ان اتخاذ المواقف المسبقة في اي قضية له آثار سلبية لا توصل صاحبة الى نتائج موضوعية،لانه عطل العقل وهوعامل اساسي للحسم قبل دخول الحلبة، وقد قالها احدهم في فضائية عربية وقد اتخذ موقفا مسبقا من الخطة الامنية الاخيرة التي بدأتها حكومة المالكي(انها اي الخطة فشلت قبل ان تبدأ )، وقد لا احتاج الى كثير من الجهد لاثبات العكس واقول بان الخطة قد نجحت قبل ان تبدأ، وقديما قال الشاعر:-
وليس يصح في الافهام شئ اذا احتاج النهار الى دليل.


فالسيد المالكي يخوض حربا حقيقية منذ استلامه للحكم، والخطة الامنية الاخيرة هي احدى الفصول المهمة لهذه الحرب التي لا ولن تنتهي ما بقي الصراع بين الخير والشر، وعدم نجاح الخطط الامنية لا يعني باي حال من الاحوال الفشل، وانما ترك المحاولة هو الفشل، فالمالكي كان يدرك عظم المسئولية عندما استلم الحكم في دولة غير مستقرة وخارجة من حالة كاملة من الفوضىمثل العراق، دولة ذات ارث فظيع من الحروب والحصار والاحتلال وكثرة الاحزاب وتعدد القوميات والتوجهات الطائفية، فالرجل لا يحارب على جبهة واحدة معينة الحدود، فعدد الجيش ضئيل وسلاحه قليل والطاقم العامل غير مؤهل تماما في بلد انعدمت فيه البنى التحتية واستشرت فيه البطالة والامية والمرض والفساد الاداري، فالمالكي يقف في جبهة تقابلها جبهة اقوى عددا وعدة ولكنها اقل ايمانا واخلاصا وصدقا، وتضم فيمن تضم يزيدا والخوارج والقرامطة والحشاشين والتتار وجميع زناة التاريخ ومعهم الهمجية وانعدام الضمير والاستعداد للانتحار الفوري ودخول جهنم، انه يواجه سيلا من قوى الظلام والعناصر المنتحرة تدعمهم افواج من الشياطين والمردة والمجرمين والقتلة والمنبوذين واكوام من الافاعي الالكترونية والعقارب الفضائية السامة التي تنفث سمومها على كل ما هو خير وصلاح.


ثم ان المالكي لا يواجه اخطارا داخلية فحسب بل ان هناك اعداء للشعب العراقي يتربصون به الدوائر خارج الحدود ودول مجاورة وغير مجاورة بالاضافة الى تبعات الاحتلال.


ثم من يقف مع المالكي في جبهته، انهم عامة الناس و الايتام والارامل والاطفال والعزل والضحايا والشرفاء وقوى الخير التي تحسب الف حساب قبل ان تطلق رصاصة واحدة باتجاه الاخرين، ولكن هل تكفيه دعوات الامهات والمظلومين والطبقات المسحوقة وذوي الضحايا ؟ ربما، لان التاريخ أثبت بان المظلوم اقوى من الظالم، ولقد بقي موسى واندثر فرعون، وبقي الحسين واستتر يزيد، والفرق بين المالكي وخصومه هو انه ايجابي وانهم سلبيون، فهو يدعو الى النور وهم يدعون الى الظلام وهو يريد السلام وهم يريدون الحرب وهو يعمل على استتباب الامن والاستقرار والقانون وهم يعملون على نشر الفوضى والنهب واللاقانون، انه صراع الخير والشر، وهو يتحمل المسئولية امام الله والتاريخ والقانون والوطن والاجيال والضمير وهم لا يتحملون اية مسئولية امام اي احد ولا تهمهم سوى المصالح الآنية والذاتية والحزبية والعشائرية والطائفية، واذكر باني قد حضرت في لندن لقاءا خاصا لاحد المسئولين العراقيين الكبار فما وجدت احدا شجع الحكومة واعلن دعمه للخطة الامنية ولم يقترح عليه احد شيئا للخروج من المأزق او لدعم الخطة الامنية، وظل الرجل الذي بدا ايجابيا ومتماسكا ومتفائلا يرد على انتقادات الحاضرين واسقاطاتهم المتكررة، ومهما يكن من امر فان الخطة الحالية والخطط القادمة تحتاج الى دعم جاد وصادق من الاحزاب والافراد والقوميات ورجال الدين والمنظمات المدنية والجمعيات والدول المجاورة وغير المجاورة والامم المتحدة، فهذه حملة شاملة كاملة لانقاذ امة واجيال وانها ليست عملية مناصب وكراسي فحسب،والارهاب ليس العدو الوحيد وستبقى بعده مراحل اخرى اهمها مرحلة البناء واثبات الذات واعادة العراق الى خارطة العالم، والسيد المالكي هو رئيس وزراء منتخب ومن حقه علينا ان ندعم حكومته الى ابعد حد وليس سحب البساط من تحتها وبكل وسائل الخسة والدناءة.
وبقي ان اقول ان المالكي هو بطل المرحلة بلا منازع، وان خطته الامنية نجحت قبل ان تبدأ ولتذهب قوى الشر الى الجحيم.

حسين ابو سعود

[email protected]