صراحةً كُنت اشك في أن هناك تدخلاً إيرانياً في شؤوننا...!
تسألون ما إذا كنت متأكدا، اقول كلا بل هي شكوك لا اكثر ولا اقل، لا لثقة بالإيرانيين بل لثقة عالية كبيرة بزعماءنا الوطنيين حتى النخاع، وبالذات الكرام من آل الحكيم وأل الصدر ومَنْ وراءهم مِن جموع المحازبين الدعوويين والصدريين والبدريين.
وإذا كان الأخوة الطيبون من آل الحكيم والصدر يزورون إيران بين الفينة والأخرى، وبالذات في هذا الوقت حيث العزيز المالكي حفظه الله ورعاه منشغل بشدّ اللحمة الوطنية العراقية وتصفية الإرهاب المتسرب لنا من دول العرب ( عفوا العربان حسب توصيف كتّاب قبائل آل البيت المنتصرون ببركة الطوسي والكليني والسيستاني).
نقول إذا كان الأخوة الأحباب زعماؤنا يتوافدون على إيران في هذه الحقبة الحرجة من تاريخ العراق، فهم لا يذهبون إلى هناك لا سمح الله للتبرك بمقابلة اشياخنا العجم احفاد النبي ( صلعم ) كالخامنائي والحائري والرفسنجاني ونجاد وغيرهم، بل إنهم يذهبون إلى هناك لتحذير إيران من محاولة التدخل في شؤوننا الوطنية العراقية.
هذا ما سمعته من مصادر موثوقة بشأن زيارة الفتى المبارك حامل بذرة الرياسة والقداسة عن اجداده، إذ يقال أنه ذهب إلى هناك وهو في حالة غضب ما بعده غضب...!
إذ بينما الحلفاء الأمريكان وقواتنا الوطنية العراقية منشغلة في حرب مقدسة شعواء على النواصب من العراقيين والعربان، ذهب سماحته إلى هناك لتهديد الشقيقة إيران بأن الطلاق سيكون بائناً هذه المرة، بعد أن بلغ سماحته من بعض اتباعه الطيبين من افراد قوات بدر الوطنية الشريفة، بلغه أن بعض الأخوة من الحرس الثوري الإيراني حاولوا التسلل عبر منفذ الشلامجة بذريعة أنهم زوار للمراقد المقدسة، ولحسن الحظ فقد نجحت قواتنا الوطنية من كوادر حزب الله ومجاهدي بقية الله وثأر الله ولعنة الله، نجحت في إجهاض المحاولة وعاقبتهم بالوقوف عدة ساعات تحت زخات المطر وصقيع الفجر قبل أن تطردهم طردا نهائيا بعد أن اتضح أن الجوازات التي يحملونها غير مصدقة من سفارة جمهورية العراق الديموقراطية، في طهران المشرفة.
المهم... العودة المباركة العاجلة لنطفة بيت النبوة، اعادت الطمأنينة إلى قلبي وقلوب كل العراقيين، وإن كان الإستقبال الأمريكي غير لائق ابدا بحفيد العترة الطاهرة، وهذا ما عكر الفرحة وأثار سخط قبائلنا العراقية الواعية التي خرجت عن بكرة ابيها تلعن الأمريكان الذين أعاقوا الإياب المبارك للفتى الأقدس.
ليس هذا ما طمأنني حسب إلى حرمة وطني وأمنه وكرامته وعروبته وعراقيته حسب، بل وتصريحات العزيز الجميل الذي يمسك بيده الشريفة القوية الحازمة المؤمنة اصدق الإيمان بعراقية العراق وعروبة التراب العراقي، أعني معالي الوزير الشجاع الربيعي موفق، الذي صرح البارحة ايضا تصريحا إستخباريا أكيدا لا يتسلل الباطل من بين يديه ولا من خلفه، بأن إيران قد كفّت ولله الحمد عن اي تدخل في الشأن العراقي، وإن كان سبق لمعاليه أن صرح هو والجعفري والمالكي والصدر والحكيم ولعشرات المرات بأن إيران لا تتدخل، فإنه هذه المرة يجزم بالكامل أن تدخلها كان محدودا وأنه إنتهى ولله الحمد.
لا ادري هل أن تصريحاته الكريمة الأكيدة تلك تدخل في باب الثقة بما انجزه العزيز الفتى حامل بذرة القداسة ( قدست أسراره وأسرار أجداده ) في زيارته الأخيرة الموفقة لإيران والتي افشل الأمريكان بغبائهم المعهود فرحتها بإلقاء القبض عليه وإنتزاع مسدس صغير من البلاستك كان آتيا به هدية لأبنه بمناسبة عيد ميلاده، أم هو إجتهاد منه كإجتهاده في الأنثروبولوجيا وعادات وتقاليد الشعب العراقي ( شعبنا ليس شعبه ) التي افصح عنها بتعليقه الرائع الذكي على رقصة الموت حول جثة آخر الخلفاء الأمويين...!
على اية حال، التأكيدات بعدم التدخل الإيراني ( الذي نشك فيه اصلا )، لا تكف عن التواتر علينا لتزيد من إطمئناننا لسلامة النسيج العراقي والأرض والثروة الوطنية العراقية، فهي تأتينا من ثُقات لا يشك بوطنيتهم اي عراقي، نعني العزيز شاهبوري والمقدس طباطبائي.
والمجد لعراق الطوائف، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

كامل السعدون

النرويج

شباط 2007