بعد الأنتصار الساحق الذي حققه حزب الله، حزب كل مؤمن بالله سبحانه وتعالى، علت الفرحة على وجه كل عربي في الوطن العربي، وكل عربي في شتات هذه البسيطة. وشاهدنا على التلفزيون اللبناني أجراس الكنائس تقرع، واصوات المؤذنين تعلو من فوق المآذن، والأناشيد الوطنية تصدح في كل بيت عربي. كان عرسا جماعيا، أعاد الأمل والفرحة والطمانينة الى فلوب لم تعرف سوى القهر والأستسلام والهزيمة، بعد حرب العبور في مصر.
واعترف العالم الغربي بقدرات المقاومة، وبنصرها على اسلحة اسرائيل المتطورة، وعلى هزيمة الجيش الأسرائيلي. وكتب معظم صحافي العالم عن هذا الأنتصار، وأشادوا بالدور الوطني الذي يقوم به حزب كل المؤمنين بالله. وكتبوا بالأحرف العريضة عن الدور الأمريكي والأوروبي المشين بشأن الهجوم البربري الذي قامت به اسرائيل بدعم مباشر من الرئيسين بوش وبلير، ومعظم القيادات الأوروبية.

وتناقلت الصحف أعمال التخريب والقتل، وخاصة قتل الأطفال الأبرياء، والمدنيين العزل، وهدم الجسور، والمنازل على من فيها.. والحقيقة بأنهم عروا امريكا من كل المثل والأخلاقيات والمدنية. واظهروهم للملاء بأنهم مصاصو دماء، ومجرمو حرب،وقتلة. ولأمتصاص هذه الأزمة العالمية، ولألهاء الصحافة عن سرد وقائع الهجوم الأسرائيلي الأمريكي على لبنان لأكثر من 33 يوما، أفتعلت بريطانيا قضية الهجوم على الطائرات بمواد سامة في مطار لندن الدولي، واتهام اسلاميين باكستانيين باختراع مواد متفجرة سائلة، سيقومون بتفجيرها أثناء الطيران. حينها توقفت الصحافة العالمية عن الكتابة عن مجازر لبنان، وبدأت بتغطية لأكثر من اسبوع ما يحدث في مطار لندن، وعن وحشية الأرهابين المسلمين. ولم نعد نسمع كلمة واحدة عن حرب لبنان الغاشمة.
بقي الحال على ما هو لمدة اسبوع واحد، وفجأة توقف، لآن البريطانيين لم يعثروا ليومنا هذا عن شاهد مسلم واحد ليقف أمام المحكمة البريطانية ويشهد هذه اللعبة التي انطلت على الرأي العام بشكل عام، والصحافة بشكل خاص.. واليوم لا أحد يتحدث عن وجود دلائل لهذه الحملة المغرضة الملفقة. ومباشرة بعد ذلك، غطت الصحف العالمية قصة رجل امريكي يدعى JOHN MARK KARR كان يعيش في بانكوك، تايلاند، ادعى بأنه قتل الطفلة الجميلة البالغة من العمر 6 سنوات JON BENET في 26 ديسمبر 1996. ولا يزال ليومنا هذا غموضا في قتلها. وعندما تم استدعاؤه الى امريكا تبين أنه كاذب. ولمدة 5 أيام متتالية أخذت المحطات التلفزيونية الرئيسية، بما في ذلك CNN متفرغة تماما للحديث عن الحادثة التي تمت قبل 10 سنوات، وعن الشخص المدعي أنه قتلها.

أن حديث الناس، وبرامج التلفزيونات، والصحف خصصت كل أوقاتها بالكتابة عن القبض على قاتل الطفلة، وفجأة توقف الحديث عنه. ولم نعد نسمع أي شيء عن القاتل، سوى أن الأدلة دلت بأنه كاذب وشغلت الصحافة الأمريكية ومحطات التلفزيونات كلها عن استعراض حادثة 11 سبتمبر، وعن الأرهاب والجماعات الأسلامية الأرهابية. وخصصوا لذلك برامج دعائية طالت اياما كثيرة لغسل عقول الشعب، ولزيادة كرههم للأسلام والعرب. ولكن ظهر هذه السنة بعض المواقع التي برأت الأسلام من التخطيط والتنفيذ لهذه المؤامرة، وأشاروا الى كل من تشيني ورامسفيلد والرئيس بوش بالتخطيط لها، ونفذتها أجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية والموساد.

وظهر كثير من كبار اساتذة الجامعات الكبرى بالتحقيق في حادث البرجين في نيويورك، واثبتوا من ناحية علمية بأن سقوط البرجين تسببا بالأنهيار الكلي لوجود متفجرات في داخل البرجين. أما حادثة البنتجون في وشنطن فنفوا كليا وجود طائرة في سماء وشنطن انذاك، استنادا الى كل أجهزة الرادار حول مدينة وشنطن، المقر الرسمي لرئيس الجمهورية الأمريكية، ونسبوا الحادث الى صاروح أطلق مباشرة على مبنى العمارة.
وبعد ذاك مباشرة بدأت الصحف ومحطات التلفزيون الأمريكية تركز على رئيس جمهورية ايران والمفاعل النووية.، وثم خطب رؤؤساء وملوك الدول في افتتاح الجمعية العمومية في الأمم المتحدة. ولا شيء عن مجازر لبنان، وانتصارات حزب الله.
وأنا أعتقد بأنه خلال ايام أو ألأسابيع القادمة سيعلن الرئيس بوش عن وفاة قائد القاعدة اسامة بن لادن بأثر مرض عضال أصابه في باكستان.
وحينها ستبدأ محطات التلفزيون عن الخوض من الألف الى الياء عن كل عمليات الأرهاب التي يدعون بأن القاعدة نفذتها وأصبح الأعتداء الغاشم على بيروت في خبر كان بالنسبة للأعلام الأمريكي. وكأن لا شيء قد حصل.

د. عبدالله عقروق

aaakrouk @adelphia.net