الكويت -&يحتشد جيش من الاعلاميين يصل عددهم الى نحو 600 من مختلف الوسائل الاعلامية المقروءة والمسموعة والمكتوبة من الدول الخليجية والعربية وحتى الاجنبية لتغطية منافسات دورة كأس الخليج السادسة عشرة التي تستضيفها الكويت حتى 11 كانون الثاني(يناير9)المقبل.
ويعتبر الرقم كبيرا بالنسبة الى دورات كأس الخليج منذ انطلاقها عام 1970 حتى الان.
&تتميز دورات كأس الخليج بخصوصية مختلفة وتكثر فيها التصريحات واحيانا الحروب الاعلامية، ويجد الاعلاميون في كلام المسؤولين الخليجيين مادة دسمة لملء صفحاتهم واعداد برامجهم مع ان الكلام يتكرر بشكل شبه يومي، وتشكل مباراة كل منتخب معركة بحد ذاتها تسبقها التوقعات وتخرج التصريحات بعدها لتعكس النتيجة.
وتطور العمل الاعلامي في دورات كأس الخليج مع مرور السنوات، فبرزت في الفترة الاخيرة القنوات الفضائية المتعددة وكل واحدة تسعى الى تقديم ما امكنها من تغطية ومتابعة لاحداث البطولة مع استوديو تحليلي عن المباريات بوجود خبراء من مدربين او لاعبين سابقين.&ويمكن لاي متابع لما يدور في اروقة كأس الخليج وكواليسها ان يعتقد بان هذا الحشد الاعلامي يفوق مستوى الدورة، وان التطور الاعلامي الحاصل لا يتواكب مع الناحية الفنية للمنتخبات المشاركة، لان المشهد قد يكون مماثلا في تغطية مباريات كأس العالم من متابعة تلفزيونية ومقابلات مع المسؤولين واللاعبين والمدربين والمؤتمرات الصحافية قبل كل مباراة وبعدها.
وعلق الشيخ احمد الفهد رئيس اللجنة المنظمة ورئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم على هذا الامر قائلا "ان دورة الخليج تمثل حالة خاصة للاعبين والاعلام الرياضي يقوم بتغطيتها بشكل افضل من تغطيته لكأس العالم".&وازاء هذا الواقع، فان السؤال الذي يفرض نفسه هو ما اذا كانت دورة كأس الخليج تستحق كل هذا الضجيج الاعلامي.
مدير "خليجي 16" وامين سر الاتحاد الكويتي محمد عثمان قال في تصريح لوكالة فرانس برس "ان دورات كأس الخليج لها بروتوكولها وخصوصيتها، لانها تجمع لهذا الاقليم الخليجي العربي، والزخم الاعلامي الموجود نابع من حرص وسائل الاعلام على اظهار سمعة هذه المنطقة الطيبة نتيجة وصول الكثير من منتخباتها الى نهائيات كأس العالم ونتائجها في كأس اسيا، وكذلك وصولها الى منصات التتويج على صعيد المراحل السنية كما حصل مع عمان وقطر والبحرين".
وتأهلت ثلاثة منتخبات خليجية الى نهائيات كأس العالم حتى الان، الكويت (اسبانيا 1982) والامارات (ايطاليا 1990) والسعودية (الولايات المتحدة 1994 وفرنسا 1998 وكوريا الجنوبية واليابان 2002)، كما تأهل العراق الذي كان يشارك في الدورات الخليجية سابقا، وعودته متوقعة قريبا اليها، الى مونديال المكسيك عام 1986.
واضاف عثمان "ان الفضائيات الان تعطي اهتماما اكبر لكأس الخليج لان منافسات هذا الاقليم باتت تعتبر مماثلة لتجمع منطقة شرق آسيا"، موضحا "نأمل ان يتحسن المستوى الفني للمنتخبات ليواكب هذا الزخم الاعلامي لكن لا يمكن الحكم على اداء كل منتخب من مباراته الاولى".
&واعتبر ان "الزخم الاعلامي يولد ضغوطا على المنتخبات ويضعها امام خيار الفوز لكن اللاعبين الذين يملكون الخبرة يمكنهم التعامل مع هذا الوقع"، وختم "ان الكويت فخورة بهذا العدد من الاعلاميين لتغطية "خليجي 16" لاننا لم نكن نتوقعه فعلا".
وبشكل جازم، قال عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم ونائب رئيس الاتحاد العربي للصحافة الرياضية منصور الخضيري "نعم ان دورة كأس الخليج تستحق هذا الحشد الاعلامي لان لها خصوصية خليجية، فاذا كانت المناسبات الاخرى تستحق اهتماما عالميا وقاريا، فان دورة الخليج تستحق اهتماما خليجيا".&وتابع "ان القنوات الفضائية لها دورها الان في تطوير العمل الاعلامي خلافا للسابق حيث كانت تقتصر الامور على القنوات الرسمية والصحف، ولذلك انا لا استغرب اطلاقا وجود هذا العدد المرتفع من الصحافيين كما حصل في "خليجي 15" في الرياض العام الماضي".
وعن مدى انعكاس الضغوط الاعلامية على اللاعبين قال الخضيري "ان اللاعبين والاجهزة الفنية معتادون على هذا الزخم الاعلامي، وهناك ضوابط الان بوجود منسق اعلامي في كل بعثة وهذا لم يكن موجودا في السابق، واستطيع القول ان هناك نضجا اعلاميا حاليا".&من جهته، قال رئيس اللجنة الاعلامية ل"خليجي 16" وامين عام جمعية الصحافيين الكويتية فيصل القناعي "هناك نحو 600 اعلامي يقومون بتغطية الدورة وهو رقم قياسي"، مضيفا "ان دورة الخليج مهمة بالنسبة الى اهل الخليج وهي تختلف عن جميع الدورات".&واضح "ان هذا الحشد الاعلامي يتناسب مع اهمية الدورة لكن المستوى الفني للمنتخبات فقير حتى الان ولا يتواكب مع هذه الضجة الاعلامية، الا ان الدورة لها من يتابعها لان لها خصوصيتها".