انه مبدأ يعتمده المنهزمون، من أنظمة وتنظيمات، في العراق ولبنان على وجه التحديد... مبدأ قوامه العروبية الفاشية والإسلام المسلّح والولاء لايران... مبدأ يغلفونه بإكذوبة quot;الصراع العربي الاسرائيليquot; وتحت هذه الاكذوبة يرتكبون أبشع الجرائم ضد الحرية والسلام والديمقراطية والتطور وضد الحياة.
رئيس وزراء اسرائيل أمام شعبه والعالم أجمع يعبّر عن حزنه وأسفه لما حصل للبنان وشمال اسرائيل وبالمقابل نرى رئيس حزب اللـه، ومن مخبئه، يعتبر ماتسبب به من تقتيل وتدمير وتشريد لشعب لبنان بأنه انتصار quot;ستراتيجي وتاريخيquot; ولكن هذه المرة لم يُهدي هذا الانتصار الى حضرة مقام والي الفقيه في قم كما فعل مع الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000 الذي اعتبره حسن نصر اللـه إنتصاراً له ولمراجعه العظام في ايران.. انه منتصر مادام أحدٌ لم يعثر على الحفرة التي يختبىء فيها... وبهذه المناسبة quot;الستراتيجية التاريخيةquot; مناسبة إفلاته من الإمساك به سيحتفل حسن نصر اللـه على أشلاء الضحايا ووسط جراح ودموع المنكوبين اللبنانيين وعلى ركام الدمار وتلال الخراب وسيوزع العطايا أو التعويضات كما أسماها ولا أحد يسأله ماذا فعلت ياهذا ومن اين لك هذا!؟
الفرق كبير بين الحرب من اجل ايران وبين الحرب ضد الإرهاب.. الإرهاب الذي ترعاه ايران على وجه التحديد. لقد افلحت ايران في دفع قضية ملفها النووي الى المرتبة الثانية ولكن لحين.. فنهاية شهر اغسطس آب على الأبواب حيث أن شعوب العالم وقواها الخيرة تنتظر من مجلس الأمن الدولي وضعَ حدٍ لاستهتار نظام ملالي ايران بمقدرات السلام والأمن في الشرق الاوسط وخاصة في العراق ولبنان... إن مايحدث في هذين البلدين من مصائب ومآسي على أيدي الإرهابيين وتنظيماتهم المحلية والوافدة بدعم وإدارة النظام الايراني وبوابته السورية يضع العالم ومجلس الأمن الدولي أمام مسؤولية (ستراتيجية تاريخية) سريعة الإنجاز مآلها كبح جماح عدوانية الأطماع الايرانية وتفكيك تنظيمات أذنابهم المسلحة في العراق ولبنان.
شعبا العراق ولبنان شعبان توّاقان الى السلام والحرية والديمقراطية ولكنهما يُعانيان من تفشّي وسيادة التشيّع المسلّح وانتظامه في ميليشيات مجندة لارتكاب أبشع الجرائم خدمةً لأغراض ومقاصد الملالي في قم وطهران... دولة لبنان ليست دولة ثرية والجنوب اللبناني ليس فيه آبار نفط ولا مناجم ذهب فمن اين يأتي حسن نصر اللـه بالأموال والتجهيزات والأسلحة لميليشياته وquot;التعويضاتquot; لضحاياه؟ إنها بالتأكيد من ايران ولكن لصالح من ومقابل ماذا؟ المقاومة والتحرير واسترجاع مزارع شبعة كلها حجج واهية وستائر مليئة بالخدوش وبالثقوب... لاتقوم قائمة للبنان بعد اليوم إلاّ بنزع سلاح الميليشيات وتفكيك حزب اللـه... وهي نفس المهمة أمام الشعب العراقي مع فارق أنّ أحزاب اللـه في العراق عديدة ومتنوعة وأن للعراق 1200كم حدود مع جمهورية الإرهاب المعمم في ايران.
الإرهابيون الاسلاميون والقومجيون تجمّعوا في العراق بإسناد وتجهيز من قبل نظام الملالي الايراني ونظام البعث السوري لقتال السلام والحرية وإعاقة تحقيقهما في العراق.. نظام ملالي ايران وميليشيا أذنابه في العراق جعلوا من العراق أقرب الى الحرب الأهلية والتقسيم منه الى الديمقراطية والتوحّد. إن ميليشيات quot;التشيّع المسلحquot; هي مصدر الإرهاب في العراق... لولا ميليشيات ( بدر ـ صدر ـ فضيلة ) لما تأسست بقية ميليشيات الارهاب في العراق.
نوري المالكي يعرف جيداً أن تفعيل القوانين وفي مقدمتها quot;قانون مكافحة الإرهابquot; بحاجة الى أداة سياسية ـ يعني دولة تعتمد وتحترم القانون... ولكن أحزاب وممثلو الميليشيات المسلحة في حكومة السيد المالكي الحالية وفي البرلمان العراقي الحالي يُعيقون ويعرقلون تفعيل القانون... فماذا عساكَ فاعلٌ يانوري المالكي؟... النصر ليس ببقائك رئيساً للوزراء يانوري المالكي وإنما النصر بالقضاء على الإرهاب وتفكيك ميليشياته ووضع حدٍ للتجارة بالدين والطائفية والتصدي لنهب أموال الشعب من خلال المحاصصة وتعيين الشخص غير المناسب في موقع المسؤولية وإعادة بناء وهيكلة الدولة العراقية لما فيه خير العراقيين في عراقهم الجديد.

عدنان فارس
[email protected]
15 أغسطس / آب 2006