فجَّر الرئيس السوداني عمر البشير مفاجأة أخرى أثارت الرأي العام المحلي في السودان وما زالت أصدؤها تتوالى في بعض الدول العربية، عندما دعا السودانيين إلى عدم الاكتفاء بزوجة واحدة وممارسة حقهم الشرعي في الزواج من امرأة ثانية وثالثة
البشير
ورابعة كذلك لمن استطاع.. ومرد المفاجأة هنا يعود إلى القناعة الراسخة بأن قضايا السودان الحيوية تتمثل في حرب البسوس التي قضت على الأخضر واليابس في الجنوب وتعالى لهيبها اليوم مهددا بالتهام حقول النفط والنزاعات القبلية في الغرب والتي زاد أوارها النهب المسلح والآثار الجانبية للحرب اللعينة التي لم تخلف إلا فقرا وقهرا وشقاء.. والقناعة الراسخة تقول إن السودان يعاني من نقص في الغذاء على الأقل في المناطق القريبة من دوائر الحرب وليس أدل على ذلك أكثر من سفن المعونات الأمريكية التي عادت إلى ميناء بورتسودان بعد 12 عاما على السفينة الأمريكية التي جاءت إلى السودان تحمل قمحا وفريقا فنيا عالميا من نجوم الموسيقى هم بوب جيلدوف وكيني روجرز واستيف وندر وليني ريتش، وغنوا جميعا ذلك الأوبريت الرائع نحن العالم (we are the world).
القناعة الراسخة تقول إن مشكلة السودان هي تحقيق السلام بين أهل الشمال أنفسهم وهذا ما سعت إليه دول المبادرة المصرية - الليبية التي أيدتها كل أطراف النزاع بما فيها الحكومة.
ردود الفعل الأعنف على الإطلاق أدلت بها زوجة الزعيم السوداني والإسلامي حسن الترابي وصال المهدي التي وصفت تصريحات الرئيس بأنها ليست سوى "لوثة" سياسية لا قيمة لها.. تصريحات البشير جاءت مفاجأة أخرى غير سارة للمرأة السودانية التي لم تتخلص حتى الآن من صدمة سابقة تمثلت في قرار يمنع المرأة من العمل في بعض المواقع مثل الفنادق ومحطات توزيع البترول ومطاعم الوجبات السريعة، وقد تصدت المرأة السودانية من خلال تنظيماتها التي تعترف بها السلطة للقرار بدليل أن عمل المرأة نفسه دليل على شرفها.
وآخر الإحصاءات تؤكد أن سكان السودان يزيد عددهم على 35 مليون نسمة ولاشك أن السودان لا يعاني نقصا في القوى البشرية ولا في عدد السكان ولا حاجة له في الآلاف من البشر الذين لم ترصد لهم الدولة حتى الآن ما يمكنهم من ممارسة حق المواطنة دون الخوف من الحرب أو الفيضانات أو الجفاف.
وفي برنامج تليفزيوني قال الدكتور زروق أستاذ الشريعة بجامعة قطر في معرض رده على الموضوع الذي أثارته الإعلامية ذهبية جابي، إن التعدد مشروع لكنه مشروط ولا يصح إطلاق الدعوة إلى التعدد دون استصحاب الشروط، وأكد أن التعدد حالة استثنائية تعني الإباحة وليس التحبب.
ولكن لا ينبغي إغفال الحرب الدائرة بين البشير ومنظمات الأمم المتحدة التي تعمل في الخرطوم وتدعو إلى الحد من النسل والامتناع عن العادات الضارة ولا مناص من أن المنظمات الغربية ترى في تعدد الزوجات عادة ضارة يجب الحد منها. إذن دعوة البشير يمكن أن تفهم بأنها إغاظة لتلك المنظمات.(صحيفة الشرق القطرية)
&