من منا لا يعلم بان الغزو الأمريكي بالتعاون مع بعض دول المنطقة بالسر او بالعلن قد قادت الى اعدام العراق بشعبه وليس اعدام الدكتاتور صدام، اوليس الذي جرى للعراق بعد الغزو من هدم وتمزيق كوطن

قال.. نعم.. واسمع اخي...وحق رب السماوات..... اذا ما ارادت اميركا ان يستقر العراق فانها تستطيع ذلك وانها قادرة على اختيار افضل العراقيين لقيادة العراق، فحين يتوفر هؤلاء الرجال والنساء ويراهم العراقيون وهم يتجولون في شوارع بغداد ويشاركون العراقيين في افراحهم واحزانهم دون تمييز طائفي او عرقي او حزبي
وكثقافة هو اعظم شأنا من شخص صدام.


هل يستطيع احد من اصحاء الجسد ان ينكر ما يسمعه ويشاهده كل يوم من اعدام العراق وشعبه مئات المرات وتحت انظار الحكومة المشلولة التى يدعمها الأمريكان دون تحريك اي ساكن، جرائم مرعبة وبشعة، قتل وهتك الأعراض وسلب وتهجير، بشر من كل الأديان والمذاهب يذبحون وترمى اجسادهم في الطرقات، جرائم اقتصادية واجتماعية وقضائية، ولا نسمع من اعضاء الحكومة الا التصريحات الفارغة والبعيدة عن الواقع، اهذا هو منطق الحضارة ايها السادة، اهذا هو منطق حقوق الإنسان في العراق منذ الأنفال وحلبجة والمقابر الجماعية التي اقمتم الدنيا في سبيلها ولم تقعدوها، الى المقابر الجماعية اليوم في الفلوجة والنجف وبغداد وكركوك، اهذا ما تعلمتموه من حسن العناية وحماية البشر وحقوق الحيوان اثناء عيشكم لاجئين في احضان الغرب.


والله عيب وخزي.. بشر من قومكم وشعبكم بشحمهم ودمهم، نساء ورجال واطفال دون استثناء يعذبون وتقطع اوصالهم، بنات يغتصبون امام اهلهم، عوائل يهجرون، هل هذه طقوس المتحضرين وهل هذه سمة الروحانيين، هل تصدقون ايها القراء ان هذا البشر المنزوع العقل يعتقد انه يقوم بتطبيق شرع الله بالإعتماد على فتاوى وتوجيهات مشايخه ومرجعياته دون واعز اخلاقي وانساني، وانه بعمله هذا يعتقد جازما انه موعود بفوز عظيم بالجنة المفصلة على مقاسه ومقاس أمراءه وأتباعه ليخلد مع القديسين والصالحين كما رسموه في عقله الفارغ.


هل يصدق عاقل وهو يعيش في القرن الواحد والعشرين من ان الله الذي خلق السماوات والأرض ينفرد لهؤلاء فقط ويمنحهم الحق في تكفير وقتل وسرقة اموال كل من لا يؤمن بنظريتهم، وهل تصدقون ان الواحد منهم يعتقد انه اذا ما قتل مخالفا له فانه لن يرى بعد موته سوى حوريات الجنة، هل تصدقون ان هؤلاء يبغون الإستحواذ على المجتمع واجباره الإلتزام بأفكارهم وطقوسهم... هذا ما هو حاصل.. وبعقول هؤلاء تريد حكومة اميركا اقامة دولة الديمقراطية وحقوق الإنسان في العراق والمنطقة..هذه هي حقيقة القضية فقضية العراق ليست قضية اعدام الدكتاتور صدام حسين الذي يستحق كل العقاب، انما هي قضية اعدام العراق ثقافة وشعبا وتأريخا واقتصادا وابقاءه في ظلام يتخبط فافكار العصور الغابرة.. نعم لقد اعدم العراق، ولا من احد يعيد الحياة اليه، الا بمعجزة امريكية كما يراها احد الزملاء.


