بعيد أقل من ثلاثة أسابيع لهروب بوش من مستنقع إعصار كاترين؛ الذي ضرب السواحل الجنوبية لأمريكا بتاريخ 29/8/2005؛ أعلن بوش حربا شعواء على الأفلام الجنسية، ليخرج له السيد فولي مؤخرا و من حزب مؤيديه في الكونغرس الأمريكي، بفضيحة جنسية، و مبيتة!.

السؤال الأهم: فولي لماذا الآن!...

رغم سابق تكشفها، لماذا أتت فضيحة فولي عقب استعداء البابا للإسلام!
كما نعلم أن فضيحة فولي متكشفة لجهة المخابرات الأمريكية من مدة ليست بالوجيزة برغم التستر عليها من قبل الجمهوريين، فالسيناتور الذي كان يعمل عنده الفتى مارك صرح بعلمه بشأن الرسائل منذ أواخر العام الماضي!.
إذا، ما علاقة توقيت فضيحة فولي بانتخابات التجديد النصفي للكونجرس التي ستنعقد بعد شهر تقريبا، حيث فولي ديمقراطي من حزب بوش. فولي قدم استقالته quot;نهاية الأسبوعquot; الجمعة 29/9/2006، و للصدفة الاستخباراتية فقط يبث الفيلم الوثائقي عن فضائح البابا بعد يومين من هذا الإعلان و في نهاية الأسبوع أيضا 1/10/2006!.
محامي السيناتور فولي، اعترف بشذوذ موكله، منكرا بشدة أن يكون قد مارس شذوذه مع أي من المراهقين، و التكذيب يأتي من أحد الطلبة السابقين ليزيد البله طينا، فأحد الطلبة الذين عملوا كمتدربين في الكونغرس يعترف بمراودة فولي له بعد إنهاءه التدريب، و بشذوذه مع فولي بعد تجاوزه سن المراهقة عام 2000!.

لماذا أجازت المخابرات الأمريكية نشر الفيلم الوثائقي عن الجرائم الأخلاقية لكنيسة بنديكتوس ؟
نعلم أن قناة البي بي سي، يحكم سياساتها مكتب المخابرات البريطانية M16 و هي في حال التابع لنظيرتها الأمريكية، و تحضير مثل هذا البرنامج الوثائقي لا يتسنى في لحظات أو أيام عقب أكاذيب بندكتوس الذي أثار العالم كله في محاضرته يوم 12/9/2006، فمن غير المستبعد أن التحضيرات لبرنامج بانوراما الوثائقي قد حدثت بعد ذاك التاريخ لا قبل، فالوقت أكثر من كافي لهذا الغرض.

لماذا توالى نشر التسريبات الاستخباراتية، و في أيام العطل تحديدا؟
منتصف سبتمبر الماضي، تجدد المعارضة الديمقراطية دعوتها إلى إقالة رامسفيلد، نتيجة للأكاذيب التي ساقها لترويج الحرب على العراق، و حجم الخسائر التي منيت بها الولايات المتحدة إلا أن تلك المطالب باءت بالتجاهل وقتها.
(عطلة السبت 23/9/2006) تقوم المخابرات الوطنية الفرنسية بتسريب تقرير لصحية ريبوبليكان يفيد بموت بن لادن بالتيفوئيد منذ آب الماضي!
(عطلة الأحد 24/9/2006) تخالف المخابرات الأمريكية quot;علناًquot; في تقريرها الذي نشرته النيويورك تايمز و ألمحت له في اليوم السابق، و أكدته الواشنطن بوست، تصريحات الرئيس بوش بالنسبة لكون الحرب ضد العراق قد زادت خطرquot; الإرهابquot;!.
ثم تبعتها المخابرات البريطانية M16 quot;بتسريبquot; تقرير آخر عن الوضع في أفغانستان و العراق مع نهاية الأسبوع الثالث من أيلول الماضي، و تلاهما تقرير ألماني قبل ما يزيد عن الأسبوع، ليشكك في الجهات التي تقف وراء أحداث أيلول!.


