهم الذي عارض الحرب على العراق، لذا وجدتهم يتطلعون ناحيتي، حدقات أعينهم مصقولة بشكل جيد، ونظراتهم مسددة، شعرت أنهم يريدون كلمة ما مني تعليقاً على الحدث.
لم أنتظر كثيراً، فتحت علبة الشوكولا التي ابتعتها قبل مجيئي، والتي تعمدت أن تكون أمريكية الصنع، ابتسمت وقلت: شكراً أمريكا.
طبعاً، ليس هذا ماينتظرونه مني؛ فطوال أشهر التحضير للحرب وأثنائها ومابعدها، جمعتنا نقاشات حادة وطويلة، وبالرغم من وضوح رأيي آنذاك بأنني أكره الحرب في نفس الوقت الذي أكره فيه الديكتاتورية ؛ إلا أنهم، كما بدى لي وفي ذروة النشوة بالحدث، يريدون مني شيئاً آخر، أن أقرّ أن الحرب، كانت الحل الوحيد للخلاص من الديكتاتورية. لم أتردد أيضاً، ابتسمت ابتسامة عريضة، وقلت: نعم، لم يكن ممكناً الخلاص من الديكتاتورية إلا بالحرب!
ضحكوا جميعاً، لكن ساجدة بادرتني بالسؤال: ما الذي تغير؟
قلت: لعلها "إنسانويتي" المفرطة. غضون الحرب كنت عاكفاً على قراءة سيرة الدادئيين وفيلسوفهم الأنيق مارسيل دو شب، وكيف تشكلت هذه الحركة كردة فعل على ماحلّ في العالم من خراب ودمار بعد الحرب العالمية الأولى، الأمر الذي أدى لأن أصاب بحمى "إنسانوية" تضع بيني وبين فعل الحرب حاجزاً سميكاً لايمكن خرقه ؛ لكنني للتو أعرف أن إنسانية الإنسان، أحياناً، يمكن استعادتها بأساليب لا إنسانية، فحين تتعذر الولادة الطبيعية ليس ثمة مناص من عملية قيصرية.
علق مارتن، وهو مفتتن بانتزاع هذا الاعتراف مني: آمنت بمنطق الحرب إذن؟
قلت: ليس تماماً، أمامي ثلاثة أمثلة، أنا معنيٌّ بدراستها قبل أن أعطيك هذا التنازل: اليابان، ألمانيا وإيطاليا؛ لكن في العراق، نعم، ليس في الإمكان أبدع مما كان.
في ختام الاحتفالية اخترنا أن نكتب رسالة صغيرة نبعثها على عنوان الرئيس الأمريكي جورج بوش، ويمضيها كل واحد منا.. كانت كالتالي:
سيادة الرئيس...
نكرهك، لسياساتك غير العادلة.
لكننا هذه المرة، نقول لك: شكراً، فهذا هو الوجه غير القبيح لأمريكا.
الموقعون:
دينا ماهر
ساجدة أحمد
إلحْبيب جمال الدين
حسام الحيدري
مارتن إندرسون
سارا إيفانس
ماهر الزيرة
ساجدة أحمد
إلحْبيب جمال الدين
حسام الحيدري
مارتن إندرسون
سارا إيفانس
ماهر الزيرة
التعليقات