في هذه الايام المسعورة على الشيعة العرب الاشراف والعراقيين منهم على وجه الخصوص. يخرج علينا البعض في التلفاز او مقالات في بعض الصحف وهو يشير ويذكر الشيعة quot; كيف ان السنة احتضنوهم في اوطانهم وعاش الشيعة في كنف السنة!!quot; وهذه حقيقة الامر تعتبر نكته كبيرة لكن من النوع السيء، المبكي المضحك في أن واحد والى حد الهزل، وذلك لان اصحاب هذا الراي اما اغبياء سذج او طائفين مقيتين. لان هذه النظرة الى طائفة كبيرة وذات جذور عميقة وكبيرة في عروبتها وفي أوطانها بهذا الشكل هي نوع من الغباء التاريخي الذي لم يستفيد الاخرين من دروسه ولايريد الطرف الاخر التعلم والتنور من نتائجه الكارثية التي حلت بالاوطان وبالعباد نتيجة التطرف والابعاد والاقصاء التاريخي المزمن الذي مورس بحق الشيعة في بعض بلدانهم.
ان الشيعة ليسوا quot; مستوطنين quot; او بدو رحل او دخلاء على أوطانهم حتى يقال بحقهم مثل هذا الكلام المسخ، بل هم اساس قوي ومتين لعروبة بلد مثل العراق، ولايبقى شيء اسمه عراق او عروبة بدون شيعته الكرام، وهم لايستجدون صك عروبتهم الاصيلة من اي جهة او شخص كان، كما لايتنظرون نظرة رأفه او عطف او أسترحام من اي طائفة او فئة اخرى، تشاركهم بلدانهم او وطنهم العربي الكبير. ان الشيعة كانوا وسيبقون احد اعمدة العروبة الاساسية ولم ولن تتشكل العروبة بدونهم، وغير ذلك سيكون نوع من الضحك والكذب على النفس قبل ان يكون نوع من الضحك على ذقون الاخرين، أو محاولة بائسة من البعض لتمرير مثل هكذا كلمات الى العقل الباطني لبعض الجماهير العربية وبالتالي صنع نوع من الحاجز بين مكونات هذا الشعب العربي، وفي كل هذا خدمة أبدية وتاريخية لكل اعداء هذه الامة المتربصين بها.
أن من يعش في كنف الاخر اما ان يكون صغيرآ غير موهل او يكون عاجزآ او ان يكون دخيلآ، وكل هذه الاوصاف لاتنطبق على الشيعة العرب بصورة عامة والعراقيين منهم بصورة خاصة. فهولاء من مدرسة نبي الرحمة العربي الامين quot; صquot; وهم شيعة أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب quot;عquot;. وهم ابناء العشائر العربية الاصيلة. فكيف يمكن تبرير مثل هكذا تصور خطير يسوق له بقصد وبدون قصد في بعض الجوانب. فهل كان بيت النبوة العربية دخيلآ على امته!! وهل هذه العشائر والعوائل العربية الاصيلة جاءت من وراء الحدود!! ومتى تم اكتشاف مثل هكذا حقيقة تدميرية!! هل تم اكتشاف ذلك فجاءة وبصورة فورية مثلا بعد سقوط نظام صدام في العراق وصعود الشيعة الى بعض مواقع الحكم في البلد عن طريق الانتخابات، او بعد المواجهات السياسية التي تمت بين حزب الله وحكومة السنيورة في لبنان!! او بعد فوز جبهة الوفاق البحرينة بحوالي نصف مقاعد البرلمان. كل هذه الامثلة هي وقائق سياسية وان تم تلبيسها من الخاسرين ثوب الطائفية المذهبية لاغراض لم تعد مخفية على أبسط المتابعين. أن الشيعة ليس مواطنين من الدرجة الثانية بل هم مثل كل الاخرين قوميات وطوائف الذين يشاركوهم اوطانهم، فاما يكون الجميع في مراتب مرتفعة او ان يكون الجميع في مراتب منخفضة، هذه هي العدالة والمساواة والنظرة الانسانية السويه، وغير ذلك سيكون نوع من العبث الذي لايجدي، و من يصر على نظرية quot; الكنف quot; الغريبة هذه. فعليه اولآ ان يتقبل يكون هو في كنف الشيعة العرب حيث تكون الكفة متساوية، وعندها ممكن النظر الى مثل هكذا اقاويل نظرة حسن نيه واحترام. اما غير ذلك فهذا وهم وسراب يمني به البعض انفسهم لكنهم اول الخاسرين.
البلاد والاوطان لاتبنى بطريقة التقليل من أهمية البعض لصالح البعض الاخر، ولاتتم من خلال التبرع بثاني طائفة عربية مسلمة من ناحية العدد بكل ارثها الكبير وتاريخها الطويل ومواقفها الوطنية والقومية الى امم واقوام اخرى، لان مثل هكذا تصرف سوف يعطي في المقابل الحق الى الشيعة العرب بنعت الاخرين بشتى الاوصاف والتبرع بهم الى امم اخرى. ولاهذا التصرف ولاهذا الحق سوف يخدم مصالح العرب. بل انه سوف يثلم الكثير من كرامات الناس واحترامها لبعضها. وسوف يزيد من حجم المصاعب والكوارث التي تحيط بنا. وندفع ثمنها دماء اضافية مستباحة بدون وجه حق كل يوم بل في كل ساعة.
محمد الوادي
التعليقات