منور غياض ال ربعات

&
&
يخيل لي ان بعد مرور ثلاثة ايام وثلث على عادة العرب في بادية الاردن لا يحق للرجل المشاركة في الاحتفال، وقبل انقضاء نفس المدة لا يجوز سؤال الضيف عن اسمه، ولاننا من مشاكسوا ايلاف فبرغم انقضاء ثلاثة سنوات ونيف من عمر ايلاف الضيف الالكتروني العربي، الا اننا نخترق الاعراف بمحبة ونشارك بتهنئة مؤسسها الاخ عثمان العمير الذي استطاع استقطاب نخبة من المشاكسين في بلدانهم ليجدوا في ايلاف متنفسهم الامين وشاطئهم الحنون الذي ياوون اليه.
من خلال ايلاف غاص الغائصون في الممنوعات الساسية عربيا، وناقشوا المحضور، وفتحوا المغلق، وحاولوا كشف المستور ضمن حدود الرقابة الذاتية، وعدم الشخصنة او تصفية الحسابات، وكان الهدف - خصوصا لمن عرف الغرب واكتوى بمنع الشرق - محاولة تنوير الطريق لمن يبحث عن هدى، وايقاد شمعة في الضلام لمن يبحث عن ضوء في اخر النفق. لقد كنا نكتب عن همنا، عن وجعنا، عن معانات اهلنا، عن تخلف مؤسساتنا عن ترهل وبيرقراطية دولنا، دون المس بلاشخاص والحكام، فالهدف هو ااتصليح لا التجريح، وكان هذا في ايلاف.
عندما تكتب عن الاردن، بلدي الذي سافرت منه، فانك تغوص في المجهول لكثر المحرمات، وقد كنت احاضر في طلابي في الجامعة في الاردن كل ما اريد قولة، وعندما يتحول مكتوبا يصبح مرعبا فوق حد السقف. فكان ان اردت ان تكتب مقالا فعليك ان تفصله على المقاس كي لا يزعج احدا، وان لا تطب في الممنوعات وهن كثر، وعندما تصل الى نهاية مقالك الذي سيسمح لك بنشره واذ به ( يعسش جلالة الملك ) فلا ترضى على نفسك ان تكون ماسح جوخ او مطبل (مع ان الملك الشاب لا يحتاج ماسحي جوخ او منافقين ودائما يربوا بنفسه عن هؤلاء ) فتخجل من مقالك وترميه مع انك تحترم جلالة الملك وتود نقد اداء الحكومة فيختلط على رئيس التحرير الامر فيمنع المقال وهكذ. علما بان جلالة الملك طلب ومنذ تسلمه العرش، عدم النفاق السياسي وعدم التركيز على صوره في صدر الصفحات الاولى للصحف، الا ان من شب على شئ شاب عليه.
لقد غصنا في كل تفاصيل الشان الاردني، واعادة الصحف الاردنية اغلب ماكتبناه، وزرنا الاردن ولم يلاحقنا احد، ولكن ما زالت العقول التقليدية تحكم الاعلام العربي الرسمي والاهلي والاعلام الاردني جزءا منه، فهم ينشرون ما تكتب ولكن بعد نشره من قبل، كي لا يتحملوا المسؤلية، فاراحت ايلاف - الصحيفة الالكتونية العربية الزائرة كل الدول بلا استثناء - المرعوبون فيقرائها المسؤلون ويعجبوا بها على استحياء، المهم ان الرسالة الايلافية تصل بالنهاية لمن يهمة الامر، والحال الاردني ينطبق على 22 دولة عربية.
ولشدة اعجبنا بايلاف فقد ارسلنا الى لها مشروعا مبدائيا لتطوير الصحيفة من مقرؤه الى مقرؤه ومسموعة على سبيل الاهداء في عيدها الئالث متمنين النجاح للفكرة والمشروع، وتعبيرا صادق عن محبتنا للصحيفة ومحرريها وصاحبها.

باحث في الاعلام الدولي / بريطانيا
[email protected]