&
هدى ابراهيم
&&
مرسيليا - يقدم مهرجان مرسيليا الدولي للفيلم التسجيلي في دورته الثانية عشرة التي افتتحت في 27 حزيران/يونيو وتستمر لغاية الاول من تموز/يوليو تحت عنوان "التقاط الواقع" عددا من الفعاليات ابرزها المسابقة الدولية التي تضم 22 فيلما تعرض للمرة الاولى من الشرق الاوسط وفرنسا وايران وفنلندا وكولومبيا والولايات المتحدة والصين والبرازيل.
ومن بين الافلام المشاركة في هذه المسابقة فيلم الايراني محمد جعفري "سماء رستم آباد غائمة"، وفيلم الفرنسي فيليب فارتان خازاريان "احب صوت الكلاشنيكوف"، وفيلم الفلسطيني نزار حسن "قطع" (بالانكليزية كات)، الى جانب اسماء معروفة في عالم الفيلم التسجيلي مثل الفرنسية كلير سيمون في فيلمها "800 كلم من الاختلاف" والفرنسي دني غيربرانت في فيلم "رحلة في البحر".
وتضم لجنة تحكيم المسابقة الدولية خمسة اعضاء بينهم الايراني ابراهيم مختاري والفرنسية كلير دني والاسرائيلي آفي مغربي. وقد اختير ثلاثة من آخر اعمال المخرج الاسرائيلي ضمن تظاهرة "مرآة عاكسة" التي تعتبر بمثابة تكريم للمخرج وخاصة عبر فيلمه الساخر "شارون، زوجتي وأنا".
في المهرجان ايضا مسابقة "الافلام الاولى" التي لا تعني بالضرورة تقديم الفيلم الاول للمخرج، وانما فيلمه الطويل الاول او فيلمه الاول الذي يوزع او فيلمه الاول بعد التخرج. وهذا هو حال فيلم الفلسطينية عزة الحسن "زمن الأخبار" الذي تصور من خلاله اطفال الانتفاضة، وفيلم الايراني امير علي عبدالله زادة "غول شادور".&
وتشهد سينما الواقع او السينما التسجيلية تطورا كبيرا منذ عشر سنوات وهي صارت في اساليبها اقرب الى السينما التصويرية، تتسع لكل المواضيع وتحاول معالجتها بحداثة وجدية يسعى مهرجان مرسيليا لتقديمها.
والى جانب المهرجان تقام سوق "ساني سايد" للفيلم الوثائقي في معرض يجمع شركات الانتاج والموزعين وعددا كبيرا من المختصين في اوروبا وحوض المتوسط يقدمون آخر نتاجاتهم التي تعكس تيارات السينما التسجيلية الجديدة.
اما على هامش المهرجان فنصبت خيمة لتجارب الشباب الفنية عبر المزج بين انواع الفنون من الموسيقى الى اللون الى الصور الفوتوغرافية وجمعها كلها في شرائط فيديو تعرض في هذه المساحة.
ويمنح المهرجان سعفته التي استحدثها هذا العام للمرة الاولى في ختام اعماله. وقد اختير عرق الزيتون ليجسدها على اعتبار انه "رمز للمتوسط والخصب والسلام" كما يرى المنظمون.
وتمنح الجوائز للفيلم الفائز بالجائزة الكبرى لمهرجان مرسيليا للفيلم التسجيلي الطويل او القصير في فئة الفيلم الدولي (قيمتها 30000 فرنك)، كما تمنح للفيلم الفائز بمسابقة الفيلم الفرنسي (قيمتها 15000 فرنك ) ومسابقة الفيلم الاول
& (10000 فرنك).
وكان المهرجان افتتح مساء الاربعاء بعرض فيلم "اي بي سي افريكا" للمخرج الايراني عباس كياروستامي والفيلم التسجيلي السويدي "ساكريفيسيو، من خان تشي غيفارا ؟"& للمخرجين السويدي اريك غانديني والمصري طارق صالح.
