&
مي الياس من تورونتو: ضمن الأفلام المشاركة في المهرجان الكندي الدولي للأفلام الوثائقية "الهوت دوكس"، والذي يقام حالياً في تورونتو،&تم عرض فيلم "الرئيس ضد ديفيد هيكس" للمخرجين الأستراليين كرتس ليفي و وبنتلي دين يحكي قصة السجين الأسترالي المعتقل ومنذ سنتين في سجن على متن احد القواعد الاميركية العسكرية في غواتينامو باي- كوبا.
&الفيلم يوثق من خلال رسائل السجين لأهله رحلته مع اعتناق الإسلام بعد& تطوعه للقتال الى جانب مسلمي كوسوفو عندما& اثرت فيه المجازر التي تعرضوا لها والتي كان يشاهدها على قنوات التلفزيون فقرر ان يتطوع لمساعدتهم في حربهم ضد الأبادة الجماعية التي كانوا يتعرضون لها.
من كوسوفو ينتقل الشاب الى باكستان حيث يلتحق بأحد المدارس لتعلم اللغة العربية ويأخذ دروسا في الدين السلامي، لينتقل بعدها الى أفغانستان وينظم الى الطالبان.
ديفيد تم اعتقاله مع ستمائة شخص اخر عندما شنت أميركا حربا على أبن لادن في أفغانستان و"حررت" كابول من سيطرة الطالبان، السجناء تم نقلهم الى قاعدة غواتينامو باي دون السماح لهم بأي تمثيل قانوني او تحديد موعد لمحاكمتهم.
نرافق الأب في رحلته الى باكستان وافغانستان لفهم سبب ما حصل لأبنه، وما الذي شده الى ان يخوض حروبا لا علاقة له بها وما الذي حدى به الى إعتناق الإسلام.
الفيلم يسخر من بوش وجنرالاته من خلال عرض مقتطفات من تصريحات بوش للمحطات التلفزيونية حول هذا هذه القضية تظهره كالأبله، وكانت قاعة السينما تعج بضحكات الجمهور المستهزئة منه.
&فريق العمل زار قاعدة غواتينامو باي دون أن يسمح لهم بمشاهدة السجناء، الذين منعت عنهم اي زيارة ويعاملون كالحيوانات ويسجنون في اقفاص. الجنرال المسؤول عن القاعدة ظهر كالببغاء يردد اجوبة سبق تلقينه اياها لا تمت بصلة لأسئلة المخرج الذكية مما أثار موجة من الضحك والسخرية في قاعة السينما.
يظهر هذا الفيلم زيف الديمقراطية الأميركية وخرقها لكل الأعراف والقوانين الدولية عندما يروق لها ذلك دون حسيب أو رقيب ويظهر سلبية الحكومات تجاه مواطنيهم المحتجزين في هذه القاعدة والتي يبلغ عددها 41 دولة.
&بإستثناء كندا التي طالبت الحكومة الأميركية بإطلاق سراح السجين الكندي أو محاكمته محاكمة علنية أسوة بالأميركي الذي تمت محاكمته محاكمة عسكرية وتم الحكم عليه بالسجن عشرون عاما، وهو أمر لم تقدم عليه الدول الأخرى.
ديفيد هيكس تمكن اخيرا من مقابلة محاميه إلا ان الحكومة الاميركية لم تسمح له بمقابلة والده، وتحدد اخيرا وبعد جهد جهيد موعد& لمحاكمته محاكمة عسكرية مع ستة سجناء اخرين يفترض انهم من قادة الطالبان ولهم علاقة مباشرة بتنظيم القاعدة.
الفيلم تم تصويره بين& استراليا ، افغانستان ، باكستان، واميركا، تميز بأسلوب سلس وانساني جدا في سرد الوقائع& تناول قضية هيكس بموضوعية شديدة دون اطلاق اية احكام شخصية لصناع الفيلم، حتى ان احد مخرجي& العمل خلال فقرة الأسئلة والأجوبة التي اعقبت الفيلم قال بأن هدفهم لم يكن اثبات براءة هيكس وانما عرض قضيته على الرأي العام والمطالبة بحقه المشروع بمحاكمة علنية وتمثيل قانوني وان والد هيكس اخبرهم انهم اذا اكتشفوا شيئا خلال التصوير قد يثبت ان ديفيد له علاقة بأي عمل إرهابي فإنه على استعداد لعرض الحقيقة على العالم شرط ان يحضى ولده بمحاكمة عادلة.
والفيلم يطرق مسألة ان الطالبان كانت ترسل عناصرها للتدريب في معسكرات القاعدة وان هؤلاء الجنود كانوا يتدربون لاغراض لا علاقة لها بالارهاب بل للعودة للقتال في صفوف الطالبان.
وان اتهام اميركا لهؤلاء المقاتلين- الذين تم اعتقالهم في بلادهم في خضم حرب اهلية-& بأنهم على علاقة بالعمليات التي تقوم بها القاعدة لا يستند على أي دليل مادي.
&كما يتناول الفيلم اساليب التعذيب النفسية التي تتبعها القوات الاميركية ضد هؤلاء السجناء بشكل لا يختلف عن اية دولة من دول العالم الثالث تدينها أميركا لتجاوزاتها لحقوق الأنسان في معتقلاتها السياسية. من خلال شرائط فيديو مصورة عن بعد وبدون إذن، يظهر فيها المعتقلين مكبلين وضعفاء وغالبا ما نشاهدهم ينقلون على سدية او يتم سحبهم كالخرق البالية من قبل الجنود المدججين بالسلاح.