يواجه ابو مازن تحديات صعبة وأحدها رئيس وزراءه احمد قريع
أخذ اهتمام واعجاب العالم بأبو مازن يتلاشى لا سيما بعد مرور 3 شهور ونصف على انتخابه لرئاسة السلطة الفلسطينية.
باشر أبو مازن باصلاح اجهزة الامن التي ازداد عدها في عهد المرحوم عرفات لدرجة كبيرة بحيث اصبحت اكبر عددا من اجهزة الـ كي جي بي الروسية والـ سي آي ايه الاميركية مجتمعة. كان عدد المناصب العليا في الجيش يعادل أو يزيد عن حلف الناتو. المناصب والتعيينات والترقيات كانت ليست لتلبية حاجة عسكرية أو أمنية ماسّة بل لارضاء هذا وذاك وتسكيت هذا الطرف وذاك.
ورث أبو مازن بيروقراطية فاسدة متفشية واختار كرئيس وزراء احمد قريع الذي فشل في اعطاء دعم ايجابي كامل له حتى أن بعض المقربين من السلطة حثوا ابو مازن على اعفاءه من منصبه.
ولكن ابو مازن لا يزال مخلصا للعهد العرفاتي القديم لذا رأى من المناسب ان يكون رئيس الوزراء من الحرس القديم او من مهندسين اوسلو الفاشلين. ولا تقتصر مشاكل ابو مازن على الاجهزة الامنية بل عليه أن يعالج الانفلات الأمني والمافيا التي تفرض الخاوات على المواطنين في نابلس ورام الله وغيرها من المناطق. وآخر مثل الطالبان الذين يعدموا شاب وخطيبته لانهم حاولوا اقتناص لحظات من الرومانسية قبل زواجهما بأيام قليلة على شواطيء غزة وبرفقة أقارب. وبدأنا الآن نلاحظ ظهور بوادر الحركة الطالبانية في غزة والضفة وعناصر السلفية المظلمة والظالمة.
هؤلاء هم حلفاء لشارون في اضطهاد الفلسطينيين.
وتقويض ابو مازن سيأتي من اطراف فلسطينية تتحالف مع شارون بقصد او بجهل.
ولنتوخى العدل نقول ان ابومازن حقق نجاحات متواضعة في التهدئة والهدنة وبدأ يعيد العلاقات مع دول الخليج.
ولكن اسرائيل لم تتزحزح ولم تنفذ أي من الوعود التي قدمتها في مؤتمر شرم الشيخ والآن تقوم بحملة ضد ابو مازن لتشويه سمعته واضعاف موقفه مع الرئيس بوش قبل زيارته لواشنطن اواسط شهر أيار المقبل.
ومن المتوقع أن يعرض بوش على ابو مازن دولة مؤقتة في غزة ثم يضاف اليها قطعة من الارض هنا وهناك من الضفة وقرية هنا وقرية هناك حسب مخططات شارونية مسبقة.
والمؤسف أن زملاءه لم يقدموا الدعم الكافي له وهم بذلك يحاولوا تعزيز مراكزهم الشخصية وتقوية احتمال نجاحهم في الانتخابات القادمة خلال 4 شهور بينما اسرائيل تلتهم الاراضي وتواصل بناء الجدار وتقوم بحملة مكثفة ضد أبو مازن في الولايات المتحدة.
المستقبل لا يبشر بالخير وحتى الانسحاب من غزة سيكون ثمنه باهظا وسوف لا ينهي الاحتلال وستبقى غزة سجنا كبيرا مكتظا بالبشر، حيث ستستمر اسرائيل في السيطرة على المعابر والحدود والاجواء والشواطيء.
ملحوظة: في مقال سابق عن قتل بلطجية الطالبان التابعين لحماس لشاب وخطيبته يسرى، طلب قاريء يدعى احمد اثبات لهذا الخبر. وأقول يا أخ احمد اذا كنت تتابع الاخبار لما سألت. نشرته ال بي بي سي في 19 ابريل نيسان وظهر على موقعها الاخباري. ونشرته ايلاف ونشرته الشرق الاوسط وصحف عربية وغربية واسرائيلية وحاولت حماس الاعتذار ولكن اهل الضحايا يطالبوا بعقاب المجرمين.
نهاد اسماعيل - لندن
التعليقات