كالحب من أول نظرة الذي ينتهي بالزواج ولكن ليس على طريقة الأفلام المصرية هذا ما حدث بيني وبين إيلاف والذي انتهى بحالة إدمان لا يمكن الشفاء منها أبدا. قبل خمسة أعوام كنت أبحث عن منبر إعلامي ناطق باللغة العربية ينشر عن الألم العراقي ومعاناة العراقيين وللأسف كانت الصحف العربية تمشي على مقاييس دقيقة لدوائر الرقابة المنتشرة في كل شارع عربي وكانت إيلاف الاستثناء الذي يستحق أن نرفع له قبعاتنا وطرابيشنا وعمائمنا ولأني لست مطربشا ولا معمما ولا أضع على رأسي أي شيء سأخلع نظاراتي الطبية لدقائق حتى لا أرى الصحف العربية الأخرى التي لا تجرؤ على انتقاد شرطي مرور في قرية صغيرة منسية. قبل أن اسقط بإرادتي في فخاخ إيلاف الجميلة، كنت أبحث عن ضالتي يوميا في الواشنطن بوست والنيويورك تايمز والشيكاغو تربيون لأني وبصراحة فقدت الثقة بالمطبوعات العربية التي تنشر كل شيء ماعدا الحقائق والتي لم تتعامل مع ما يجري في هذا العالم بنسبة قليلة من المهنية الصحفية التي نجدها في المطبوع الغربي.
قبل إيلاف كانت القصيدة العربية التي يسمح بنشرها هي القصيدة التي تروق للحاكم أولا والقصيدة التي يعرفها الجمهور والتي يجب أن تكون من قالب معين وطراز معين، بتعبير آخر نسبة عالية من الصحف العربية التي كنت أجدها مطبوعة في أمريكا أو التي أجدها على الإنترنيت كانت تنشر الشعر على طريقة الجمهور عايز كده والأهم الحاكم عايز كده لكني بدأت أقرأ الشعر المشاكس المرفوض من المؤسسة في عالمنا العربي على صفحات إيلاف.
أما نساء إيلاف فهي زاوية تتركنا نتأمل الجمال الذي بدأ عالمنا العربي يفتقده يوميا بعد دخول القسوة إلى الممارسة اليومية للأفراد والمؤسسات تحت ذرائع شتى الدين المسّيس أولها.
لمن علينا أن نعلن شكرنا في عيد ميلاد إيلاف؟؟؟؟
لعثمان العمري؟
للجنابي؟؟
لأسامة مهدي؟؟
لباقي الأوركسترا التي تعزف إيلاف كل ساعة من زمننا العربي الهاديء كالبرك؟
للجميع الذي يساهم في إنتاج سيمفونية مشاكسة أسمها إيلاف في زمن عربي طاعن في الصمت، شكرا من القلب

فارس عدنان
شاعر عراقي مقيم في أمريكا
[email protected]