حميد الهاشمي

&
&

المتهافتون على الدفاع عن الطاغية الساقط صدام حسين هم ممن لا يصعب عن ذي نظر او اي انسان بسيط ان يفسر دوافعهم هذه. فنقابة المحامين الاردنيين مثلا هي عصبة من عناصر اغلبهم من المنتفعين من صدام بصورة او اخرى ابتداءا من بعثييهم ووصولا الى اسلامييهم ومرورا ببعض تياراتهم الاخرى.
فبين منتفع سابق ومتحسر على مصدر رزق خسره وهم من وجد في صدام البقرة الحلوب حيث يهب النهاب من خيرات العراقيين. وبين من يدفعه التطرف او العنصرية التي لا تخفى دوافعها، حيث لا ترضي هؤلاء التغيرات الجديدة في العراق والتي سوف تغير اللون الذي اعتادوا عليه. لون الطائفة الواحدة ولون العرق الواحد حيث اصيبوا بعمى الالوان جراء تركيزهم هذا واصيبوا بقصر النظر والتحجر جراء عدم فهم ومعايشة المغايرة الثقافية التي تغني الكثير من الشعوب فضلا عن غنى الفرد الفكري والمعرفي.
قد يكون بين هؤلاء من يدفعهم عداء أميركا واسرائيل.
&ولكن هل يبرر العداء لاميركا او اسرائيل ان تنصب المناحات على صدام ويرقصوا على جثث ضحاياه؟!! وهم يعلمون علم اليقين ان صدام قد اضر بالقضية الفلسطينية اصلا حينما شق الصف العربي وبدد الثروات وجلب (الاعداء) الى فناء الدار ناهيك عن الاضرار بل الجرائم المرتكبة بحق الشعب العراقي بكل اطيافه من قبل صدام وعصابته؟!!. الا اذا كان هؤلاء قد ارتضوا جملة وتفصيلا بجرائمه هذه.
واذا كان دم الفلسطيني لديهم اغلى من العراقي فهذا شأنهم وللعراقي الحق ان يسموا على هذه الانانية البدائية والانتهازية الفاضحة.
هل يبرر لهم هذا دفاعهم عن صدام وقد انكشف جرمه وبان جبنه وهذه هي حقيقته البائنة؟!!
وبجانب هذه الجوقة نسمع اصواتا من هنا وهناك تريد الدفاع عن صدام، زمرة من موريتانيا!! ومحام من البوسنة وسياسي فاشل من روسيا ومحام اميركي واخر فرنسي ومثل هؤلاء ليس دوافعهم انسانية بحتة.
&ان ديدن هؤلاء المحامين هو البحث عن الشهرة وهذا سلوك تجاري غربي مفهوم مسبقا. ويسمى مثل هؤلاء المحامين الباحثين عن الشهرة من خلال دفاعهم عن قضايا باطلة وخاسرة مسبقا، بل الغرابة ان يندفع احد منهم للدفاع عن مجرم ثبت جرمه على الملأ وببشاعة متناهية، يسمى محامو الشيطان.
ما دخل هؤلاء الغرباء بالعراق؟!
العراق عربي؟
الجواب هو ان العراق عربي وكردي وتركماني وكلدواشوري قبل ان يكون عربي فقط.
العراق بلد مسلم؟
هو بلد مسلم ومسيحي وصابئي وايزيدي قبل ان يكون مسلما بحتا.
وان كان عربي، او مسلم، فهل هو ضيعة آبائهم؟ وهل اصبح مصير صدام قضية العراق المركزية وشرفه ليتشدقوا بها؟ وصدام نفسه هو من أذل العراق والعراقيين.
ولو كانت القضية تهم الشعب العراقي مثلا فهل هناك من طلب عونهم؟
ومن ناحية قانونية محاكمة مجرب الحرب صدام، فما دخلهم هم وهذه قضية عراقية بحتة قبل ان تهم حتى الاطراف الخارجية المتضررة مثل الكويت وايران.
المثير للسخرية والتقزز والاحتقار لهؤلاء انهم يعتبرون صدام " رئيسا " شرعيا للعراق!!! ومنذ متى كان صدام شرعيا؟؟!! اقصد رئيسا شرعيا.
شخص مارق تسلق الى السلطة من خلال منهج اجرامي وصولي مستندا الى حزب حمل افكار مرحلة اشرفت على الانطواء نتيجة عدم جدية حاملي مبادئها فضلا عن تطرف طروحاتها والغائها للآخر هذا اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار ان العالم قد تجاوز مرحلة الآيديولوجيا الواحدة. وولج عصر التعددية بأشكالها المختلفة.
شخص جاء بانقلاب عسكري من اين له الشرعية؟!
اوغل في الجريمة لترسيخ ديكتاتورية القبيلة والفرد بمفاهيم بدوية لا تلائم حتى روح القرية.
شخص شرب دماء ضحاياه دون رحمة فهل يستحق الرحمة؟