في منطقتنا العربية ايها السادة القراء عرف انساننا القتل قبل كثير من البشر...فبالرغم من ان القتل والوحشية لازمت الإنسان منذ بدء الخليقة، لكنها قلّت الى حد ما بين البشر عند نشوء الأديان وانحسرت اكثر عند مجئ السيد المسيح، فتعاليمه ووصاياه العشرة دعت الى نشر ثقافة المحبة والتسامح بين المجاميع البشرية، لكن ظاهرة القتل والوحشية عادت لتظهر من جديد بعد قتله بصلبه على يد اليهود آنذاك، فانتشرت ايدلوجيات روحانية جديدة متعددة تميز البعض منها بالعنف القبلي والمذهبي وبالأنانية وحب الذات والدكتاتورية وعبادة الصنم والثأر والغاء الآخر، واستمر العنف والقتل بين المجاميع القبلية والمذهبية يتأرجح بين الزيادة والنقصان الى ان عاد اكثر تطرفا وشراسة حين اندلعت الحرب مع ايران والتي تحولت من حرب حدود الى حرب مذاهب.. فبالرغم من توقفها، الا انها عادت من جديد لتنتعش والسبب الرئيسي لعودتها يكمن في تسلط الأنظمة الدينية المذهبية على الشعوب والتي لا تتيح ايدلوجيتها الفرصة للأيدلوجيات الأخرى للتمتع بالحياة الإنسانية والديمقراطية.


ان التقوقع حول المذهبية سبب رئيسي في عدم إستقرار العراق، كما انه يؤدي الى انهيار القيم وفوضى في العلاقات الإجتماعية وفقدان الأمان والثقة بين كل مكونات الشعب.


ففي العراق اليوم اصبحت مشاهد الموت والفساد والجريمة عادة طبيعية حالها حال اي تعامل بين البشر، اليس من الإنصاف والواجب على الذين قدموا لتحرير شعب العراق ونشر الديمقراطية كما يدعون،ان يبحثوا في اسباب هذا الإنهيار المادي والأخلاقي للثقافة العراقية... الا يمكن اعتبار ان هذا الإنهيار جاء بسبب تصرفات بعضهم، الم تكن حكومة الدكتاتور صدام حسين توصف كذلك من قبلهم !، الم يعارضوها وتعاونوا مع الأجنبي فاسقطوها؟ ثم اليس الوضع العراقي الحالي سئ ومخزي وبشهادتهم، اليس ذلك مؤشرا لفشلهم في ادارة وحماية الشعب العراقي المتعدد الثقافات، اليس غالبية اعضاء برلمانهم وحكومتهم اليوم غير مرغوب فيهم وانهم غير مؤهلين لا علميا ولا سياسيا ولا تربوبا لقيادة وحماية شعب العراق !
ان اعدام الدكتاتور صدام حسين لا يشكل منطلقا لإعادة السلام الى العراقيين كما يتصور البعض، ولا يمثل نجاحا للنهوض بالمستوى الإقتصادي والإجتماعي والسياسيي المتدهور للعراقيين، لأن غالبية المتابعين للشأن العراقي يقرون بان ما حل بالعراق من تدهور أمني واجتماعي واقتصادي وثقافي فاق ما كان موجودا ايام حكم صدام حسين..


فهناك انتشار لثقافة دخيلة على المجتمع وتواجد واسع لظواهر اجتماعية خطيرة لم يكن يعرفها العراقيون من قبل ومنها انتشار ميليشيات الأحزاب المنفلتة والقتل على الهوية وتجارة المخدرات والاختطاف واغتيال العلماء واساتذة الجامعات والفنانين وغيرهم ابناء العراق والسطو والتهجير وتفجير القنابل والمفخخات الى جانب انتشار الرشوة والفساد ومظاهر التدين الإستفزازي والطقوس الغير مألوفة وغياب المدنية والتحظر في شوارع الوطن وظهور شخوص باشكال ووجوه مخيفة في مؤسسات الدولة لم يألفها المواطن العراقي من قبل سواء كانوا رجال ام نساء، الامر الذي يؤكده القادمين من داخل الوطن ان غالبية العوائل العراقية من مختلف الأديان والقوميات تقابل هذه الوجوه بقلق بدء يؤثر على العلاقات الإجتماعية ويزرع بذور الخوف والرعب مما سيؤدي ذلك الى تفتت المجتمع العراقي بكل اطيافه، ترى اليس هذا اعدام العراق والديمقراطية معا.


