&
واشنطن - بغداد: قال متحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) الثلاثاء ان بغداد اصبحت اكثر عدوانية هذا العام بمحاولاتها الحثيثة لاسقاط الطائرات الاميركية والبريطانية التي تجوب "مناطق الحظر الجوي" في شمال وجنوب العراق.
وقال الاميرال كريج كويجلي المتحدث باسم البنتاغون في بيان صحفي "اظهرت (بغداد) طوال العام 2001 موقفا اكثر عدوانية بصورة ملحوظة بمحاولتها اسقاط طائرة تابعة للتحالف."
وكانت الولايات المتحدة قالت ان العراق كاد ان يصيب طائرة تجسس اميركية من طراز يو/2 كانت تحلق فوق منطقة الحظر الجوي في جنوب العراق الاسبوع الماضي. ونفت بغداد اطلاق النار علي الطائرة قائلة ان مسؤولي الولايات المتحدة يريدون ذريعة لشن هجوم عسكري على العراق.
وقال كويجلي ان حجم اطلاق النيران العراقية نحو طائرات الدورية الغربية تزايد خلال هذا العام عن العام السابق. وقال "واضح جدا انه (الرئيس العراقي صدام حسين) عازم ومصمم على محاولة اسقاط طائرة للتحالف." واضاف ان القوات العراقية ارتكبت 370 "عملا استفزازيا" حتي الان هذا العام مقارنة مع 221 استفزازا في عام 2000 كله. وقال ان الاستفزازات في شمال العراق بلغ عددها 62 حتي الان هذا العام مقارنة مع 145 العام الماضي.
وافاد كويجلي ان الاستفزازات شملت اطلاق نيران المدفعية المضادة للطائرات وصواريخ ارض/جو.
وقال كويجلي ان سياسة الرد الاميركي لم تتغير وهي "الاحتفاظ بحق ضرب الاهداف التي تمثل خطرا علي اطقمنا الجوية في الزمان والمكان والطريقة التي نختارها." واضاف ان طائرات التحالف الغربي شنت هذا العام ضربات جوية على اهداف عراقية في جنوب العراق في 19 يوما مقارنة مع 32 يوما خلال عام 2000 كله. وفي شمال العراق وقعت غارات التحالف الجوية في سبعة ايام حتي الان هذا العام مقارنة مع 48 يوما العام الماضي.
وتجوب الطائرات الحربية الامريكية والبريطانية مناطق الحظر الجوي في شمال وجنوب العراق منذ حرب الخليج عام 1991 عندما اخرج التحالف الذي قادته الولايات المتحدة القوات العراقية من الكويت.
في المقابل اكدت صحيفة "العراق" ان الضربة العسكرية التي تهدد الادارة الاميركية بشنها على العراق سيكون مصيرها "الفشل" سياسيا وعسكريا مثل "كل عدوانات اميركا" السابقة.
&وكتبت الصحيفة ان "العدوان بشكل اوسع متوقع وربما مؤكد وسيكون مصيره الفشل ليس في الجانب العسكري انما في الجانب السياسي ايضا مثل كل عدوانات اميركا السابقة" . واكدت ان الولايات المتحدة "لم ولن تتمكن من قهر ارادتنا"، موضحة ان العراق "صارت لديه مناعة من كثرة عدوانات اميركا وتعددها وتنوعها ووحشيتها وشدتها فضلا عن عدوانها اليومي المسلح".
&ويأتي تعليق الصحيفة ردا على تصريحات الرئيس الاميركي بوش الذي قال ان العراق "يشكل خطرا"، وعلى تصريحات مستشارته للامن القومي كونوليزا رايس التي اكدت ان "توجيه ضربة عسكرية الى العراق ما زال خيارا مفتوحا".
&ورأت الصحيفة ان الذرائع التي يطرحها بوش "تافهة"، متسائلة "ماذا ينتظر الطيار عندما يخترق اجواءنا ويهدد حياتنا؟ هل نرسل له اسراب حمام للترحيب به؟". واضافت ان العراق "على يقين ان الذي يأتي لن يكون اقسى من الذي مضى وكان رهيبا لكننا بقينا احياء وبنينا ما دمره العدوان وظلت ايدينا ممسكة بقرارنا بعد اكثر من عشر سنين على عدوان اميركا علينا".
