"إيلاف"من موسكو: تشير التصريحات التي ادلى بها نائب وزير الخارجية المسؤول عن ملفات الشرق الاوسط، الكسندر سلطانوف الذي يختتم جولة في المنطقة، الى ان موسكو تشعر بالتشاؤم من تطورات عملية السلام وافاقها في المنطقة.وشملت زيارة سلطانوف القاهرة ولبنان. وكانت زيارته للمنطقة مفاجئة ولم يعلن عنها في وقت سابق، وجاءت على خلفية تفاقم الوضع على الجبهة الفلسطينية ـ الاسرائيلية، واصرار تل ابيب على الرغم من المعارضة الدولية الواسعة على بناء الجدار الفاصل، التي انضمت لها الولايات الامريكية، والتحذير من تداعيتها على العملية السلمية برمتها. الى جانب ابداء سوريا الاستعداد لاستئناف المباحثات مع اسرائيل، والانباء التي ترددت عن طلب سوري لتركيا بالتوسط في لدفع العملية السلمية.
وفي ضوء ذلك انطلقت من اسرائيل تهديدات بانزال ضربات تصفها بالوقائية في الاراضي السورية، عكرت الاجواء في المنطقة.واذا ما اخذ في الاعتبار ان موسكو دأبت في الفترة الاخيرة على ارسال ممثل وزير الخارجية في الشرق الاوسط، لمتابعة التطورات الخاصة بالتسوية، وطرح الموقف الروسي فانها، فانهاكلفت الان شخصية رفيعة المستوى مثل سلطانوف للقيام بالمهمة، وهذا ما جعل بعض المراقبين يشير الى ان سلطانوف، سعى من خلال جولته المفاجئة الى احياء الدور الروسي، واخذ زمام المبادرة من اطراف اخرى ثانونية، في التسوية السلمية، والاطلاع على المواقف العربية من افاق التسوية، وطرح افكارا روسية في هذا الاتجاه.
تضع الدبلوماسية الروسية اليوم في المقام الاول للتسوية في المنطقة، العودة الى القرارات الدولية والاتفاقات العربية ـ الاسرائيلية الثنائية، بشانها، وتنفيذ خريطة الطريق، وتحريك المسار السوري واللبناني.وقال سلطانوف في تصريح لوكالة انباء نوفستي نشرته الاحد، ان الحالة الراهنة للوضع في الشرق الاوسط تبعث على القلق العميق.واشار الدبلوماسي الروسي بهذا الصدد الى عدم تنفيذ خريطة الطريق، التي وصفها بانها الخطة الاكثر عقلانية، التي لابديل لها لبلوغ التسوية.
اضافة الى توقف المباحثات السوريةـ الاسرائيلية لفترة طويلة. ويتعين، حسب قوله، الاشارة ايضا الى بقاء الصعوبات الجادة في تسوية القضية العراقية.واعرب عن القناعة ان كل هذا يؤثر سلبا على الوضع، ولايساعد على تعزيز الامن في المنطقة.
وترى الدبلوماسية الروسية على لسان سلطانوف بان الخروج من المازق القائم، يتطلب ان يتخذ المجتمع الدولي خطوات تهدف الى استئناف المباحثات الفلسطينية ـ الاسرائيلية. ويتوجب ان تؤدي اللجنة الدولية دور الريادة في هذه الحركة. فالرباعي الدولي، وفقا لرؤية موسكو، آلية جيدة ومجربة، تتيح الفرصة للممثلي المجتمع الدولي: روسيا وامريكا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة، التاثير على اطراف النزاع للسير في اتجاه ايجابي.
ويتعين على الفلسطينيين والاسرائيليين من جانبهم، صنع الخطوات لملاقاة بعضهم البعض الاخر، بوقف العنف واستئناف الحوار. ويتعين على الطرفين تذليل الخلافات والمباشرة بتنفيذ التزاماتهما، المنبثقة عن " خريطة الطريق،، التي تعد وثيقة قانونية دولية، صادق عليها مجلس الامن الدولي. حسب الدبلوماسي الروسي.واكد سلطانوف على ان موسكو، تراقب باهتمام، التطورات في المثلث سورياـ لبنان ـ اسرائيل، ومن المهم هنا، ان تمتنع الاطراف من القيام بالاعمال التي من شانها ان تفضي الى تفاقم التوتر.وقال ان الحوار، وليس التهديد والضغط، يعد الطريق المؤدي نحو الاستقرار.&