تردد في الأخبار حول الوعكة الصحية التي أصابت السيد جلال الطالباني ndash;رئيس جمهورية الوضع الراهن في العراق ndash;والتي على إثرها نقل جوا الى العاصمة الأردنية حيث يعالج الآن هناك،وقد يكون الخبر ليس أكثر من عادي مقارنة بالمآسي الدموية الهائلة التي تذبح عشرات لا بل مئات العراقيين يومياوبشتى الوسائل الإجرامية، ألا أن ما شدني له هو المقابلة التي أجرتها قناة (الجزيرة الفضائية )مساء يوم 26/2/2007، لأحد مساعدي جلال وأسمه (الملا بختيار) ومن موقع مقابل للمستشفى الأردني، وكنت حريصا لأرى الملا بختيار هذا ولي في ذلك سبب حان وقت ذكره..
كنت في العام 1988 بدمشق، أعمل سياسيا مسؤولا عن مكتب العمل الوطني لقيادة قطر العراق لحزب البعث، وكان السيد جلال قد عاد الى دمشق بعد إنقطاع دام حوالي الستة سنوات نتيجة لوساطة إيرانية مع دمشق، وسويت أموره بعد أن حظي بمقابلة الرئيس الراحل حافظ الأسد وفتح مكتبه الذي كان مغلقا طيلة تلك السنوات الستة (82-1988)، وفي أحد الأيام جاءني عدد من الأخوان في الأحزاب الكردية التي كان قياديوها متواجدين دوما في دمشق ورجوني بأن أفاتح جلال الطالباني وأضم صوتي لهم بمناشدته الإبقاء على حياة أحد القياديين في تنظيمه (الإتحاد الوطني الكردستاني) والذي كان جلال يحتجزه لديه وحكم عليه بالإعدام، فما كان مني إلا أن أفاتح في اليوم التنالي (أبوشلال) حول هذا الموضوع فوعدني خيرا لكنه مسك بيدي قائلا بالحرف الواحد (سوف تثبت لك الأيام ياأبو محمد بأن ملا بختيار أحد عملاء صدام حسين!!) أجبته بأني ما رجوته إلا لقضية إنسانية حيث لا رابطة أو حتى معرفة بيني وبين هذا الرجل، وانتهى الموقف بهذا الحد.
وكما يقال ndash;ودارت الأيام- حيث أنعقد مؤتمر لندن للمعارضة العراقية في يومي 14-15/12/2002،أي قبل الغزو الأمريكي للعراق بحوالي الثلاثة شهورفي فندق هيلتون-ادجوار رود-، وفي أروقة المؤتمر جاءني من الأخوان في الأحزاب الكردية المشاركة ليخبرني بأن ( الملا بختيار) مشارك في هذا المؤتمر وهو عضو في المكتب السياسي للإتحاد الوطني الكردستاني الذي يرأسه السيدالطالباني!!، أكثر من ذلك فقد أجرى جلال مصاهرة عائلية حيث زوج أبنه الى كريمة الملا بختيار!!، وكنت بعد هذه المعلومات المفاجئة وبعد كل تلك السنين حريصا أن أرى الرجل الذي أفترض بأني قد ساهمت بالحفاظ على حياته ولم أفلح في رؤيته أثناءها وبعدها وبقي شوقي لرؤيته مكبوتا طيلة كل الفترة الماضية!!
الى أن جاءت أخبار مرض السيد جلال وبروز السيد بختيار على الشاشة اليوم لينفي أو يخفف من تفاصيل مرض جلال الطالباني من جهة وينفي نفيا قاطعا ما يتردد عن وجود خلافات خطيرة في قيادة الإتحاد الوطني الكردستاني!!
آمل أن يشفى السيد الطالباني من وعكته وأن تكون أقوال السيد ( الملا بختيار) دقيقة وصحيحة حول حالة الإتحاد الوطني الكردستاني السياسية،ولله في خلقه شؤون!!
اسماعيل القادري
[email protected]
التعليقات