"إيلاف"&من لندن: دخلت لعبة الصراع السياسي بين أركان حكومة توني بلير العمالية منحى جديدا، من بعد التحذير الذي وجهه وزير الداخلية المتشدد الضرير ديفيد بلانكيت لوزير الخزانة غوردون براون بضرورة التخلي عن طموحاته في زعامة الحزب لخوض معركة الانتخابات البرلمانية المقبلة في الربيع. وتقول المصادر البريطانية "أن لا حل وشيكا للمأزق السياسي بين الخصمين رئيس الوزراء بلير والوزير براون".
والصراع على السلطة داخل البيت العمالي الحاكم في بريطانيا، بدأت معالمه تلوح في الأفق منذ بدء العمليات العسكرية في العراق التي أطاحت حكم صدام حسين، حيث عبر نواب عماليون في مجلس العموم عن استنكارهم لتوريط قوات بريطانية في حرب لم يكن لها غطاء شرعي من الأمم المتحدة.
كما يأخذ البرلمانيون العماليون على زعيم الحزب ورئيس الوزراء توني بلير تقصير حكومته في إنجازات تتعلق بالضمان الاجتماعي والتقاعد والتعليم، هذا فضلا عن انتقادات مستمرة لسياساته الخارجية المؤيدة على الدوام لسياسة واشنطن التي لا تؤيدها غالبية الشعب البريطانية حسب الاستطلاعات المتكررة.
وفي مقابلة اعتبرها مراقبون إعلاميون أنها الصريحة الأولى من نوعها، فإن وزير الداخلية "الضرير" بلانكيت حذر زميله في مجلس الوزراء وزير الخزانة "من طموحه المتزايد إلى زعامة الحزب خلفا لتوني بلير".
يذكر أن الصراع داخل 10 داونينغ ستريت "وهو كان بمثابة قنبلة موقوته" ظهر إلى السطح من بعد نشر كتاب ديريك سكوت، وهو كان أحد أهم مستشاري رئيس الوزراء البريطاني للشؤون الاقتصادية، حيث يطالب في الكتاب بضرورة إعادة توحيد صفوف حزب العمال "من أجل خوض انتخابات برلمانية ناجحة تعيده إلى السلطة لولاية ثالثة".
وكان حزب العمال عاد إلى السلطة في معركة حامية أبعد فيها العام 1997 حزب المحافظين الذي يعد قلعة بريطانيا الأرستقراطية عن السلطة، ودعا بلانكيت في المقابلة التي نشرتها اليوم صحيفة "نيو ستيتمان" زميله وزير الخزانة إلى التخلي عن طموحات زعامة الحزب العمالي، وقال "من جانبي فإنني آمل أن أحافظ على منصبي وزيرا للداخلية من بعد أية انتخابات مقبلة، ولكنني أيضا آمل من بعض زملائي في مجلس الوزراء أن يتخلوا عن طموحاتهم القيادية، واحتلال وظيفة لا يزال يشغلها رجل قادر"، وذلك افشارة إلى طموحات براون بتولي زعامة الحزب بديلا لتوني بلير.
وفي المقابلة قدم، وزير الداخلية البريطاني مرافعة سياسية مهمة في الدفاع عن رئيس الوزراء وقيادته لبريطانيا في "أحلك الظروف، وقدرته على التعاطي بمرونة وفاعلية مع كل التداعيات السياسية في العالم".
وحين سئل بلانكيت عن اعتقاده بأن بلير سيقود حزب العمال إلى نصر ثالث في انتخابات الربيع المقبل، قال "آمل أن يظل رئيس الوزراء يعمل بهمة ونشاط، إلى الحد الذي يكون قادرا فيه على العطاء، والذي أراه، هو أن السيد بلير عازم على ذلك وخوض معركة انتخابية منتصرة".
وكان الكتاب الجديد للمستشار الحكومي السابق في 10 داونينغ ستريت ديريك سكوت الذي حاولت حكومة بلير منع توزيعه بقرار قضائي، تحدث عن خلافات عميقة بين رئيس الوزراء البريطاني ووزير خزانته، وطالب الكاتب وهو عضو سابق في مجلس الوزراء بضرورة إجراء "عمليات جراحية كثيرة من أجل الإصلاح في أداء الحكومة العمالية، وكذلك راب الصدع بين بلير ومساعده القوي غوردون براون".