لعل الأفكار التجارية لا تنضب أبدا ً( فهذا هو فن التسويق وإختراع الربح )،مثلما نضبت الأفكار الأنسانية لدى شعوب شرق أوسطية برمتها أو نخب وصولية طفيلية تنمو كالجراثيم على القروح،فتساوى بذلك بائعي الأفكار العاطفية العنصرية والطرق الدينية من المشعوذين وصائدي الفرص مع تجار الموت اليومي من موردي الأسلحة والبشر وأجهزة التفجير عن بعد أو عن قرب بغض النظر عن النتائج الكارثية التي تؤثر في حاضر الناس ومستقبل اولادهم أنى كانوا في بلاد العروبة أو المهجر،فالتجارة شطارة،و صديق التاجر الأول هو معاناة الناس وحاجاتهم، خاصة اذا كان تاجرا ً غير متمدن ولا أخلاق لديه، كما هم بعض التجار من العرب وأدعياء الإسلام والسلام وحسن الجوار.
قبل عامين أو أكثر،ظهر أحد رجال الأعمال الباكستانيين من المقيمين في أوربا وفي بريطانيا على التحديد بإختراع غذائي (مقاوم )للصهيونية والتعجرف الأسرائيلي معلنا ً شراب (مكة كولا ) نقيضا ً ومنافسا ً لشراب الكوكا كولا اليهودي الصهيوني الذي تنتجه شركة الكوكاكولا العالمية (اليهودية )، والتي تشرب منتوجاتها كل البشرية تقريبا ً،وأكد الباكستاني ان الأمر هو عبارة عن تضامن إسلامي مع الفلسطينيين بالذات ومع الشعوب الإسلامية الأخرى التي تتكالب عليهما الدول المنتجة للكوكاكولا وخاصة أميركا،ووصف الباكستاني مكة كولا من إنه شراب لايختلف من حيث المكونات مقارنة بالشراب التقليدي الكوكا كولا،وكاد أن يقول quot;أيها المسلمون إشربوا شرابي،واتركو شرابهم،ودعوني أربح فأنا أخوكم في الدين الواحد quot;،لكنه لم يقل ذلك بل قال سوف نتبرع بدفعات من الشراب الى أبناء الأرض المحتلة في الضفة الغربية وغزة،كنوع من التذوق ثم يتم التسويق،وحين نجح في ذلك،ولامست الأرباح يديه،نافسه مواطنه الباكستاني البريطاني الأخر فأنتج مشروب (قبلة كولا ) ثم باشر بإرسال كميات هائلة الى شعوب المسلمين لتذوق الشراب الإسلامي( قبلة كولا) الذي يدعو المسلمين لشرابه بغض النظر إن كانوا شيعة أو سنة!!،والدافع الأساسي في كل ذلك هو لفت نظر المسؤولين السعوديين للتعاقد مع أصحاب مكة وقبلة كولا ليكون مشروب الحجاج الذين يتقاطرون بالملايين لأداء مناسك الحج السنوي والعمّرة،والفكرة ليست للباكستانيين بل فكرة بريطانية تجارية لعبت على المفاهيم الإسلامية العاطفية.
في أستراليا منحى أخر كون القارة لها من رياضات البحر أنواعا ً عدة مثل تنوع المسابقات في السباحة ومنافسات ركوب الأمواج،واليخوت...الخ،والأمر يعيق المرأة المسلمة (المحافظة ) في المشاركة بنشاطات مثل التي ذكرت،مما دعى الخبيرات التجاريات في تصميم أزياء البحر من (المسلمات ) الى إختراع لباس بحر خاص بالمرأة المسلمة وأطلقن عليه أسم (بركيني ) والبركيني لغير العارف هو مزيج بين (البرقع ) و(البكيني )،ولايختلف من حيث التصميم عن بدلات الغواصين التي تكشف عن تفاصيل الجسد،فالبركيني يغطي الرأس والجسد والقدمين،وقالت الأنسة المسلمة (لالا ) أحدى (مهندسات) تصميم البركيني،ان الزي قد حصل على تبريكات مفتي المسلمين في استراليا الذي وصفه quot;بأنه موافق للتقاليد الإسلاميةquot; وكذلك موافقة المجلس الأسلامي الأسترالي الأعلى،ودعت كافة النساء المسلمات الى شراء البركيني الذي باعت منه لحد الأن تسعة ألاف قطعة،أما السعر فأنه يترواح بين 150 الى 200 دولار استرالي،علما ً ان البكيني العادي يتراوح سعره بين عشرة الى عشرين دولار،وبدلة الغوص العادية لاتزيد على 60 دولار حسب صحيفة الديلي تلغراف الأسترالية.
وفي مصر وحسب الصحف العربية،فأن الكاتب (الفذ ّ) أنيس الدغيدي، قد هزم سوق الكتب العلمية والتربوية والروائية والفكرية والدينية في القاهرة بكتابه الموسوم (صدّام لم يعدم )،والذي تضمن صور لأشباه قائد الأمة المعدوم صدام،وان الأميركان وحكومتهم (العميلة ) في العراق لم يلقوا القبض على الرئيس (حلم الأمة العربية )،وقد بيعت ألاف النسخ من كتاب الدغيدي الذي نافس محفوظ وادوارد سعيد حسب صحيفة (إيلاف الألكترونية ).
الذيذكرته أعلاه يدعونا جميعا ً،كتاب وقراء،أما الى اليأس الشديد والصمت،أو التحول لمسايرة الناس هنا وهناك،أو التطرف والمقاومة الفكرية بأعلى مواصفاتها،أو الإنتحار والموت الذي ينسينا جميعا هذه الهموم.
واصف شنون
التعليقات