السيرة الذاتية لمؤتمرات القمة العربية لا تسر لا عدو ولا حبيب بدءا من مؤتمر إنشاص الأول ومرورا بمؤتمر اللاءات الثلاثة في الخرطوم 1967 ومؤتمر بغداد للصمود والتصدي عام 1977 بعد زيارة الرئيس السادات التاريخية لدولة إسرائيل و و صولا لمؤتمر القمة السياحي في شرم الشيخ والذي تم الدعوة إليه على عجل كورقة التوت لحفظ ماء وجه نظام يوليو 1952 الحاكم في مصر واستكمالا لمسيرة بالروح وبالدم المصرية ويا مبارك دوس دوس... إحنا ورآك من غير فلوس وكأن الإرهاب الديني لم يطفو على سطح الأحداث المحلية والإقليمية والدولية إلا بالأمس القريب في مدينة السلام.
فبعد وقوع إنفجارات شرم الشيخ مباشرة كانت المنطقة نظيفة تماما وهى تستعد لاستقبال رئيس الجمهورية وبعد يومين من الحادث كان أصحاب المحلات التجارية والسياحية يتظاهرون ويهتفون لمصر مبارك بلد الأمن والأمان ثم جاء دور أهل الفن والإعلام في مسيرات الشموع والورود ضد الإرهاب في ظل إعلام موجه يشيد بمصر وبالسياحة وبالرئيس وبالأمن وإننا ضحية المؤامرات الخارجية! وأخيرا يجيء دور حكام وممثلون النظام العربي للحضور إلى شرم الشيخ لإعلان هبتهم ضد الإرهاب ومناصرة حاكم مصر بمناسبة ترشحه لمنصب الرئاسة للمرة الخامسة على جثث وأشلاء من راحوا ضحية إرهاب مدينة شرم الشيخ.. ومن سخرية القدر والمضحك المبكى معا أن تشارك في القمة ضد الإرهاب دولة عربية بينها وبين الإرهابيون عقود ومواثيق واتفاقات بملايين الدولارات.
أما إرهاب دولة ظالمة ضد مواطنيها في أبشع صور الإرهاب التشريعي والسياسي والإقتصادى والإجتماعى إرهاب نظام مستبد لا عقل ولا دين ولا قلب له يمارس أعلى درجات التعذيب والتنكيل والقهر والخسة فهل هذا النظام يستحق أن يتعاطف معه أحد ؟ وهل يقل الإرهاب الحكومي المصري عن نظيره الأهلي في أفغانستان وغيرها ؟
الأمن المصري هو الإرهابي الأول في مصر ففي أعقاب إنفجارات طابا قام البوليس المصري بحملة اعتقالات واسعة عشوائية لكل أهالي سيناء من البدو الرحل قبضوا على الرجال والنساء والأطفال اعتقلوا شخصا من أبطال حرب أكتوبر 1973 يحمل وسام نجمة سيناء ارتكبوا ضد المواطنين أبشع صور التعذيب والتنكيل حتى أن التقارير الأجنبية ذكرت أن البوليس المصري كان يستخدم الكهرباء في تعذيب المواطنين المعتقلين وانتهكوا أعراض النساء ولم يرحموا سيدة حامل واصطحبوها بعد الولادة بدقائق إلى سلخانة الاحتجاز والتعذيب.. لقد مارس البوليس المصري كل جرائم التعذيب والوحشية وكافة أنواع الظلم والإذلال ضد أهالي سيناء.. وليتهم فعلوا ذلك وفى حوزتهم أدلة اتهام ! وكأن شبه جزيرة سيناء عن بكرة أبيها قد توحدت على قلب رجل واحد وذهبت لتفجير فندق طابا.
هل ينتظر النظام المصري من المواطنين الأبرياء الذين يعذبهم وينتهك حرمانهم ويعتدي على أعراض نسائهم أن تتبقى في رؤوسهم عقول تمنعهم من تدبير أية جرائم انتقامية إرهابية ضده وضد أتباعه! وأن الانتقام سيكون مماثلا بعدد وعلى قدر الخطوات التي سار فيها البوليس المصري لإهانة وإذلال أهل مصر بأكملها وليس بدو سيناء فقط ! قولوا لنا كيف نمنع مواطن من التحول إلى ارهابى في سبيل كرامته وكرامة أسرته ! إن المواطن أي مواطن كرامته من كرامة أعلى رأس في البلاد وإن شيئا في الكون كله لا يمنع أي إنسان من القصاص لكرامته وكرامة وحرمة أهل بيته ! ثم بعد ذلك ابحثوا عن مدبري ومنفذي الإنفجارات الماضية والحالية والقادمة في أنفسكم وسياساتكم الظالمة بالفساد والاستبداد والتمديد والتوريث وليس في القمم السياحية والتي يخشى بعض القادة العرب من حضورها حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه كما حدث في موريتانيا النموذج المصغر لحكم الفرد العسكري! إن قمة شرم الشيخ المزمع عقدها هي استمرار لمسلسل التهريج والضحك على الذقون واللعب في الوقت الضائع.
التعليقات