ويعود الفيلم 30& سنة الى الوراء لطرح حقيقة مقتل الرجل الثوري الاسطوري غيفارا الذي لا تزال صوره تملأ شوارع العاصمة الكوبية، فيعيد تركيب العناصر المحيطة بالحدث عبر الالتقاء بالاشخاص الذين كانوا مقربين من غيفارا ومحاورتهم .
واذا كان الشخص الوحيد الذي اشارت اليه اصابع الاتهام على انه كان السبب المباشر في الوشاية بتشي أو "خيانته" الامر الذي ادى الى اعتقاله وقتله هو الضابط سيرو بيستوس، فان الفيلم يوحي بان المفكر الفرنسي ريجيس دوبريه الذي اعتقل مع بيستوس قد يكون مسؤولا بنفس النسبة مثل مثل بيستوس ان لم يكن اكثر.
ويترك الفيلم لدى المخرج احساسا بان دوبريه تكلم اولا عن وجود غيفارا في بوليفيا في وقت كان الجيش يجهل حقيقة الأمر. وبدا دوبريه خلال المقابلة التي اجراها معه المخرجان الشابان مرتبكا ويقول انه غير راغب ب"العودة الى هذه القصة القديمة جدا".
يضاف الى ذلك ان بيستوس المقيم في المنفى السويدي والذي ظل صامتا كل تلك الفترة اختار الخروج عن صمته للمرة الاولى، فبدا فيما يقوله مقنعا وتطرح اقواله وطريقة عرض الفيلم أسئلة كثيرة حول كيفية كتابة التاريخ وحول ماهية الحقيقة التي تغدو محاطة بشكوك كثيرة.
ويتمتع الفيلم بتقنيات حديثة عالية ونبض سريع لا يخلو من خفة وطرافة في الاستعمال الموسيقي وفي التصوير الذاتي الشيق رغم جسامة الموضوع الذي يعالجه وهو يطرح اسئلة اكثر مما يقدم اجوبة على قضية لا زال الاهتمام بها قائما. (أ ف ب)
&&
مرسيليا - يقدم مهرجان مرسيليا الدولي للفيلم التسجيلي في دورته الثانية عشرة التي افتتحت في 27 حزيران/يونيو وتستمر لغاية الاول من تموز/يوليو تحت عنوان "التقاط الواقع" عددا من الفعاليات ابرزها المسابقة الدولية التي تضم 22 فيلما تعرض للمرة الاولى من الشرق الاوسط وفرنسا وايران وفنلندا وكولومبيا والولايات المتحدة والصين والبرازيل.
ومن بين الافلام المشاركة في هذه المسابقة فيلم الايراني محمد جعفري "سماء رستم آباد غائمة"، وفيلم الفرنسي فيليب فارتان خازاريان "احب صوت الكلاشنيكوف"، وفيلم الفلسطيني نزار حسن "قطع" (بالانكليزية كات)، الى جانب اسماء معروفة في عالم الفيلم التسجيلي مثل الفرنسية كلير سيمون في فيلمها "800 كلم من الاختلاف" والفرنسي دني غيربرانت في فيلم "رحلة في البحر".
وتضم لجنة تحكيم المسابقة الدولية خمسة اعضاء بينهم الايراني ابراهيم مختاري والفرنسية كلير دني والاسرائيلي آفي مغربي. وقد اختير ثلاثة من آخر اعمال المخرج الاسرائيلي ضمن تظاهرة "مرآة عاكسة" التي تعتبر بمثابة تكريم للمخرج وخاصة عبر فيلمه الساخر "شارون، زوجتي وأنا".
في المهرجان ايضا مسابقة "الافلام الاولى" التي لا تعني بالضرورة تقديم الفيلم الاول للمخرج، وانما فيلمه الطويل الاول او فيلمه الاول الذي يوزع او فيلمه الاول بعد التخرج. وهذا هو حال فيلم الفلسطينية عزة الحسن "زمن الأخبار" الذي تصور من خلاله اطفال الانتفاضة، وفيلم الايراني امير علي عبدالله زادة "غول شادور".&
وتشهد سينما الواقع او السينما التسجيلية تطورا كبيرا منذ عشر سنوات وهي صارت في اساليبها اقرب الى السينما التصويرية، تتسع لكل المواضيع وتحاول معالجتها بحداثة وجدية يسعى مهرجان مرسيليا لتقديمها.
