&
"قمة النجاح بأن تكون وزيرا" عبارة صواب مائة بالمائة في الخارج، أما في الكويت.فان هذه العبارة تحتمل الخطأ مائة بالمائة، ففي هذه الديرة العجيبة أصبح منصب الوزير مخيفا وغير محبوب ومزهودا به، ويعزف عنه الكثير من الكفاءات ويهرب منه آخرون.
فمع كل تشكيل وزاري تجد اعتذارات كثيرة ممن يريدهم ويحتاجهم المنصب الوزاري لكفاءتهم العملية أو لتخصصاتهم العلمية، بالرغم من وجود آخرين يودون أن يرن هاتفهم من أي نمرة قريبة من مكان التشكيل الوزاري!!
لماذا يعتذرون عن منصب الوزير في الكويت؟ سؤال تختلف الإجابة عليه من شخص لآخر، وخير من يحمل الإجابة عليه الأشخاص الذين اعتذروا وكذلك الوزراء السابقون والذين تجدهم مساء كل يوم تقريبا في سوق السمك، وحتى لا أطيل عليك عزيزي القارىء في الإجابة، فيكفيك أن تنظر لحال وزير المالية محمود النوري هذه الأيام.
وبغض النظر عن موقفي من التصويت على طرح الثقة إلا أنني أرى ان الوزير النوري وافق على دخول الوزارة وحاز ثقة حضره صاحب السمو، وأقدم بكل حماس على عمله ولم يكن بذهنه بأنه خلال أشهر سيكون على منصة الاستجواب يتهم بالكذب وتفتح أوراقه الخاصة وتاريخه التجاري وعلاقاته العائلية ويكون محل... جمهور الحضور ومشاهدو التلفزيون، وأكيد انه لم يتوقع من عشرات النواب الذين وقع لهم معاملات لناخبيهم طوال المدة السابقة سيتهربون عن مجرد وقوف ثلاثة منهم للدفاع عن الرجل الذي كسبوا على ظهره حسب ورضا ناخبيهم.
اسألوا الوزراء السابقين ممن اكتووا بنار الوزارة عن ما وراء وحقيقة وظيفة وزير، ولا شك ان أعز ما في ذلك عندهم هو كله "السابق".
عزيزي القارىء بعد كل ذلك هل تريد أن تصبح وزيرا؟!