سعد صلاح خالص
&
&
لماذا ايلاف.. و الابواب مفتوحة الكترونيا و ورقيا هنا و هناك ؟.. يتساءل البعض.. و لماذا يقرأ الناس ايلاف و الصحافة الورقية أكثر من الهم على القلب، و لم تكتب كل هذه الاسماء الجميلة في ايلاف دون غيرها.؟
لقد اعتاد رؤساء التحرير العرب تفقد رقابهم كل صباح قبل ان يطلعوا على ما نشر كتابهم خوفا من كلمة قفزت سرا أو عبارة مرت عرضا قد لا تعجب السلطان أو وزيره أو حاجبه أو حتى محضيته، فتطير الرقبة و الصحيفة و المرتب.. و لذا يعكف رؤساء التحرير اولئك على قرض ما يمكن قرضه من فكر هذا الكاتب و ابداع ذاك لإزالة "الشوائب"التي قد يفهمها الباب العالي خطأ فنعكر مزاجه، ممارسين سلطة تحوير النص و الفكر و التعبير.. و ما من شئ أشد على الكاتب من أن تأتي مقالته و عصارة جهده مبتسرة و مقطوعة و مقموعة، فترى فطحل الصحافة هذا يقضم نصف مقالتك و يتركها مسخا خوفا أو طمعا، و ترى ذاك يغير تركيب الجمل و الفقرات ليحول مقالتك حملا وديعا بعد ان كانت ذئبا هائجا.. و يقول لك بأن ذلك جاء حفاظا على مصلحتك و ربما حياتك..
الا ايلاف، التي تأبى ان تمارس تلك السلطة، فتسمح لكاتبها ان يشطح و أن يسمو، ماسحة الخطوط الحمراء التقليدية (الدين.. الجنس.. الزعماء.. المرأة و غيرها) لحساب الفكر الحر و النقاش العقلاني و الرأي و الرأي الآخر تاركة احترام ما يتوجب احترامه لضمائر كتابها و ادراكهم.. و الصحيفة التي تحترم كتابها تنال بالمقابل احترامهم و احترام القراء، الذين يتناولون في ايلاف طبقا يوميا دسما من حرية الفكر و الثقافة و الفن و الادب و الرياضة، اضافة الى طابعها الاخباري السياسي المتميز..
تقف ايلاف بمعطفها الازرق الانيق شكلا و مضمونا متقدمة صفوف طويلة من المواقع الاخبارية التي تلهث للحاق بها و مطلقة مجالا رحبا للمنافسة- و هو القانون الطبيعي للبقاء و النمو و الابداع. و في حين يسرق بعض المواقع ايلاف يوميا باخبارها و مقالاتها كاملة دون مجرد الاشارة اليها، يحاول البعض الاخر منافستها في تميزها مما أدى الى ارتفاع مستوى الصحافة الالكترونية العربية التي اصبحت خيارا اعلاميا ثابتا للكاتب و القارئ و المراقب و صانع لقرار.
ادركت ايلاف منذ نشأتها بأن الحرية هي الغاية و الوسيلة، و بأن عصر صحافة "حاضر سيدي" و مدرسة "أحمد سعيد" قد انتهى الى غير رجعة، فخرجت على الجمهور قوية، جميلة، ناضجة، تروج للغد و لا تنسى الأمس، و تحلم مع الجميع و لكن دون مغادرة ارض الواقع.. و لعل "نقراتها" المليونية خير دليل على ذلك.

تحية لايلاف العزيزة في عيدها، مع الامنيات بأن نرى الشقيقة الورقية قريبا جدا و على نفس المسار.