&فمع صدام لا تلتقي الانسانية والرحمة. عنده مفترق الطرق بين القاتل والضحية، بين البرئ والمذنب. صدام الذي خلط كل هذه المفاهيم وقلب الحقائق رأسا على عقب حينما تحكم طيلة هذه الفترة وترك تركته البائسة تنشد ضمير الانسانية لينظرها ليحكم.لأن حقائقها هذه لا تحتاج الى تعدد الهيئات القضائية والتدخلات الدولية ولا الى ( فزعة ) العربان من البائسين وشهود الزور من المستكتبين المحسوبين على الثقافة العربية المأزومة والذين يتنططون بين الحين والآخر من فضائيات العهر الأعرابية.
يكرس مثل هؤلاء كل ما ابدعه اشرار الانسانية من كذب ودجل وتزييف لخدمة الباطل فينساقون في الدفاع عنه غير مبالين بمشاعر ضحاياه الكثيرين.
هنا تتجلى غريزة المنفعة الشخصية وحب الذات لدى هؤلاء حينما يفضلوا منافعهم ومكاسبهم الفردية على مصلحة الانسانية بصورة عامة حينما تتخلص من مجرم خطير ودكتاتور كبير ويغشى عليهم من فرط بكائهم وحرقتهم على ولي نعمتهم فما ان يستعيدوا وعيهم حتى يكيلوا له من المدائح ويصنعوا له من المجد الزائف ما لا يمت له بادنى صلة.
أين الشجاعة لشخص قضى فترة حكمه متخفيا وراء دوبليرات (اشخاص يشبهونه) يتقمصون شخصيته في الملمات؟؟!! ويستتر بمئات بل احيانا الاف الحراس الشخصيين.
اين الرجولة لشخص يستباح ويجزئ بلده بل تفتش حتى ملابس زوجته وبناته ويبقى مخاتلا حفاظا على كرسيه؟!!
اين الوطنية والعدالة من شخص ملأ بلده بالمقابر الجماعية وضرب شعبه بالاسلحة الكيمياوية؟
وهل يستحق مثل هذا الشيطان الدفاع عنه؟!
هل هو رمز لأحد؟
بل هل يتشرف أحد بالانتساب لمثل هذا العار؟!!
حقا لقد قيل " القرين للمقارن ينسب " وهاهم الشذاذ ينتسبون له ويدافعون عنه.
واين شرفهم ومقدساتهم التي أقسموا بها؟!!
يسعون وراء غرائزهم ويحرمون غيرهم من غريزة الحياة وحب الحرية والانتصار للضحية على الجاني.
لننتظر قدوم جوقة المحامين الاردنيين ومثلهم السودانيين والموريتانيين وسواهم الى بغدادنا وسنرى كيف سيستقبلهم العراقيون.
&لا ندعوا لا ستخدام العنف ضدهم او نحرض عليه، لكن هناك اساليب يعرفها الجميع للرد على مثل هؤلاء، وبمثل هذه المناسبات منها في الغرب ما هو شائع من القذف بالطماطة والبيض الفاسد، ولأن هذا غير شائع في بلداننا حيث ان الطماطة والبيض يعدان من الاشياء الكمالية في الكثير من بلداننا العربية خاصة في الاردن وموريتانيا والسودان، ولان البيض اذا ما توفر لدى فرد او اسرة فانه سوف لن يترك حتى يفسد، فان هناك سلاح احتجاجي آخر وهو الرمي بالاحذية البالية وما أكثرها.
وهي سلاح الاهانة الشائع عند العرب وجوارهم ولهذا سنرى الاستقبال اللائق لجوقة المحامين الاردنيين والسودانيين واشقائهم الموريتانيين الذين ما تركوا مشكلة في بلدانهم الا وحلوها وقد بسطوا العدل واقاموا دولة القانون في بلدانهم ليتفرغوا للعراق ويحلوا مشاكله.
سيكون استقبالهم اللائق بالاحذية الممزقة افضل تشريف لهم ومن قبل ذوي ضحايا مجزرة حلبجة والانفال والمقابر الجماعية وضحايا قضاء الدجيل وقضاء بلد وذوي محمد مظلوم الدليمي وراجي التكريتي وطالب السهيل والجبور وغيرهم من ذوي ضحايا صدام المقبور.
بل نأمل ان يتم القبض عليهم بتهمة عرقلة سير مجرى العدالة في قضية خطيرة مثل هذه والطعن بمشاعر ضحايا الابادة والمجازر الجماعية بعد ان يسن قانون يحمي هؤلاء الضحايا على غرار قانون معاداة السامية في الغرب الذي يحمي اليهود من اي طعن او اساءة سواء ما تعلق بالتشكيك بمحارق النازية (الهولوكوست) او شتمهم.
وحتى ذلك الموعد فليبحث محامو الشيطان هؤلاء ومعهم شهود الزور من المستكتبين العربان عن محامين آخرين من طينتهم ليدافعوا عنهم.

* أكاديمي وباحث في الشؤون العراقية مقيم في هولاندا
[email protected]