تعددت الاسباب و الموت واحد، ومهما حاول الانسان و سعى فإنه لامحال من أن يذوق من عسيلة الردى الذي يتربص به الدوائر، وفي کل الاحوال، فإن الموت أو البداية الحقيقية للحياة کما تسميها سائر الاديان
هناك حالات موت ذکرها المؤرخون عبر المراحل التأريخية المختلفة، وجدت البعض منها صدى في عقول و ضمائر الکثير من الناس، منها على سبيل المثال، الحادثة المشهورة لإغتيال يوليوس قيصر في مجلس الشيوخ على أثر المؤامرة المشهورة التي إشترک فيها صديقه بروتس، ومنها أيضا، حادثة إنتحارquot;کليوباتراquot;بإستخدامها حيات سامة |
الموت، أو طي صفحة الحياة، يذکر المؤرخون الکثير عنه ولعل تشبثهم و تأکيدهم المستمر على موضوع الموت قد يکون في حد ذاته و في جانبه الحقيقي بمثابة تعلق منهم بالحياة، إذ ان الانسان حين ينقل نبأ وفاة فلان من الناس، فکإنه يريد أن يثبتquot;لذاتهquot;بانه مازال حيا وإن الموت لم يختطفه و ينهي حياته بل لقد تعلق الامر بغيره وإنه حين يبکي عزيزا خطفه الموت منه على حين غرة فإن بکاءه على ذاته التي سوف تکون في يوما ما طعما و فريسة لاحول لها و لاقوة أمامquot;غولquot;الموتquot;کما يفلسف الامر من قبل أخواننا النطاسيينquot;.
وهناک حالات موت ذکرها المؤرخون عبر المراحل التأريخية المختلفة، وجدت البعض منها صدى في عقول و ضمائر الکثير من الناس، منها على سبيل المثال، الحادثة المشهورة لإغتيال يوليوس قيصر في مجلس الشيوخ على أثر المؤامرة المشهورة التي إشترک فيها صديقه بروتس، ومنها أيضا، حادثة إنتحارquot;کليوباتراquot;بإستخدامها حيات سامة، أو إنتحار قائد قرطاجةquot;هنيبعلquot;بعدما رأى الهزيمة تخيم على جيشه، و حوادث أخرى کثيرة کلها تروي کيفية إنتهاء حياة هذا أو ذاک، سواءا کان الامر قتلا أم إنتحارا أم ميتة طبيعية، فکلها في النتيجة تفضي الى ذلک العالم المجهول الذي کان کهان العرب يقولون عنهquot;مالي أرى الناس يذهبون فلا يرجعون؟ أرضوا بالمقام فاقاموا أم ترکوا هناک فناموا؟quot;.
هذا الموت، يتجسد للعالم کله اليوم من خلال عمليات إعدام رموز الحکم السابق في العراق، والذي بات يثير عاصفة من الغضب و الرفض و الإستنکار علىquot;هکذا طرق وحشيةquot;يتم من خلالها quot;إغتيالquot;وquot;تصفيةquot;ساسة سابقين لإعتباراتquot;ثأريةquot;في خطها العام، وتبدو الحکومة العراقيةquot;أکثر دمويةquot;وquot;وحشيةquot;حين تصر علىquot;شنقquot;أولئک الساسة الذين تقطعت بهم السبل و صاروا کقطيع من الشياه بقبضة جزار لا يتعامل بلغة أخرى سوى لغة السکاکين!
نعم يا سادة، حکومة السيد نوري المالکي هي حکومة تمتهن حرفةquot;الجزارةquot; بحقquot;جزارين سابقينquot; و في مثل هذه الحرف ليس هناک من مجال لکلمات مثل الرأفة أو الصفح أوquot;دعه لوجه اللهquot;وإنما هناک المقصلة العطشى لرقاب قدquot;دنا أجل قطافهاquot;من أجساد باتت تجدها ثقيلة عليها، وحکومة مجرمة تمتهن حرفةquot;القتلquot;في وسط حکومات وديعة مثلquot;...quot; وquot;...quot; و...وأي منها تجدها أفضل من أختها؟ کلها تمتهن حرفةquot;الجزارةquot; ولکن ليست بالصيغة البغدادية المقرفة حين يصيبون الناسquot;الابرياءquot;بالغثيان عندما يشنقون ثلة من الساسةquot;إبتغوا الصلاح فلم يصيبوا و أخطأوا وهم مأجورون على کل حالquot; تحت أنظار العالم کله وکأنهم لايملکون أقبية سرية و دهاليز مظلمة؟!!، الحکومات الاخرى تقوم لابنفس الشئ وإنما أسوأ منه بکثير ولکن بصيغة أکثر تطورا و عقلانية عندما يقومون بسلخ جلودquot;الشياهquot;البشرية من دون أن يدري أناس يقطنون في الغرفة المجاورة بل وحتى لايدري أحيانا الرمش شيئا عن الذي جرى للعين، وهذا قبس من علوم الجزارة التي تداولها الحکام بين بعضهم و نقلها الآباء للأبناء وهلم جرا!
وقد يکون الجزار الراحل صدام حسين، قد أمعن في تماديه بجزر الشياzwnj;ه البشرية حتى إنه لم يقم وزنا لأي شئ سببا في فنائه، کما يذکر لسان حالquot;نظرائهquot;في المهنة التي بالامکان أن نسميها من أقدم المهن وأکثرها أهمية في کل دواوين الحکم بالمنطقة ولها طرقها و فنونها و علومها الجمة التي تدرس في الاقبية المظلمة بعيدا عن وسائل الاعلام و أعين الناس بشکل عام، غير أن جزر الجزار بطريقةquot;جزاريةquot;مثل أن يلتقي قطبان متشابهان فتکون النتيجةquot;صافية لبنquot;وبهذا فإن جزار العراق الراحل و حملة سکاکينه قد أصبحوا بحکم التائبين المتطهرين من کل ذنب ومن لايصدق فليستمع الى فتاويquot;الفقهاءquot; وquot;العلماءquot;البارزين بشأن إعدام الثلاثي صدام و برزان و عواد و بعدها فليقرأ الفاتحة على روح کل طاغية!!
نزار جاف
[email protected]
التعليقات