شنت المنظمات اليهودية الأميركية هجوما شديدا على السفير الاميركي لدى اسرائيل دانيال كيرتزر لأنه طلب من رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون، تبرير اغتيال زعيم "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" ابوعلي مصطفى بالصواريخ في مبنى يقيم فيه مواطنون اميركيون في البيرة الاثنين الماضي.
وتعرض السفير الاميركي، وهو أول يهودي ارثوذكسي يعين سفيرا في تل ابيب، الى انتقادات حادة من مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية الرئيسية، بسبب انتقاده اسرائيل لتوجيهها ضربة بالصواريخ الى مبنى سكني ما ادى الى اصابة اثنين من العرب الأميركيين المقيمين فيه, وقال مورتايمر زكرمان، رئيس المؤتمر الذي يمثل 54 منظمة يهودية اميركية، في بيان صدر في نيويورك، ان شكوى كيرتزر كانت "مثيرة للدهشة والفزع لأنها في غير محلها ولا تفرق من الناحية الاخلاقية بين من يرتكب العنف وبين من يدافع عن نفسه".
وأضاف زكرمان انه لم يسمع عن شكوى مماثلة عندما تعرض مواطنون اميركيون لأعمال عنف في الاشهر القليلة الماضية, وزعم ان نحو 20 مواطنا اميركيا قتلوا على يد مسلحين فلسطينيين منذ توقيع اتفاقات اوسلو عام 1993. واتهم وزارة الخارجية الاميركية بالتقاعس في الاعلان عن جوائز مالية لمن يدلي بمعلومات تؤدي الى اعتقال مرتكبي هذه الأعمال.
وذكرت مصادر الخارجية في واشنطن، ان الحكومة الاسرائيلية قالت في ردها على استفسارات كيرتزر، ان مخططي الهجوم على ابوعلي مصطفى "كانوا لن ينفذوا العملية لو علموا بوجود مدنيين ابرياء داخل المبنى".
وشن مورتون كلاين، رئيس المنظمة الصهيونية الأميركية هجوما مماثلا على كيرتزر لعدم توجيهه الانتقاد للسلطة الوطنية الفلسطينية "لدورها المتعمد في قتل اليهود الاميركيين", وقال في رسالة وجهها الى كيرتزر اعرب فيها عن خيبة امله "بسبب توجيهه اللوم لإسرائيل على اصابة اثنين من العرب الأميركيين بجروح طفيفة والتزامه الصمت حيال عمليات القتل التي ترتكبها السلطة الفلسطينية ضد اليهود الاميركيين".
يذكر ان كلاين كان من اشد المعارضين لتعيين كيرتزر سفيرا لدى اسرائيل، ووجه اليه انتقادات علنية بسبب ما يزعمه من "وجود سجل طويل له في انتقاد اسرائيل وممارسة الضغط علىها من جانب واحد", ويقول كلاين ان مخاوفه من انحياز كيرتزر ثبت صدقها الآن, ويضيف: "يبدو ان له تعاطفا أكبر مع القضية العربية من تعاطفه مع القضية الاسرائيلية".
وأعربت منظمات يهودية اميركية اخرى عن قلقها من الانتقادات المتواصلة التي توجهها وزارة الخارجية الأميركية لسياسة الاغتيالات الاسرائيلية, وقال فل باوم، رئيس الكونغرس اليهودي الأميركي، "ان قرار توجيه النقد لإسرائيل لمهاجمتها احد زعماءالمنظمات الارهابية هو قرار غير مناسب بالمرة من ناحية السياسة الخارجية الأميركية", واضاف "اذا كانت تصريحات كيرتزر تعكس مثل هذا التوجه، فان ذلك من سوء الحظ ويجب علينا ان نقاومه".(الرأي العام الكويتية)