&احمد الحناكي
&
&
&
ألم يسال أحدكم نفسه كيف يتربى الطفل لدينا؟ من شهره الأول وحتى الخامسة أو السادسة يتقاسم تربيته ثلاث عناصر هم الأم والخادمة معظم المنازل السعودية والتلفاز. بعد الخامسة أو السادسة تشترك معهم المدرسة حتى يبلغ الخامسة عشر تقريبا فتقل هيمنة الأم والخادمة ويشترك عنصر مهم آخر هو المجتمع. إذا العنصر الثابت هو التلفاز وهنا قد يكون لنا دورا في التربية بل يجب أن يكون لنا دورا. فالتحكم بقنوات التلفاز اصبح مسالة غاية في الأهمية لان للتلفاز لدى الطفل مصداقية عالية من الصعب عليك أن تزعزعها. ولا احتاج أن اذكر دراسات أثبتت مدى تلك الأهمية التي يحملها هذا الجهاز الجبار بأسلوبه الساحر. بل ان القضية ليست فقط معلومة او تحريض بل إنها ثقافة تبز بها كل دولة متمكنة ثقافة الدول الأخرى. لا يعني هذا تناسي الجانب الإيجابي أيضا إلا ان التحكم بهذه القنوات اصبح يمثل مسالة حيوية. وعلى هذا الأساس فان قناة خاصة للأطفال تنبع من بيئتنا وثقافتنا أصبحت مسالة حتمية. ان أطفالنا الآن يعرفون كل أبطال ديزني وفن شنل وكارتون نتوورك وفوكس وسبيستون وإذا كانت الأخيرة هي الأقرب إلى مشروعنا الثقافي إلا أننا بحاجة لقناة تبرز ثقافة وتراث وتاريخ وبيئة السعودية وبشكل جذاب ومغري ينافس القنوات الأخرى. وسأعطيكم مثالا حيا على تلك القوة الفتاكة للتلفزيون، فعندما أتيت من من أمريكا بعد انهاء الدراسة، كان سن ابني الأكبر سنتين ولم يكن يتحدث العربية تقريبا. أصبحنا في المنزل وفي الزيارات نتكلم العربية فقط بينما كان هو يشاهد دائما قناة ديزني باللغة الإنجليزية. عمر ابني الآن 9 سنوات ويتحدث اللغتين بطلاقة. المثال الآخر ابنتي وعمرها كان سنة واربعة اشهر عندما ذهبنا الى بريطانيا. تشاهد التلفزيون كثيرا هناك باللغة الإنجليزية إلا أننا نتكلم معها باللغة العربية. عمرها الآن سنتان واربعة اشهر ولغتها الإنجليزية والعربية جيدة قياسا لأي طفلة في سنها. وعودة إلى التحكم الذي ذكرته من قبل فمن المهم جدا أن نستفيد من تجارب الدول الأخرى في الغرب. صحيح ان هناك ثغرة في المقارنة وهي أن الغرب عادة يستعملون أما الكيبل الذي لا يشاهده اطفالهم أو البث العادي الذي يتم التحكم به. لدينا وضع آخر هو الصحون اللاقطة التي أصبحت تنتشر في كل منزل تقريبا وهو ما يجعل التحكم بها غاية في الصعوبة. لا أدعو بذلك إلى حجب مصادر المعلومات فهذا زمن ولى، ولكن رغبة في التذكير بان لدينا الوسائل الكافية لتربية أطفالنا بالطرق المناسبة المستوحاة من بيئتنا لا من ثقافة الآخر.