قرأت وشاهدت وسمعت مؤخرا عن روايات ومزاعم تفيد بأن صدام حسين وابنيه وحتى برزان لم يقتلوا ولا زالوا على قيد الحياة وأن من قتلوا وظهرت صورهم للعلن هم النسخ طبق الأصل..!!

ومن هذه الروايات ما صرح به للعربية نت ويدعيه كاتب مصري باسم quot;أنيس الدغيدي quot; ndash;ولا أدري هل هو قريب للمخرجة المعروفة quot;إيناس الدغيديquot; أم انه مجرد تشابه أسماء-وذلك في كتاب له من 336 صفحة أصدرته حديثا مكتبة مدبولي تحت عنوان quot;صدام لم يعدم quot; حيث يقول أن لديه 147 دليلا على أن من شنق على الملأ ليس صدام حسين وإنما شبيه له من ثلاثة أشباه وهو المدعو quot;ميخائيل رمضان quot; الذي خضع لعمليات تجميل وتعلم الكردية ليكون أكثر شبها وبدأ يظهر كدوبلير لصدام منذ عام 1999 ومن أدلة الكاتب سمات فارقة للشبيه عن الأصل مثل شامة صغيرة عند نهاية الحاجب الأيسر وشامة أخرى أكبر عند نهاية السالف الأيسر أيضا وكذلك الاختلاف في شكل الأذن.

ولو سألت عقلي بهدوء عن هذا الذي قرأت لترددت كثيرا في أن أصدقه ولربما يكون محاولة مبتكرة للرواج والكسب السريع من خلال تمنية محبي صدام بوهم أنه لا يزال حيا ولكني تعلمت في هذه الحياة أن كل شي ء ممكن ولو باحتمال لا تتجاوز نسبته واحد في المليون..!!

وأيا كانت الحقيقة..فان الذي قصفت رقبته يوم الثلاثين من ديسمبر أمام أمة مهزومة وعاجزة سيبقى في عقول الناس وذاكرتهم هو..هو صدام الذي عرفناه.

وفي اعتقادي أنه حتى لو كان صداما الحقيقي قد نجا فعلا بفضل صدام مزور فانه لن يستطيع الظهور في المدى المنظور ولعله يظل مختبئا ومتواريا إلى الأبد فظهوره بعد كل ما جري لو صدقت الرواية يتناقض كليا مع مكانة وفروسية وعناد التكريتي و سيعززالصورة المرتبة لاعتقاله من حفرة بلحية كثة وفحص الامريكيين المهين لاسنانه وهو شبه مخدر..!!

و لأن من أعدم في مشهد علني ومؤثر هو الأجدرأيا كان بقوة وصلابة الرمز الذي ظل متماسكا وشجاعا أمام جلاديه رغم اختلاف الآراء بشأنه وبشدة،لأنه ببساطة من دفع الثمن.

ومن هنا فاني أرى أن أمثال هذه الروايات قد تسيء إلى صورة وسيرة الراحل وخاصة الفصل الأخير منها من حيث لا يدري مروجوها أو يدرون.على الرغم من أن هذه المزاعم مع تصاعد وتيرة العنف وتزايد أعداد الضحايا في أربعين يوما خلت قد يصيب بالإحباط وخيبة الأمل معظم الشامتين و الراقصين والمهللين فرحا لمنظر الإعدام.وسيرتعد كارهي الرجل ممن شاركوه يوما مغامراته من تجدد كوابيسهم..!!

ومع كل ذلك فأنني أفضل الركون إلى المنطق السليم واحساسي العميق أن من قتل صبيحة عيد الأضحى هو صدام حسين بشحمه ولحمه فقد نال الرجل بحسناته وسيئاته نهاية تاريخية مدوية تليق به ويليق بها، وما نقرأ أو نسمع أو نشاهد من روايات ومزاعم ماهو إلا محاولات مبتذلة لاستغلال اسم الراحل وتاريخه من أجلالشهرة أو الكسب السريع.!!

توفيق الحاج