وبليفين الأول وسولجينيتسين الخامس عشر والأربعين من بين الكتاب المحليين

&
أحمد عبدالعزيز من موسكو: في تقرير أعلنه مركز المعلومات والتحليل لشبكة محلات بيع الكتب الروسية الشهيرة بيت موسكو للكتب" اتضح أن كتاب "11 دقيقة" للكاتب البرازيلي باولو كويلو هو الأكثر مبيعا في روسيا خلال عام 2003 من بين جميع الكتب التي جرت ترجمتها للكتاب الأجانب.
واحتل كتاب "11 دقيقة" لكويلو المركز الأول في قائمة المبيعات بعدد من النسخ وصل إلى 12 ألف و726 نسخة. وجاءت رواية " ديالكتيك المرحلة الانتقالية: من لاشىء إلى لاشىء" للكاتب الروسى فيكتور بليفين في المرتبة الأولى من بين أعمال الكتاب الروس لعام 2003 بعدد من النسخ بلغ 3 آلاف و783 نسخة، بينما جاء الجزء الأول من كتاب "200 عاما معا" لصاحب نوبل ألكسندر سولجينيتسين في المرتبة الخامسة عشرة، والجزء الثاني من نفس الكتاب في المرتبة الأربعين.
وفي قائمة المائة كتاب الأكثر مبيعا في روسيا لعام 2003 اتضح أن أكثر من ثلثي الكتب لمؤلفين روس. وأعرب قطاع واسع من القراء الروس أنهم يولون اهتماما بالكتب المحلية، ويفضلون العديد من الكتب التي وردت ضمن قائمة المائة كتاب لكتاب وكاتبات من أمثال بوريس أكونين وداريا دانتسوفا وألكسندرا مارينينا ولودميللا أوليتسكايا وتاتيانا تولستايا.
فيكتور بيليفن أحد أكثر الكتاب الروس المشاغبين، ومثيرى الخلافات والمشاكل مع النقاد بالدرجة الأولى، عاد إلى الأوساط الأدبية والثقافية بعد 5 سنوات من الانقطاع بروايته الجديدة من إصدارات دار نشر (إكسمو) تحت عنوان يتألف من مجموعة أحرف بالروسية والإنجليزية اختصارا لعبارة (ديالكتيك المرحلة الانتقالية: من لاشىء إلى لاشىء). ونابوكوف روسيا الجديد، كما يطلقون عليه في الغرب، من هواة إطلاق الأسماء الغريبة على روايته ومجموعاته القصصية. ومع ذلك فهو أشهر كتاب جيل ما يطلق عليه "جيل الثمانينات" في روسيا، أو بالأحرى جيل ما بعد الاتحاد السوفيتي.
صدرت آخر روايات بليفين في مطلع عام 1999 بعنوان (جينيريشن ب)، وكان اسم الرواية مكتوب باللاتينية أيضا. وخصص فيها فصلا كاملا لانتقاد الناقد الروسي بافل باسينسكي الذي لا يزال يصر على أن بليفين لا يفهم في الكتابة، وأن كتاباته ليست فقط تعبيرا عن أمراض العصر، وإنما هو نفسه ككاتب يمثل أحد أهم الأمراض الثقافية في روسيا.& ولد بليفين عام 1962م في موسكو، وبعد إنهائه معهد موسكو للطاقة بدأ دراسته بمعهد الأدب إلى جوار العمل على الحصول على درجة الدكتوراه
في تخصصه العلمي. عمل مهندسا وصحفيا. بدأ الكتابة عام 1987 ونشرت أعماله الأولى في المجلات السميكة والكتب المشتركة. له عدة روايات مثـل "تشابايف والفراغ"، و"آمون رع"، و"السهم الأصفر".
ولعل روايته الأخيرة، التي فضل أن يكتب عنوانها بالإنجليزية "Generation-P" (جينيريشن ب)، أى "الجيل-ب"، كانت إحدى أسباب النزاع الذي وصل إلى حد القذف العلني بين بليفين والناقد بافل باسينسكي حيث قام الأول بذكر الثاني بالاسم في الرواية، ووصفه في مشهد أثار ضحك القراء وسخريتهم، الأمر الذي دفع الناقد إلى كتابة مقال حاد جدا بـ "الجريدة
الأدبية" الروسية وصف فيه بليفين بأنه "كاتب جديد-قديم مثل العالم". وفى مقابل ذلك حصل الناقد بافل باسينسكي على جائزة "ضد بوكر" لعام 1999على هذا المقال بالذات. ومع ذلك يظل فيكتور بليفين أحد أهم كتاب الجيل الجديد-ما بعد السوفيتي. فقد صدرت له أيضا عدة مجموعات قصصية منها "إله العالم الأعلى" و"إله العالم الأسفل". وفاز بعدة جوائز أدبية منها "جائزة بوكر" لعام 1993 عن مجموعته الأولى "المصباح الأزرق". وصدرت أعماله بالإنجليزية والفرنسية والنرويجية والهولندية والألمانية واليابانية.
البعض يقارن بليفين بالكاتب الأمريكي (الروسي الأصل) فلاديمير نابوكوف صاحب رواية "لوليتا" الشهيرة ويعتبرونه أحد مؤسسي القصة الروسية في مرحلة ما بعد الاتحاد السوفيتي. والبعض يراه أكثر الأصوات الأدبية الشابة التي برزت من الحطام حيث يعتمد في بناء قصصه ورواياته على تقنيات حديثة ونسج سردي-يراه هذا البعض-لا يمت بصلة إلى تقاليد السرد الروسية، ويعتمد على مفاجأة القارئ بالتوليف بين الواقع والخيال في عمق فلسفي وجمالي. والبعض الآخر يعتبر بليفين كاتبا سرياليا وأبرز نجم في جيل ما بعد الاتحاد السوفيتي مقارنا إياه بمارتن أميس وفرانز كافكا ولكن في ظروف العصر الجديد. حيث يخاطب أولئك الذين يفتحون ملفات الكمبيوتر أكثر من الكتب.