لقد سقط صدام فهل تحرر العراق؟.. الجواب نعم، ولكن الشعب العراقي لم يزل شعباً أعزل ومسلوب الارادة يعاني من الارهاب والاستبداد والحرمان بفعل تحكّم أمراء الدين والطائفية بشؤون الدولة والمجتمع.. هؤلاء الأمراء ينعتون التحرير بالاحتلال كذريعة للانفراد بالشعب وإفراغ عملية إسقاط نظام صدام من محتواها الديمقراطي.. أمراء الدين والطائفية وميليشياتهم الخارجة على القانون من الشيعة والسنة يعتدون على حقوق المواطنة ويعيقون بناء دولة القانون ويعملون على سيادة منطق الارهاب وإطالة أمد معاناة الشعب من ويلات التدهور الأمني والانفلات الاداري وشحة او انعدام الخدمات.. لقد سرقوا فرحة العراقيين بخلاصهم من أبشع نظام حكم عرفه تاريخ العراق المعاصر.. الشعب العراقي يراقب مذهولاً ومندهشاً ويدفع الثمن غالياً جراء أنانية وأطماع سدنة الطائفية والنفاق السياسي باسم quot;الدين والتحرير!!quot;... هل هذا الوضع هو البديل الحقيقي والمنتظر؟
أحزاب السلطة ومن خلال أسمائها وسلوكها المعادي لمنطق الحرية والتحضّر والتمدّن تريد جرّ العراق الى عصر الفتوحات الاسلامية.. والمناوئون للسلطة ينتقمون من الشعب ويحاربونه بأمنه ومصادر عيشه.. السلطة ومناوئوها يتفننون في ضرب استقرار البلد وخنق طموحات الشعب في الحرية والديمقراطية والتطور... الفزعة الارهابية متنوعة الأوجه والنشاطات ضد العراق وشعبه، هذه الفزعة التي يديرها نظام الملالي في ايران وحلفاؤهم البعثيون في سوريا وينفذها مأجورون محليون ووافدون لن توقع الفتنة ولن تعيد التاريخ الى الوراء... بإرادة العراقيين الحرة وبمعونة ومؤازرة قوات التحالف سيكون التاسع من ابريل أكثر بهاءً وجمالا.
أعداء الشعب العراقي يراهنون على افتعال الضجيج الطائفي في العراق.. إن العراقيين بكل طوائفهم وقومياتهم لايعانون من احتقان طائفي سوى أن زعماء ومشايخ الطائفية وسدنة الكراهية الدينية يتاجرون ويهددون ويبتزون باسم الدين والطائفة وهم الآن أمراء الارهاب في العراق...
من اجل مكافحة الارهاب في العراق بشكل صادق وحازم ينبغي لقانون مكافحة الارهاب أن يتضمن نصاً صريحاً بمنع وتحريم استخدام الدين واستغلال الرموز الدينية وتوظيف الطقوس والمناسبات الدينية لأغراض التكسّب السياسي.. إن في هذا مساهمة عظيمة للحد من التهريج الطائفي ونبذ إشاعة التغبية السياسية باسم الدين ومما يسهّل ويكثف عمل وجهود قوات الأمن العراقية والقوات متعددة الجنسية لحفظ السلام في تطويق جماعات الارهاب وحصرها في أضيق زاوية لاجتثاثها من أرض العراق.
سقوط صدام حسين يوم التاسع من ابريل 2003 ورميه وأزلامه في السجن ومثولهم امام العدالة لم يكن سوى جزءاً من quot;حملة حرية العراقquot; التي لابد وان تتكلل بالظفر الكامل في مساعدة الشعب العراقي وقواه السياسية الديمقراطية في إرساء دعائم البناء الديمقراطي والتطور في عراقنا الجديد.
مرحى 9 أبريل يوم الظفر!
بوركت سواعد المحررين!
سلاماً شهداء التحرير!

عدنان فارس
[email protected]
9 / ابريل / 2006