اهداف الحملة البيكرية ndash; الهاملتونية حسب ما ورد في المادة الثانية هي دعم وحدة العراق وسلامة اراضية وتأمين الحدود...الخ.

لا نظنُ ابدا أن العرب والتركّ وهما اكبر المتضررين من نظام الطوائف وديموقراطية الطوائف ( التي بذرتم بذرتها في العراق )، يمكن أن يأمنوا لهذه الحكومة ويتعاونوا معها ويساعدوها على تحقيق مصالحة وطنية حقيقية.

في العام الأول للإحتلال، امسك الأحبة الأمريكان بشيء واحد حسب وهو فوهات آبارالبترول ، ووزارة البترول العراقية، وتركوا بقية العراق بما فيه متحف تاريخه المجيد، نهباً لمن هبّ ودبّ.

الحدود.. تركوها مُشرعة بكل رحابة صدر، وما هي إلا أيام وإذ بالعجم يتدفقون، ومَنْ اسرع منهم في التدفق إلى اي ركن عربي يتحقق فيه بعض الفراغ...!

ما يفوق النصف مليون عمامة وعباءة فارسية وعراقية- فارسية دخلت العراق من كل مكان من تلك الحدود التي تتجاوز الألف كيلومتر...!

الذريعة كانت زيارة العتبات، والعتبات مفتوحة للزيارة ليل نهار على مدار العام، وأخوتنا الشيعة لديهم من الائمة كمٌ كبير هائل، ولكل إمام يوم ميلاده ويوم مقتله ( حتى الذين ماتوا على فراشهم، قتلتهم الأساطير الصفوية لإضفاء قداسة اكبر ).

وفي كل يوم ميلاد ويوم مقتل هناك لطم وبكاء وآلاف الحجيج، لا بل مئات الآلاف.

الأمريكان كانوا يراقبون ببلاهة..يتفرجون بعيون وقلوب مطمئنة.... إنه فيلم هوليودي فيه مزيج من التراجيديا الهندية والدراما الهوليودية والرومانسية الفرنسية والعبثية المصرية ومثل هكذا فرجة مجانية تستحق التضحية بقليل من الأمن من اجلها...!
(ما الحدود كانت مسدودة يا سادة... فتحتوها ليه...)

***

جميلة هي الدوريات المشتركة التي يدعو اليها السادة بيكر وهاملتون... دوريات إيرانية سعودية عراقية مشتركة ربما... هههه... لطيف والله.. لطيف جدا...!

وكيف تجمع الشامي مع المغربي في دورية مشتركة؟

ما مصلحة الناس في ذلك؟

إنهم والله لمستعدين لكهربة حدودهم وعمل اسوار لا تقل إرتفاعا وعمقا وقوة عن سور الصين العظيم أو جدار برلين ليأمنوا من المريض العراقي الكسيح المجذوم، عن أن يتوافقوا معه على العمل معا...!

حقيقة أنتم جاهلون تمام الجهل لإشكالية الطوائف الإسلامية ولخطورة الإختراق الإيراني الذي شوه التشيع العربي ايما تشويه والذي هو مستعد لعمل اي شيء في سبيل الإنتقام من العرب..!

***

ويتحدث التقرير في ذات المادة الثانية عن {تعزيز المساعدات الاقتصادية والتجارية والدعم السياسي والمساعدات العسكرية، إن أمكن، للحكومة العراقية من الدول الإسلامية غير المجاورة، وتحفيز الدول على دعم المصالحة الوطنية في العراق، وتفعيل الشرعية العراقية عبر استئناف العلاقات الدبلوماسية، متى كان ذلك مناسباً، وإعادة فتح السفارات في بغداد، ومساعدة العراق في تأسيس سفارات نشطة في العواصم الرئيسية في المنطقة (الرياض مثلاً)}.

أما عن المساعدات فالناس ( العرب وغير العرب ) قدّموا المليارات من الدولارات مما لم يظهر لها اثر على الإقتصاد العراقي أو المجتمع العراقي، فالبطالة على أشُدّها والنزاهة بمستواها الأدنى واللصوصية بلغت حداً مرعباً لم يبلغه اي بلد في العالم في اي وقت...!

ما جدوى المساعدات والمريض العراقي يلتهم كل شيء ويحرق كل شيء ولا يبان عليه نموفي لحم او عضم بل يزداد هزالا.

أما دعم المصلحة الوطنية، فأنتم اول من خرق تلك المصلحة حين أتيتم باسوأ من صادفتم في طريق غزوكم، من اهل العراق، وأجلستموهم على كراسي الحكم على اساس الطائفة والعرق والقبيلة ولم تراعوا المصلحة الوطنية العراقية، فهل تريدون من عرب أو عجم أو تُركّ الجوار أن يكونوا اكثرملكية من الملك...!

إقلبوا الطاولة على رؤوس من جاء معكم على ظهر ( البلدوزر الجبار) الذي حرث قصور النظام وأجتث قيادته وجيشه، ودمر اسوار بغداد وأحرق الحقل العراقي، افعلوها أنتم وسترون كيف أن الجميع ( عدا العجم طبعا ) سيباركون خطواتكم ويدعمون توجهكم لإعادة شدّ اللحمة العراقية التي مزقتموها بتشكيل مجلس حكم ووزارات ودستور على اساس الطائفة...!

ثم.. عن ايّ شرعية تتحدثون والعملية من الأساس عملية تفتقد لقدر كبير من الشرعية؟

ايّ شرعية لنظام صنعتموه خلسة في ظل غياب العرب والمسلمين والعالم كله ومنظمته الأممية؟

لا نظنُ ابدا أن العرب والتركّ وهما اكبر المتضررين من نظام الطوائف وديموقراطية الطوائف ( التي بذرتم بذرتها في العراق )، يمكن أن يأمنوا لهذه الحكومة ويتعاونوا معها ويساعدوها على تحقيق مصالحة وطنية حقيقية.

ثم...إذا كنتم انتم ذاتكم من يوفر الغطاء لقتلة العراقيين، فكيف تنتظرون من الجيران أن يساعدوكم ويساعدوا العراقيين على تحقيق المصالحة؟

كيف يأمن العرب لكم وللعراقيين ويبعثوا بسفرائهم، وأنتم و( جماعتكم ) اعجز من أن تحمون انفسكم فكيف بحماية الدبلوماسيين؟

بغداد اليوم ليست عاصمة دولة حرة مستقلة قوية، تملك مخابرات وشرطة وجيش؟

بغداد اليوم ليست عاصمة دولة مثل بقية دول العالم كي يأتيها السفراء وأسرهم ومكاتبهم وموظفيهم ليستقروا ويعملوا بحرية ونشاط لتعزيز العلاقات مع البلد وحكومته وأهله.

بغداد ذاتها ضائعة اليوم بين إرتباطها بالعراق وإرتباطها الآخر الأقدس بإيران.

دعوا بغداد لهمّها وحزنها، وأتركوا السفراء آمنين في بلدانهم بإنتظار أن يبين للعراق وجه وملامح، فهو اليوم ( حارة كل من ايدو الو ).

كامل السعدون
النرويج ndash;ديسمبر 2006