"إيلاف" من لندن: منحت منظمة دول الكومنولث البريطاني صك براءة للجنرال برويز مشرف الحاكم العسكري لباكستان، وهي تستعد في الشهر المقبل لإعلان إعادة العضوية لباكستان من بعد أن فقدتها حيث الانقلاب العسكري الذي قاده الجنرال ضد الحكومة المنتخبة بزعامة نواز شريف في العام 1999.
وانقلب الجنرال مشرف على حكومة شريف حين كان رئيسا لهيئة أركان الجيش بعد أن منعت السلطات هبوط طائرة كانت تقله آتيا من سري لانكا حيث كان في زيارة رسمية. وألغى مشرف من بعد تسلمه السلطة كل القوانين التي كانت أصدرتها حكومة شريف معلنا حال الطوارئ في البلاد وسجن رئيس الوزراء المنتخب.
لكن المملكة العربية السعودية تدخلت من جانبها للإفراج عن رئيس الوزراء واستضافته عندها بناء على اتفاق مع نظام الجنرال مشرف على أن لا يتدخل في الشأن السياسي الباكستاني لعشر سنوات، وكانت حكومة مشرف اتهمت رئيس الوزراء السابق بالفساد، وهي تهمة قد تكون عقوبتها الإعدام حسب الدستور الباكستاني المستمد من الشريعة الإسلامية.
ويعيش نواز شريف حاليا في مدينة جدة على ساحل البحر الأحمر، وهو لا يتعامل إطلاقا حسب العهد مع مضيفيه السعوديين في الشأن السياسي، على العكس من رئيسة الوزراء السابقة بي نظير بوتو التي تعيش متنقلة في المنفى بين دبي ولندن وتماحك السلطات الباكستانية في مناسبة أو غيرها، وهي منعت في العام الماضي من دخول باكستان حيث كانت البلاد تستعد لانتخابات رئاسية كان المرشح الوحيد فيها الجنرال برويز مشرف.
وقال أمين عام منظمة الكومنولث دون ماكينون اليوم "باكستان في طريقها للعودة لمنظمة الكومنولث من بعد أن حقق الرئيس الباكستاني برويز مشرف ما طلب منه في سبيل تحقيق الديموقراطية ومراعاة حقوق الإنسان".
يذكر أن منظمة الكومنولث تضم 54 دولة من مستعمرات بريطانيا العظمى السابقة، ورئيسة هذه المنظمة هي ملكة بريطانيا وتعقد اجتماعاتها كل عام في دولها الأعضاء حسب الترتيب الأبجدي.
وفي الأخير، فإنه مقابل استعادة باكستان لعضويتها، تظل عضوية زيمبابوي مثار جدال كبير، حيث النزاع البريطاني مع حكومة روبرت موغابي لا يزال مشتعلا، على خلفية قرار هذا الأخير استعادة ممتلكات السود من المزارعين البيض الأثرياء الذين كانوا يقيمون دولة روديسيا البيضاء في زيمبابوي قبل استقلالها العام 1980.