حسن الشيخ من الدمام: بصدور الديوان الثاني "وشم على جدار القلب" للقاص والصحفي خليل الفزيع عن النادي الأدبي للمنطقة الشرقية بالسعودية يكون الفزيع قد استطاع الوقوف بثبات على قدمين راسختين إلى مصاف شعراء المملكة العربية السعودية.
&وقد أثار الديوان الشعري الجديد على الساحة الثقافية الكثير من الدهشة والإعجاب. فحين اعتقد الكثيرون أن القاص الفزيع لن يقدم للدخول لعالم الشعر بهذا التدفق، وما ديوانه الأول "قال المعنى" إلا مزحة عاشق خمسيني ولن يتكرر، جاء ديوانه الثاني ليؤكد قدرته للدخول إلى قوافي الخليل بكل ثقة.
&و تزداد دهشة الساحة الثقافية من تجربة الفزيع الشعرية الجديدة بعد التيقن من اتجاه شعرائها للحكي الروائي، واستبدال شعراء التسعينيات أدواتهم الإبداعية للدخول لعالم الرواية بعد أن أغوتهم بأضوائها وسحرها، وترقبهم لإصدار الفزيع القاص لروايته "النخلة وهمس الجبل والبحر" بعد إصداراته الإبداعية القصصية العديدة منذ مجموعته الأولى "الساعة و النخلة" عام 1977 وحتى مجموعته "إيقاعات للزمن الآتي" عام 1999 بالاشتراك مع الدكتورة كلثم جبر.
& وقد عرف الأديب خليل إبراهيم الفزيع بتنوع مهاراته الإبداعية و القيادية وتعدد وسائل التوصيل لديه إلا انه لم يعرف عنه قرض الشعر. فقد كتب الفزيع المقالة الصحفية في شتى مجالاتها السياسية و الاجتماعية و الأدبية، ومارس القراءة النقدية للعديد من الإبداعات الشبابية. وكتب في أدب الرحلات، و ساهم في إعداد وتقديم البرامج الإذاعية و التلفزيونية، بالإضافة إلى إسهامه الثقافي في النادي الأدبي للمنطقة الشرقية في السعودية باعتباره أحد أعضاء النادي ونائب رئيس تحرير مجلته "دارين".&
&
&أما تجربته الصحفية الطويلة فهي الأكثر إضاءة في مسيرته الثقافية حيث عمل صحفيا ورئس تحرير عدد من المجلات الخليجية. وترأس إدارة تحرير جريدة اليوم الصادرة من مدينة الدمام لسنوات طوال، استطاع أن ينقل الجريدة من جريدة أسبوعية إلى جريدة يومية، بل ألغى عطلتها الأسبوعية فأصبحت تصدر أيام الجمع أيضا.
&وادخل إليها الألوان بعدما كانت تصدر باللون الأسود فقط. وبحكم حاسته الأدبية صدر ملحق اليوم الثقافي (المربد) فكان من اشهر الملاحق الثقافي الخليجية آنذاك. فاكتسبت الجريدة ثقة القارئ والمعلن على حد سواء الأمر الذي مكن إدارة جريدة اليوم بعد ذلك من إنشاء مبانيها الكبيرة المجهزة بأحدث الوسائل الاتصالية الحديثة والحاسبات الإلكترونية.
&دهشة الساحة بديوان "وشم على جدار القلب" يمكن تلمسها في الكتابات القليلة التي أعقبت صدور الديوان مباشرة فكتب سعد الناجم "لقد أمطرت سماؤنا بديوانه الأول وكنا نحسبه مزحة عاشق من الماضي لملم نفسه بعد أن تعبت خطواته، لكنه بديوانه الثاني و معارضاته المتعددة و تشطيراته الجميلة أقنعنا أن حنين الشعر لا ينطفئ بل ينبت كلما تقدم بالإنسان العمر" . ويعترف مبارك بوبشيت بخطأه عندما ظن أن الفزيع سيكتفي بإصداره الشعري الأول. ويضيف بوبشيت "هذا القاص الأحسائي الذي تحول بطريقة نابغية من قاص و وناثر وكاتب إلى شاعر، أضاف نفسه بطريقة دراماتيكية إلى مصاف شعراء الأحساء" وسيخطئ بوبشيت مرة ثانية حينما يظن إن شاعرية خليل الفزيع لن تتخطى الأحساء، فشعره جدير بأن يجعله إلى مصاف شعراء السعودية الكبار.
&وحري بالنقاد بعد أن تناولوا فنه القصصي بعشرات المقالات و الدراسات النقدية أن يلتفتوا إلى فنه الشعري أيضا بنفس العمق و الأهمية التي تناولوا به عالمه القصصي. و يبقى كتاب "الفزيع وعالمه القصصي" للكاتب والصحفي جاسم الجاسم من أهم وآخر التجارب التي حاولت أن تنظر لشخصية خليل الفزيع من جوانبها الإبداعية المتعددة، وان ترصد بشكل ببليوجرافي منظم كل ما كتب عن الفزيع.