ليس بالامکان أن تجد هناک شخصية أدبية أو ثقافية أو إجتماعية خارج سهام النقد و المؤاخذات، ومثلما هنالک من يصفق للمرء و يمجده فإن هناک أيضا من يسخط عليه و يمقته، ومجد الانسان و شهرته يصنعهما دوما رکنان أساسيان هما محب مغال و مبغض قال، وقد کان الاستاذ عثمان العمير من ضمن تلک الشخصيات التي أثارت دوما خلفها عاصفة من الجدل و کان محط أنظار العديد من القنوات الإعلامية المتباينة في الوقت الذي لفت فيه أيضا أنظار قطاع واسع جدا من الناس الذين کما أسلفنا توزعوا بين إتجاهين متعاکسين، رغم إننا نجزم و بالاستناد على معطيات کثيرة أن المحبين له يشکلون القطب الغالب في الـمعادلة.


عثمان العمير الذي خاض غمار عدة تجارب صحفية مختلفة، قد أثبت في معظمها جدارته و إقتداره وکان بمثابة الربان الحذق و اللبيب لسفينة تمخر في عباب يم عات، والذي ميز هذا الرجل و منحه بعدا إستثنائيا، هو إنه قد إختط منذ البداية خطا تميز بمنح مساحة أوسع من المألوفquot;للآخرquot;وسعى جاهدا کي ينقل الصورة بکل أبعادها و تداعياتها و ألوانها، صحيح أن للرجل قناعاته الفکرية و مواقفه المحددة في الکثير من القضايا، لکنه رغم ذلک سعى لأن تکون منابره متألقة و مميزة عن غيرها بإحترامها و تبجيلها غير العاديين للآخر. ومثلما کانت تجربته في الشرق الاوسط حافلة و مثيرة، فقد جاءت تجربته فيquot;ايلافquot;إستثنائية و غريبة من نوعها وقد کانت شهادة حق مثالية تمنح له عن جدارة لما عکسه في تجربته الالکترونية الرائعة، إذ انه قد کان السباق في تجربة رائدة و ناجحة تمکنت من جمع کل الاطياف و الالوان و الاصوات المتناقضة في سلة واحدة هي ايلاف.


وقد کان لموقع ايلاف مساحة کبيرة مخصصة للقلم و الرأي الکوردي، ولم يکن ذلک الامر ممکنا أبدا لولا قناعات رئيس تحريرها و ناشرها الاستاذ العمير بأحقية کل أطياف المنطقة في التعبير عن نفسها، وقد تمکنت ايلاف من دخول دنيا الکورد و صارت جزءا مهما من إهتماماتهم و باتت عملية متابعة هذا الموقع المهم من ضمن أولويات الکثير من المثقفين و الادباء الکورد، وقد جاءت الزيارة الحالية التي يقوم بها الاستاذ العمير لکوردستان بدعوة رسمية، تتويجا لمواقف هذا الرجل و قناعاته بالشعب الکوردي، وقد نقلت الانباء ان کوردستان قد إستقبلت الاستاذ عثمان العمير بحفاوة وعلى أعلى الاصعدة، فقد تم إستقباله من قبل رئيس الاقليم السيد مسعود البارزاني ورئيس وزاء الاقليم السيد نيجيرفان البارزاني. وقد أبدت الدوائر و الاوساط الاعلامية الکوردية على إختلاف إتجاهاتها و ميولها إهتمامها و ترحيبها بزيارة هذه الشخصية الاعلامية العربية الکبيرة وإعتبرتها رسالة حب عربية موجهة من الشعوب العربية الى الشعب الکوردي. و واقع الامر، ان الاستاذ العمير بما عرف عنه من دراية و حنکة و لباقة فإنه مؤهل تماما لأن يکون رسول حب و سلام بين العرب و الکورد، وليس في وسعنا إلا القول مرحبا بک أيها الاستاذ العزيز في کوردستان.

نزار جاف
[email protected]