-1-
لا نشك في أن مسؤولية السعودية وبقية العرب المعتدلين، كبيرةٌ خطيرةٌ في هذه المرحلة التي امسينا فيها نحن العرب وللأسف نقاتل وظهورنا إلى الحائط، وليته كان حائطا قويا صلدا، فزعاماتنا تفتقد الدعم الشعبي الواسع من جانب، ومن جانب آخر فالحليف الأمريكي الحضاري الكبير الذي كنا نتمنى منه ونعول عليه كثيرا، يبدو وللأسف مضطربُ الفعل غامض الإجندة.


المبادرات العربية التي قادها بهمة زعماء مصر والسعودية والأردن في المقام الأول، إبتداءً من مبادرتهم السريعة العاجلة لإنقاذ لبنان وزعامته الشرعية من السقوط في الفخ الإيراني على هامش حرب وكيل الملالي في لبنان، وإنتهاءً بإشنباكات الأخوة الفلسطينيين بينهم والتي لا نشك في أن وراءها ( كما غيرها )، اصابعٌ إيرانيةٌ خبيثةٌ مريضة.


هذه المبادرات تؤكد مجددا أن العرب واعون جيدا لهذا الذي يُخبأ لهم في دمشق وقم وطهران...!
حياكم الله ايها السعوديون الكرام إذ تناديتم لجمع الفرقاء الفلسطينيين الطيبين في بيت الطاعة المكّي الشريف المبارك، المؤثث بالعمق التاريخي الوجودي العربي المحمدي الحق.
لقد أحسنتم والله أيما إحسان إذ أعدتم هؤلاء الطيبين إلى الصواب، صوابهم العربي الإسلامي الإنساني المعتدل الناضج.
لقاء مكة بين حماس وفتح، كان إنجازا فلسطينيا رائعا...!
وكان نصرا عربيا سعوديا كبيرا، سعى لتحرير القضية الفلسطينية الشريفة من التهور والتدخل الإيراني الفج المنافق غير المبرر.
حياكم الله ايها الكرام وبوركتم إذ أعدتم الحلم العربي الكبير الشريف لأهله ولعُقالِ منطق أهله وثقافة أهله وأولويات أهله ومصالح اهله، ولو كان في السيد نجّاد خيراً فليت خيره توجه لشعبه الطيب المبتلى بالخرافات والأوهام والأساطير والحشيشة والبؤس والمستقبل القلق والثروات الضائعة والطغيان المبطن بديموقراطية زائفة أحادية الجانب معلقة بخيوط عمائم سوداء مزورة بخاتم محمد الذي ما عرفناه فارسيا ولن يكون...!
وأنتم أيها الأخوة الفلسطينيون، أحسنتم إذ إستجبتم سريعا لنداءات العقل والمنطق والمصلحة الوطنية ورددتم لأهلكم العرب بعض ما يستحقونه من وفاءٍ لمواقفهم الشريفة الدائمة معكم ومع قضيتكم التي هي قضية الجميع وهمّ الجميع.

-2-

وخطوة أخرى حيوية عاجلة مطلوبة الآن على وجه السرعة...!
دعمٌ مالي عاجل للفلسطينيين، يعيد شعبهم وحكومتهم وموظفيهم وأعمالهم ومكاتبهم الرسمية وحرسهم، للحياة الطبيعية كي ما تهدأ المشاعر إذ تشبع البطون وتنام العيون بسلام وتسترخي العضلات الموتورة المستفزة...!
بذات الآن، نتمنى على اهلنا العرب أن يضغطوا مجددا على حلفائهم الأمريكان والأوروبيين لإنجاز حل عادل دائم للقضية الفلسطينية، يحررها بشكل نهائي من ربقة أسر حلف الشيطان القائم بين جماعات إيران والقاعدة والأخوان وشقيقهم الذيل الفاشي البعثي السوري المراوغ، ويحفظ بذات الآن للإسرائيليين حق العيش الآمن في ارضهم التي اقرها لهم المجتمع الدولي.
لا بد لهذه القضية أن تنتهي بحل عادل شامل يحررنا جميعا كعرب ويهود من هذه التراجيديا الدموية الدائمة التي استنزفت اموالنا وثرواتنا وأعمارنا وإمكانية العيش الطبيعي الآمن في اوطاننا والإنتفاع العقلاني العادل بثرواتنا.
لا بد من هذا كيما ينتهي هذا التوتر الطائفي والمذهبي والقومي العنصري المشتعل منذ اعوام عديدة على هامش حروب الماضي بين الإسلام واليهودية وما اضيف لها لاحقا من توابل طائفية بغيضة أفرخها الرحم الإيراني الفارسي الفاسد في خضم صراعه مع الغرب والعرب والحضارة الإنسانية.

كامل السعدون

النرويج