والى جانب المهرجان تقام سوق "ساني سايد" للفيلم الوثائقي في معرض يجمع شركات الانتاج والموزعين وعددا كبيرا من المختصين في اوروبا وحوض المتوسط يقدمون آخر نتاجاتهم التي تعكس تيارات السينما التسجيلية الجديدة.
اما على هامش المهرجان فنصبت خيمة لتجارب الشباب الفنية عبر المزج بين انواع الفنون من الموسيقى الى اللون الى الصور الفوتوغرافية وجمعها كلها في شرائط فيديو تعرض في هذه المساحة.
ويمنح المهرجان سعفته التي استحدثها هذا العام للمرة الاولى في ختام اعماله. وقد اختير عرق الزيتون ليجسدها على اعتبار انه "رمز للمتوسط والخصب والسلام" كما يرى المنظمون.
وتمنح الجوائز للفيلم الفائز بالجائزة الكبرى لمهرجان مرسيليا للفيلم التسجيلي الطويل او القصير في فئة الفيلم الدولي (قيمتها 30000 فرنك)، كما تمنح للفيلم الفائز بمسابقة الفيلم الفرنسي (قيمتها 15000 فرنك ) ومسابقة الفيلم الاول
& (10000 فرنك).
وكان المهرجان افتتح مساء الاربعاء بعرض فيلم "اي بي سي افريكا" للمخرج الايراني عباس كياروستامي والفيلم التسجيلي السويدي "ساكريفيسيو، من خان تشي غيفارا ؟"& للمخرجين السويدي اريك غانديني والمصري طارق صالح.
ويعود الفيلم 30& سنة الى الوراء لطرح حقيقة مقتل الرجل الثوري الاسطوري غيفارا الذي لا تزال صوره تملأ شوارع العاصمة الكوبية، فيعيد تركيب العناصر المحيطة بالحدث عبر الالتقاء بالاشخاص الذين كانوا مقربين من غيفارا ومحاورتهم .
واذا كان الشخص الوحيد الذي اشارت اليه اصابع الاتهام على انه كان السبب المباشر في الوشاية بتشي أو "خيانته" الامر الذي ادى الى اعتقاله وقتله هو الضابط سيرو بيستوس، فان الفيلم يوحي بان المفكر الفرنسي ريجيس دوبريه الذي اعتقل مع بيستوس قد يكون مسؤولا بنفس النسبة مثل مثل بيستوس ان لم يكن اكثر.
ويترك الفيلم لدى المخرج احساسا بان دوبريه تكلم اولا عن وجود غيفارا في بوليفيا في وقت كان الجيش يجهل حقيقة الأمر. وبدا دوبريه خلال المقابلة التي اجراها معه المخرجان الشابان مرتبكا ويقول انه غير راغب ب"العودة الى هذه القصة القديمة جدا".
يضاف الى ذلك ان بيستوس المقيم في المنفى السويدي والذي ظل صامتا كل تلك الفترة اختار الخروج عن صمته للمرة الاولى، فبدا فيما يقوله مقنعا وتطرح اقواله وطريقة عرض الفيلم أسئلة كثيرة حول كيفية كتابة التاريخ وحول ماهية الحقيقة التي تغدو محاطة بشكوك كثيرة.
ويتمتع الفيلم بتقنيات حديثة عالية ونبض سريع لا يخلو من خفة وطرافة في الاستعمال الموسيقي وفي التصوير الذاتي الشيق رغم جسامة الموضوع الذي يعالجه وهو يطرح اسئلة اكثر مما يقدم اجوبة على قضية لا زال الاهتمام بها قائما. (أ ف ب)
&
التعليقات