"إيلاف"من القاهرة:في بيان مشترك صدرعقب اختتام محادثاتهما اليوم الأربعاء في منتجع شرم الشيخ، قرر الرئيسان المصري حسني مبارك، والسوري بشار الأسد، عقد لجنة عليا بين البلدين على مستوى رئاسي، في ما يتعلق بالقضايا الاستراتيجية الكبرى، على ان يستمر انعقاد اللجنة المشتركة بين البلدين برئاسة رئيسي الوزراء وبشكل دوري، على النحو المقرر سلفاً.
وعلمت (إيلاف) من مصادر دبلوماسية عربية وغربية متطابقة في القاهرة أن محادثات الرئيسين المصري والسوري، مرتبطة بصورة أو أخرى، بتطورين مهمين وثيقي الصلة بالشأن السوري والإقليمي، وهما توقيع الرئيس الأميركي جورج بوش على قانون محاسبة سوريا مؤخراً، والخطوة التي أقدمت عليها ليبيا فجأة باعترافها بمحاولة تطوير أسلحة دمار شامل واستعدادها لتدميرها وخضوعها للتفتيش الدولي المفاجئ.
وكان الرئيس الاميركي وقع في كانون الأول (ديسمبر) الحالي "قانون محاسبة سوريا"، الذي يقضي بفرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية على دمشق بدعوى أنها تساند جماعات فلسطينية ولبنانية "ارهابية" وتطور أسلحة دمار شامل، لكن القانون يسمح للرئيس الأميركي بتجنب فرض هذه العقوبات إذا رأى أن ذلك في مصلحة الولايات المتحدة.
وعودة إلى البيان المشترك الذي صدر اليوم عقب القمة المصرية ـ السورية، والذي أكد تمسك مبارك والأسد بالعمل من اجل تحقيق السلام في اطار مبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت كتوجه استراتيجي عربي نحو تحقيق السلام الشامل والعادل في منطقة الشرق الاوسط واستعادة الحقوق العربية بما في ذلك اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وانسحاب اسرائيل الكامل من الجولان السورية المحتلة وبقية الاراضي العربية المحتلة، والعودة حتى خطوط الرابع من حزيران (يونيو) 1967.
وكانت مصادر رسمية مصرية قد أعلنت أن هذه المحادثات "تأتي في اطار المشاورات والاتصالات المستمرة التي يجريها الرئيس المصري مع القادة العرب، من اجل تنسيق المواقف العربية المشتركة تجاه القضايا التي تهم الامة العربية بما يساعد علي تعزيزالصف العربي، خاصة بعد التطورات الاخيرة في العراق والمستجدات المتسارعة علي صعيد عمليات السلام في الشرق الأوسط".
وقال صفوت الشريف وزير الاعلام المصري إن الرئيسين استعرضا التطورات الاخيرة على المستويين الدولي والاقليمي بدءا بالتطورات التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط، والاتصالات الجارية لاستئناف عملية السلام على المسارات المختلفة.
ومضى وزير الإعلام المصري قائلاً إن الرئيسين أكد "أن تطورات الاحداث الجارية في منطقة الشرق الأوسط تثبت الحاجة الى جعلها منطقة خالية من جميع اسلحة الدمار الشامل تشمل جميع دول المنطقة، بما في ذلك اسرائيل، والعمل المشترك بين البلدين لتحقيق هذا الهدف في إطار الأمم المتحدة، وغيرها من المؤسسات الدولية المعنية".
وأضاف الشريف أن "الرئيسين استعرضا الوضع في العراق، مؤكدين أهمية الحفاظ على استقرار العراق ووحدته وعودة السيادة الكاملة للشعب العراقي، وسيطرته على مقدراته، وتمكينه من حكم نفسه بنفسه وفقا برنامج زمني محدد".يشار إلى أن مصر تتخذ عادة مواقف مؤيدة لسوريا، إذ سيق أن أيدت القاهرة دعوة دمشق هذا الشهر إلى استئناف المفاوضات مع اسرائيل. وقال مبارك للصحافيين حينئذ إن استعداد سوريا للعودة إلى مائدة المفاوضات مع اسرائيل يمثل فرصة لاحياء عملية السلام وإن على واشنطن ان تساعد في هذا الاتجاه.
وكان الاسد قد ناشد واشنطن في مقابلة صحافية نشرت مؤخراً استخدام نفوذها في استئناف المفاوضات بين اسرائيل وسوريا، ويذكر في هذا السياق أن المحادثات بين دمشق وتل أبيبي كانت قد انهارت قبل نحو أربع سنوات بسبب الخلاف على مرتفعات الجولان التي تحتلها اسرائيل منذ حرب 1967.