&واختتمت الصحيفة بالقول ان "اليوم ليس مثل الامس بالنسبة لكل شئ واول الاشياء تعاظم قدرتنا وتنامي قوتنا (...) ومعرفتنا بعدونا وتجاربنا معه".
&من جهة اخرى حذرت صحيفة "الثورة" العراقية اليوم وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الاحمد الصباح من الاستمرار في تقديم التسهيلات للطائرات الاميركية والبريطانية التي تراقب منطقة الحظر الجوي جنوب العراق.
&وقالت الصحيفة الناطقة باسم حزب البعث الحاكم في بغداد ان العراق "يمتلك رادارات ومراصد جوية ومنظومات استخبارية على الارض تزوده بادق المعلومات عن قواعد الطائرات وعددها وانواعها وحتى اسماء طياريها ورتبهم". واوضحت ان هذه الاجهزة التي يمتلكها العراق "تتابع الطائرات منذ لحظة انطلاقها من ارض الكويت وتستمر في متابعتها داخل اجواء العراق حتى عودتها الى قواعدها".
&ويأتي تعليق الصحيفة ردا على تصريحات ادلى بها الشيخ صباح الاسبوع الماضي وعبر فيها عن اسفه لاتهام العراق الكويت باستمرار "مشاركتها في العدوان" على اراضيه.
&وقال الشيخ صباح ان العراق "ينسى ان هناك حاملات طائرات اميركية وبريطانية في مياه الخليج تقلع منها عشرات الطائرات اليه"، موضحا ان ضربه "لا يسر الكويت لاننا شعبان جاران ونشفق على الشعب العراقي لما يتعرض له من معاناة بسبب نظامه".
&وكتبت الصحيفة ان "صباح الاحمد يظن ان الانكار كاف للتنصل من جريمة العدوان على العراق والتامر مع الاميركيين والانكليز عليه كما كان يحدث قبل يوم النداء" اي الغزو العراقي للكويت في الثاني من آب(اغسطس) 1990. واضافت ان وزير الخارجية الكويتي "لن يستطيع تضليل الرأي العام في منطقة الخليج والرأي العام العربي والدولي عامة بهذه المغالطة ولا احد يجهل حقائق هذه الجريمة الثابتة".
&واتهمت الصحيفة "حكام الكويت والسعودية بانهم شركاء في الجريمة ويتحملون المسؤولية السياسية والقانونية والمالية عن كل ما اصاب العراق والعراقيين من جرائها".
&واختتمت الصحيفة بالقول "اذا كان صباح الاحمد يجهل ذلك فان مصيبته عظيمة في جهله لكن الواقع انه يعلم ويغالط".
&من جهتها، اكدت صحيفة "الجمهورية" ان دخول القوات العراقية الى الكويت في الثاني من آب(اغسطس) عام 1990 كان "ردا وطنيا وقوميا وانسانيا على مؤامرة كونية حاكت خيوطها الصهيونية العالمية ونفذتها قوى الظلام الامبريالية في اميركا". واضافت ان "المؤامرة كانت تهدف الى سلب ارادة العراق والعراقيين ونهب ثرواتهم واغراقهم بالمشكلات وكل ما يسىء الى العراق تاريخا ودورا وحضارة وصلة صميمة بفلسطين والامة العربية والانسانية". واكدت ان "الرد العراقي اجهض المؤامرة التي استخدم بها حكام الكويت الفاسدون بكل امكاناتهم كرأس حربة مسمومة" ضد العراق . ورأت "الجمهورية" ان "يوم النداء العظيم هو القياس الصحيح لاجراء ما يقتضي من عمل يقرب الاهداف السامية على طريق التحقق بجلد وصبر (...) وما يقتضي من صبر وتضحيات وعمل ويقين يتوازن مع المخاطر الداهمة وواجبات التحسب والبناء". (الوكالات)