القاهرة: شهد الاجتماع الطارئ لوزراء الإعلام العرب في القاهرة امس خلافات حادة حول آلية دعم العمل الاعلامي الفلسطيني والانتفاضة، خاصة في ما يتعلق بالرقابة على صرف الأموال المقررة لذلك. وذكرت المصادر&ان بعض الدول اقترحت تشكيل لجنة ثلاثية تقوم بالاشراف على أوجه الصرف الخاصة بدعم الاعلام الفلسطيني في الاراضي المحتلة، الا ان دولا اخرى اعترضت على اقتصار اللجنة على ثلاثة أعضاء، واقترحت ان تتكون من تسعة أعضاء على المستوى الوزاري للقيام بوضع خطة تفصيلية تحدد القطاعات الفلسطينية التي تكون بحاجة ماسة الى أموال الدعم العربي.
وكان الوزراء قد ناقشوا في جلساتهم المغلقة اقتراحاً إماراتياً تفصيلياً بإنشاء صندوق خاص بتقديم الدعم المالي في المجال الاعلامي للشعب الفلسطيني، تساهم فيه جميع الدول العربية بحصص مختلفة. إلا ان الخلافات حول نسبة الحصص وآلية الاشراف على صرف الأموال دفعت رئيس وفد الامارات الشيخ عبد الله بن زايد وزير الاعلام الى مغادرة الاجتماع وعدم حضوره الجلسة الثانية التي تم خلالها اتخاذ القرارات النهائية.
واتفق وزراء الاعلام العرب على خطة عمل تهدف لنقل صورة صحيحة لدى الرأي العام العالمي عن الانتهاكات الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.
وتشمل هذه الخطة، التي تتكلف نحو مليون دولار، بث برامج تلفزيونية وعرض وجهة النظر العربية في كبريات الصحف الغربية وعقد ندوات ومؤتمرات في محاولة لكسب تأييد الرأي العام العالمي مع التزام "العقلانية والموضوعية" في الخطاب، فتقترح مثلا اعداد برامج اخبارية وتحليلية عن الاوضاع في الاراضي الفلسطينية وبثها عن طريق المحطات الفضائية العربية، كما تقترح نشر مقالات واعلانات مدفوعة في صحيفتي "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" الاميركيتين وفي صحيفتي "الإندبندنت" و"التايمز" البريطانيتين اضافة الى صحيفتي "لوموند" و"ليبراسيون" الفرنسيتين.
كما تقترح الخطة التي أعدتها ادارة الاعلام بالجامعة العربية أن تقوم حنان عشراوي مفوضة الاعلام في الجامعة بجولة عاجلة في عدد من العواصم ذات التأثير لشرح وجهة النظر العربية.
بدوره، أكد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى للصحافيين قبل بدء الاجتماعات ان الحملة الاعلامية التي تشنها اسرائيل تهدف الى الايحاء بأن الفلسطينيين ليسوا راغبين في السلام وان كل ما تقوم به اسرائيل يهدف الى تحقيق السلام، واصفا هذه الحملة بالمغرضة ومؤكدا ان العرب سيتحركون لمواجهتها (الشرق الاوسط).