بداية أنا أعتبر كافة المذاهب والفرق الأسلامية الشيعية والسنية هي من صنع البشر وليس لها علاقة بالأسلام الحقيقي.

وبعيداً عن فكرة المخلص العادل التي تداعب مخيلة الانسان في كافة الديانات، يعود سبب نشوء بدعة الامام المهدي المنتظر الى قيام مجموعة من الأشخاص بالأحتيال على أعضاء التنظيم السري الشيعي وسرقة التبرعات المالية منهم.

فمعروف ان بني هاشم قد أسسوا تنظيماً سرياً واسعاً إبان فترة حكم الدولة الاموية والعباسية، وكان هذا التنظيم معارضاً مسلحاً للسلطة ومنافساً لها يسعى للإستيلاء عليها انطلاقاً من قناعته بأنه الأحق بحكم رابطة القرابة من الرسول محمد ( ص ) وبعد وفاة أحد زعماء التنظيم الهاشمي وهو الامامالحسنالعسكري سنة 260 للهجرة حصل فراغ كبير في التظيم.


وحدث ان جاءت تبرعات مالية ضخمة من أماكن مختلفة الى مقر الامام العسكري من قبل أتباعه فأستقبلهم بعض أصحاب الامام الذين عرفوا بأمر هذه التبرعات المالية للتنظيم فما كان منهم الا أن أختلقوا قصة وجود ولد للامام العسكري واسمه محمد وهو المهدي المنتظر في اخر الزمان ولايستطيع الظهور للناس خوفاً على حياته من الدولة العباسية، وقد أختبأ بناءا على الأوامر الالهية ولذا فقد كلف هذه المجموعة بأستلام الاموال والأجابة على تساؤلاتهموقد أطلق عليهم أسم النواب الاربعة لصاحب الزمان.


طبعا أستمرت الخدعة ونتيجة للأرباح المالية الضخمة تأسست على ضوئها المرجعية الشيعية التي بدأت تفبرك الأطار الايديولوجي الديني لهذا الاحتيال فكانت بدعة (( الخمس )) وهي واجب مالي على كافة الشيعة دفعه لسلالة آلـ الرسول محمد الذين يرمز لهم بالعمامة السوداء والخضراء، وكما هو واضح ان فكرة دفع الخمس لمجموعة معينة بأعتبارها فوق البشر لأسباب عشائرية عرقية هي فكرة بالضد من عدالة الله تعالى ودعوات الاسلام بالمساواة والعدالة بين البشر، ويوجد تشابه كبير ما بين فكرة الخمس وفكرة العرق النقي التي جاء ت بها النازية الهتلرية!


وبمرور الزمن على مدى فترة الصراع السياسي بين بني هاشم والامويين والعباسيين توسعت عملية الأدلجة والتنظير للتنظيم السري لبني هاشم فخرجت فكرة العصمة الألهيةللأئمة الاثنى عشر اذ بموجبها فأن هؤلاءهم فوق البشرمن حيث القدسية وامتلاك المواهب الخارقة وعدم الوقوع في الخطأ، بل وفق الأيديلوجيا الشيعية تم الترويج الى ان مبرر خلق الكون هولأجل هؤلاء الأئمة،وكان في المقابل لدى المذاهب السنية فكرة متطرفة تقولبعدالة الصحابة ووضعهم فوق البشر، وواضح وفق مبدأ العدالة الألهية في مساواة البشر فساد كلا الفكرتين الشيعية والسنية.

لقد وصل التطرف لدى بسطاء الشيعةبخصوص فكرة الامام المهدي المنتظر انهم أصبحوا يحترموه أكثر من الله تعالى، ففي المساجد والحسينيات عندما يأتي ذكره في اثناء قراءة الأدعية جرت العادة بمجرد سماع اسم الامام صاحب الزمان ينهض الجميع وقوفاً ويضعون أيديهم فوقرؤوسهم احتراما وتقديساً له، بينما لايفعلون هذا في حال ذكر الله عزوجل أو ذكر الرسول!


وبما أننا امام أيديولوجيا تعتمدعلى تحريك المخيلة الجمعيةوتقمع الوعي النقدي تحت ذريعة ان منطق الغيب هو أكبر من قدرات العقل، وكذلك اننا امام فائدة مهمة على الصعيد السايكولوجييحققها الايمانبفكرة الامام المهدي للأفراد والجماعات تتمثل في تماهي الانسان العادي العاجز وذوبانه في رمز مخلص خارق القدرات يمكن ظهوره في أية لحظة ويسيطر على كل هذه الارض ويصبح هذا الانسان العادي أحد جنود الامام المهدي ويحصل على النعيم في الدنيا والجنة في الاخرة، وبالتالي فأن عملية الايمان والتماهي بالرمز المنقذ الخارق تجعل الشخص المؤمن هو الاخر يشعر بأنه كائن خارق ومقدس.. وعليه فأن المحاكمة العقلية للعقائد ومحاولة اقناع الناس ببطلانها عملية مستحيلة ولافائدة منها مالم يبادر الفرد المؤمن من تلقاء نفسه بأجراء عملية مراجعة فكرية بعيدا عن التعصب للموروث الذي تربى عليه داخل الأسرة والمجتمع من دون اختياره.


والجدير بالذكر هنا هو انه لايوجد ديانة خالية من الأساطير والخرافات التي تمتزج مع العقيدة الدينية الأصلية المقدسة، ونحن هنا لانجرم أحداً من الشيعة ونطلق عليه احكاماً، فأنا أحد أبناء الطائفة الشيعية وسبق لي في بداية حياتي كنت مؤمناً بفكرة المهدي المنتظر وقرأت عنها الكثير من اجل تعزيز هذه القناعة والدفاع لغاية حصول التحولات الفكرية لدي ّ وتغيير قناعاتي الفكرية والدينية،ان القصد من التطرق لهذه المواضيع هو تأصيلها وإلقاء الضوء على أسباب نشوئها والهدف من ورائه، والبسطاء من الشيعة عندما يؤمنون بهذه العقائد فأنهم يؤمنون بحسن نية وقصد نبيل من اجل التقرب الى الله تعالى ولهذا يجب الانتباه الى عدم الوقوع في فخ التهجم العدواني الطائفي عليهم من قبل الاخرين فكافة الديانات والمذاهب فيها البدع والأساطير والخرافات.

خضير طاهر
[email protected]