احد الإصدقاء من كبار السن قال لي.....هل تعلم لماذا كل هذه الفوضى في العراق...
قلت له هناك عدة عوامل تساهم في هذه الفوضى وهي تعرقل نهوضه......
قال.... هناك ثلاثة فقط....
قلت.... ما هي..


قال...اعضاء الحكومة، واعضاء البرلمان، ومواد الدستور... فاذا اردت خلاص العراق اتبع مايلي....
1..هيأ رجال عراقيين أصيلين بعقول علمانية منفتحة وبمؤهلات اكاديمية رجال تحب الحياة وتعشق خدمة البشر وتعمل على نسيان الماضي وتفتح صفحة جديدة لمستقبل العراق، رجال غير منتمين لأحزاب دينية ولا قومية عنصرية، رجال معروفين بالنزاهة والخلق، يضعون دستورا نزيها حضاريا، ويشكلون برلمانا حريصا وامينا وملتزما باداء واجباته لخدمة العراق.
قلت... من يقوم لتهيأة ذلك..؟
قال... اميركا!
قلت... كيف؟
قال...
بداية وقبل كل شئ...تقوم اميركا بتهيات طائرة خاصة تنطلق من المنطقة الخضراء لتنقل بطائراتها كافة الذين اتت بهم والعودة بهم من حيث جمعتهم...

2.. هيأ نساء ذات كفاءات اكاديمية ممن يجيدون قيادة السيارات والدراجات الهوائية، وامنحهم حرية الملبس والمأكل والتنقل في شوارع العراق دون ممنوعات.
قلت... من يقوم لتهيأت ذلك..؟
قال.. اميركا نفسها !
قلت... كيف؟
قال..
بداية وقبل كل شئ... تقوم اميركا بتهيات طائرة خاصة تنطلق من المنطقة الخضراء لتنقل بطائراتها كافة الذين اتت بهم والعودة بهم من حيث جمعتهم.

فقلت له.. هل هذا ما يحتاجه العراق لينهض قال خاتماً توجيهاته..
قال.. نعم.. واسمع اخي...وحق رب السماوات..... اذا ما ارادت اميركا ان يستقر العراق فانها تستطيع ذلك وانها قادرة على اختيار افضل العراقيين لقيادة العراق، فحين يتوفر هؤلاء الرجال والنساء ويراهم العراقيون وهم يتجولون في شوارع بغداد ويشاركون العراقيين في افراحهم واحزانهم دون تمييز طائفي او عرقي او حزبي، ويطلون على العالم عبر شاشات الفضائيات بهندام جميل وبوجوه نظيفة مبتسمة تدعُ الى الألفة ونسيان الماضي والتحابب، فاعلم يا اخي ان العراق سينهض خلال شهرين وليس عشرة... وعكس ذلك.. سيبقى شعب العراق متخلفا جائعا يمارس شعبه طقوس اللطم والضرب على الصدور ولن يغادروا عقلية الثأر التي ستعيدهم لا محال الى مقابرهم لدفن المزيد من قتلاهم الأبرياء !
قلت له... اخي العزيز توجيهاتك اشم فيها رائحة المؤامرة لا بل وغير منطقية، لأن حكومة العراق وبرلمانها ودستورها منتخبون من قبل الشعب، هذا ما قاله بوش والحكيم والمالكي والطالباني، وقد استطاعت حكومة العراق من تقديم افضل الخدمات للشعب العراقي بعد القضاء على نظام صدام الدكتاتوري، ويقال حتى انها تفوقت على حكومة دولة السويد في ادارة شؤون الوطن والمواطنين....واذا اردت التأكد من حقيقة ما يجري في العراق اغتنم فرصة عودة 176 عضو مؤمن من اعضاء البرلمان البالغ 275 عضو بعد الإنتهاء من اداء فريضة الحج، واسمع تصريحاتهم وهي فرصة نادرة لك لأنها لن تتكرر ثانية، وعلى الأقل للتعرف عليهم.

ادورد ميرزا

استاذ جامعي