هل توجد سفارة في أي دولة في العالم تمنح جواز سفر جديد دون وجود وثائق أصلية أو دون الاتصال بالجهات المعنية في حالة عدم توفرها؟

(وشهد شاهد من اهلها) صدق الله العظيم

نشر موقع ايلاف في 1 فبراير 2007 مقالا للسيد داود البصري هاجم به السفارة العراقية في بكين بشكل عام والسيد السفير بشكل خاص بدون مبرر وكنت دوما بعيدا عن الكتابة والرد في المجـــــــــالات الاعلامية ولكن الظلم الكبير الذي وقع على السفارة العراقية في بكين من صاحــــب المقال ولكوني مطلعا عما يدور في السفاره فساقول الحقيقة لاغيرها لابرئ ذمتـــــي واكون شاهد حق ان شاء الله.

اولا: جاءت المقالة لتنسف كل شيء ويبدو صاحب المقال أراد ان يغلف موضوعـــــه الاساسي بقذف كل شيء في العراق ليجعلها مقدمة لصيده الثمين.

ثانيا: من خلال معايشتي الميدانية للسفارة والسيد السفير خاصة لم اجد ماذكـــــــره الكاتب صحيح اللهم الا حقيقة واحدة هي ان السيد السفير الدكتور محمد صابــــــر اسماعــــــيل عراقي كردي وطني بعيد كل البعد عن العنصرية او الطائفية ولم يميز بين عراقــــي واخر مطلقا ولقد اعطى صورة ناصعة عن العراقي الاصيل الذي لم تؤثر عليــــــــه الابواق الماجورة والتي تريد ان تمزق العراق بحجة التباكي عليه كما انه يعمل مــن الصباح الباكر حتى ساعة متاخرة من المساء ومنذ تولي مهامه نال احترام وتقديـــــر ومحبة العراقيين و الصينين ومسوؤلي السفارات العربية وهو يتكلم العربية بشكل جيد وليس كما ذكره صاحب المقال.

ثالثا: بعد التحري على تفاصيل المشكلة المثارة بالمقال تبين وبأيجاز بان احـــــــــــد العراقين المدعو حسين كاظم راجع السفارة وطلب تزويده بجواز سفرجديد اذ ادعى بانه فقد جوازه القديم ولايملك نسخة اصلية من شهادة الجنسية العراقية فاخبرتـــــــه السفارة بان التعليمات النافذة تتطلب اما تقديم نسخة اصلية من شهادة الجنسيــــــــــة العراقية او استحصال موافقة وزارة الخارجية فقامت السفارة بمخاطبتها وعندمـــــا تاخر رد الوزارة حضر الى السفارة وطلب مقابلة السفير فتم ذلك لان بابه مفــــتوح للجميع وتفهم حالته وطلب منه انتظار رد الوزارة ولكن السيد حسين كاظم رد على السفير بكلمات غير لائقه متهما اياه بالتحيز حيث قال له (لو كنت كرديا لاعطيتني جواز سفر في الحال) ومع ذلك طلب السفير بمفاتحة الوزارة مرة اخرى فجاءت اجابة مديرية شوؤن الجنسية التابعة لوزارة الداخلية بكتابها المرقم 10097 في 31/10/2006 كمــــــــا يلي( تعذر تاييد صحة صدور شهادة الجنسيه العراقيه بسبب احتراق كافة الاوليات وعلى المواطن الاتصال بذويه لمراجعة المديرية لغرض تثبيت رعويته العراقيـــة) وتم ابلاغه بذلك.

رابعا: يبدو ان كاتب المقال السيد داود البصري ربما من النوع الذي يتربص بهـــــــذه المواضيع لاثارة النعرات القومية وبكل وضوح يحاول ان يستعمل لغة الطائفيــــــه والعنصريه بحجة الدفاع عن (مواطن من الجنوب) وأحد الادلة على ذلك بــــــــــان صاحب الشكوى ارسل بعد 6 ايام من موعد لقائه مع السيد السفير رسالة اعتــــــذار نذكر قسما منها ( بصراحة انا اسف جدا على ماحصل في السفارة حقيقة كنت متعـبا جدا، اتمنى ان تنقل الى سعادة السفير خالص تحياتي مع الاعتذار الشديد علــــــــى ماحصل)

خامسا: بودي ان اسأل كاتب المقال هل توجد سفارة في اي دولة في العالم تزود من يراجعها جواز سفر جديد دون وجود وثائق اصلية او دون الاتصال بالجهات المعنية في حالة عدم توفر وثائق اصلية؟ واذا لم تتخذ السفارة جدلا مثل هذه الاجـــــــراءات فسنقرا من كاتب المقال اوغيره بان سفاراتنا في الخارج قامت بمنح جوازات ســــفر
عراقيه لمن هب ودب وخاصة ( للفرس والصفويين).

سادسا: ان للسلطة الرابعة(الصحافه) دورا مهما في تقدم البلدان ولكن يبدو بان بعض كتابنا العراقيين لم يستوعبوا هذه الحقيقة واستغلوا هذا المنبر المقدس من اجل الطعن بالاخرين وترويج الافكار العنصرية والطائفية بحجة الدفاع عن العـــــراق والعراقيين،والا كيف نفسر الهجوم على الدولة العراقية ووزارة الخارجية والاخوة الكورد و(بلاد فارس) على خلفية مشكلة مواطن ليس للسفاره العراقية في بكين دور سلبي فيها الا( ذنب واحد) موجود في ذهن كاتب المقال هوان سفيرها عراقي كردي وهي تعمل بعد انهيار النظام السابق وفقدان مكاسب انصاره المتباكين.

أ. د. حاتم الربيعي

مستشار ثقافي

بكين