من الاحتفالات
ديترويت- تحتفل ديترويت هذا الصيف بانقضاء ثلاثمئة عام على تاسيسها وتحيي ذكرى المستكشف الفرنسي انطوان دي لا موث كاديلاك الذي اطلق اسمه على سيارة تمثل الفخامة واسس مدينة اصبحت عاصمة صناعة السيارات في العالم.
واسس الغسكوني المدينة عام 1701 على ضفاف البحيرات الكبرى حيث بدت له ارضا خصبة. وكانت في البدء مركزا لتجارة الفراء لكن صناعة السيارات اذاعت صيتها في جميع انحاء العالم.
وتحلم ديترويت اليوم (شمال ميشيغان) باستعادة الروعة التي عاشتها حتى الخمسينات.
فقد شهدت المدينة فترة الازدهار في صناعة السيارات حيث برزت اسماء مثل كرايسلر وجنرال موتورز وفورد وتوافد اليها افواج المهاجرين من اميركا الجنوبية واوروبا الشرقية والشرق الاوسط بحثا عن فرص العمل.
وبلغ عدد السكان في ديترويت عام 1955& مليوني شخص وهو اقصى حد له. غير ان برنامج بناء الطرق السريعة الذي بدأ مطلع الخمسينات ساعد الوافدين الجدد وسكان ديترويت الساعين الى بعض الهدوء على الانتقال للسكن في الضواحي.
وما زالت الابنية التي صممها البرت كاهن وهو مهندس مصنعي السيارات وشكلت فخر المدينة واعتزازها وقتئذ منتصبة وسط المدينة. غير انها مقفرة بعد ان هجرها سكانها فاجتاحتها الطبيعة مستعيدة حقوقها بالكامل.
وشهدت التسعينات تقلص عدد سكان ديترويت الذي بلغ مليون نسمة. كما يشير الاحصاء الاخير الى ان المدينة تضم 82 بالمئة منهم من السود اضافة الى اكبر تجمع للمسلمين في الولايات المتحدة.
& وتصف الكتب السياحية عاصمة السيارات العالمية بانها "خطرة ورمادية يتأكلها الصدأ"،وتعتبر المدينة "رمزا وطنيا للانحطاط المدني".
وبلغت عقدة النقص في المدينة الحد الذي يدفع سكانها الى القاء اللوم على المدينة في كل مرة يرفض فيها احد لاعبي كرة القدم الاميركية او البيسبول توقيع عقد مع فريقي ديترويت ليونز او ديترويت تايغرز.
ودفعت هذه العادة احد المحررين الى القول بانها ضربة حظ الا يكون مؤسس المدينة قد تفقد محيطها بدقة قبل انشاء موقع فرنسي متقدم في المكان في 24 تموز (يوليو) 1701.
وكتب درو شارب في صحيفة "ديترويت فري برس" "ان اختيار انطوان دي لا موث كاديلاك مقره الجديد بسرعة امر جيد".
ورات الناطقة باسم "ديترويت رونيسانس انكوربورايتد" وهي لجنة للتنمية الاقتصادية في المدينة آن ماسترسن "يجب ان نعيد انشاء طبقة وسطى في ديترويت".
ولكن الامل موجود. فارباب العمل ومسؤولو التنظيم المدني متفقون على وجود حركة تجدد في المدينة وخاصة مع بناء ثلاثة كازينوهات وحفنة من المشاريع العقارية وملعبين جديدين لكرة القدم والبيسبول.
(أ ف ب)