(عطلة الأحد) 1/10/2006 يصرح رامسفيلد وزير quot;الدفاعquot; الحرب الأمريكية؛ في العراق و أفغانستان و الذي يتحمل لوم وسائل الإعلام عن الفشل في الهرب من الإرعاب و الذي يتعامل مع أجهزة المخابرات الأمريكية من موقع كونها تابعة له!، في مقابل العديد من الأصوات الناصحة للسيد بوش بإقالته؛ بأنه يحظى بدعم الرئيس الأمر الذي أعلنه البيت الأبيض بشكل رسمي!


الانتخابات هي المغرفة
مع قرب وصول العد التنازلي إلى لحظة الصفر لمعركة السيطرة على الكونغرس، و التي قد تمهد للسيدة كلينتون كأول رئيسة للولايات المتحدة، علاوة على بسط نفوذ حزبها على توجهات الإدارة الأمريكية قبيل انتهاء ولاية بوش الثانية. نرى أن المصائب باتت بالتراكم على رأس بوش و إدارته و حزبه؛ بدءا من أفغانستان، العراق، إعصار كاترين، حرب لبنان و انتصار المقاومة، و ازدياد عدد المؤيدين لكون أحداث 11/9 عمل داخلي، الملف النووي الإيراني، الأمن الداخلي في المدارس، فضائح فولي الجنسية، الملف النووي الكوري عقب التجارب النووية، و أخيرا اصطدام الطائرة بمبنى في منهاتن بتاريخ 11/11/2006 الذي لم تعتبره إدارة بوش عملا إرهابيا! و الذي أتى ليؤكد فشل إدارة بوش في منع ما تسميه بالهجمات الإرهابية؛ لتشير الاستطلاعات إلى أن الحزب الجمهوري الحاكم حقق و بامتياز أكبر فشل في حشد ألتأييد الشعبي له منذ أكثر من عشرين سنة مضت.

الإدارة الأمريكية، إما أن تغير، أو تتغير؟

السيدة هيلاري كلينتون مرشحة الجمهوريين للرئاسة، هي خريجة قانون من جامعة يايل 1969، و كذا سلفها في ترشيح الجمهوريين للرئاسة جون كيري خريج جامعة يايل عام 1966، كما آل بوش، من خريجي عين الجامعة، و جميعهم أعضاء في جمعية أخوة الموتquot; الجمجمة و العظامquot;!، يشتركون في تأييدهم الأعمى لأمن و استقرار الكيان الصهيوني، كما لديهم معتقداتهم الإيمانية الخاصة quot; غير المسيحيةquot;، مما يعني أن التسريبات و ما يعتمل في القدر الأمريكي إنما هي لعبة داخلية من الزعامات الفعلية في الولايات المتحدة للالتفاف على رأي الناخب الأمريكي و عدم خسارة دورها في تولي قيادة العالم من البيت الأبيض.

نتيجة الانتخابات المزمعة و من خلال القراءات الأولية، تشير إلى تحول توجيه دفة السياسة الأمريكية إلى المعارضة الديمقراطية، و بالتالي فمسألة تشذيب الإدارة الأمريكية من أعوان بوش quot; على الأقلquot; باتت أكثر ترجيحا من ذي قبل، من إقالة رامسفيلد لبراعته في إدارة حروب بوش في العراق و أفغانستان، و كوندي لنجاحاتها في حرب لبنان التي نجم عنها هزيمة الكيان الصهيوني، و ما تبعها من خلط أوراق القوة في المنطقة، و إلا فلماذا سلق البرلمان العراقي مشروع الأقاليم بجلسة واحدة عقب، زيارة كوندي الخاطفة للعراق و تصريحاتها بأن الحكومة العراقية ليس لديها أكثر من شهرين! مما قد يوحي بوجود انقلاب أمريكي داخلي على حلفاء حروب السيد بوش في بريطانيا، و باكستان و غيرها.
لهذا سنرى تسارعا لدى إدارة بوش لانجاز بعض الملفات العالقة، و محاولة الإفادة مما بقي من عمرها للهروب بما خف و غلا من الانجازات، و من بعدي الطوفان! مما قد يشير إلى احتمالية تسريع ضربة استباقية لإيران بهدف ثنيها عن اللحاق بكوريا الشمالية حماية للكيان الصهيوني، و إلى قرب الهروب من المأزق العراقي و الافغاني.

محمد ملكاوي
http://sadoog.maktoobblog.com